دور الحديد في تشكيل كواكب غير الأرض؟ نظرية يطرحها اكتشاف فلكي
استخدم فريق بحثي بقيادة جوزيف فارجا، من مرصد "كونكولي" بالمجر، مقياس التداخل التلسكوبي الكبير جداً (VLTI) ، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، لمراقبة قرص تشكيل الكوكب للنجم الشاب (HD 144432).
يقع تشكيل الكواكب على بعد حوالي 500 سنة ضوئية. ووجد الباحثون بنية معقدة مكونة من ثلاث حلقات متحدة المركز في المنطقة الداخلية من القرص، تشبه المناطق التي تشكلت فيها الكواكب الصخرية مثل الأرض في نظامنا الشمسي.
وتقع الحلقة الأولى ضمن مدار عطارد، والثانية قريبة من مسار المريخ، علاوة على ذلك، فإن الحلقة الثالثة تتوافق تقريباً مع مدار كوكب المشتري، وهذا التكوين، هو الأول من نوعه الذي يتم رصده بالقرب من نجم مضيف، بما يشير إلى إمكانية تكوين كوكب داخل الفجوات.
ويُظهر تكوين الغبار داخل القرص أوجه تشابه مع الكواكب الصخرية مثل الأرض، مع وجود السيليكات وربما الحديد المعدني، وإذا تم تأكيد ذلك، سيكون اكتشافاً رائداً في قرص تشكيل الكواكب، حيث يتوافق خليط الحديد والسيليكات في هذه البيئة بشكل أكبر مع النموذج الكيميائي المطبق على البيانات، مما يشير إلى تشابهه مع النظام الشمسي المبكر.
ويفتح هذا الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه في دورية "أسترونومي آند أستروفيزيكس"، الباب أمام مزيد من الاستكشافات لأقراص مماثلة حول النجوم الشابة، بهدف فهم ما إذا كانت البيئات الغنية بالحديد شائعة لتكوين الكواكب بالقرب من نجومها الأم.
ومن جانبه، يرى إيان هيوود، الباحث الأول في علم الفلك بجامعة أكسفورد البريطانية، أن هذا الاكتشاف يثير نظرية جديدة حول تشكيل الكواكب، ومنها كوكب الأرض، لكن تأكيد هذه النظرية يحتاج لمزيد من الاكتشافات المشابهة.
ويقول هيوود لـ"العين الإخبارية": "نحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات للتأكد من أن هذا الاكتشاف لم يكن أمرا شاذا، وأنه حدث شائع محتمل، وقد تساعد الملاحظات الإضافية في تأكيد انتشار الحديد في الأقراص المكونة للكواكب".
ويضيف أن الدراسات اللاحقة لا بد أن تجيب أيضاً عن سؤال: "كيف تؤثر البيئات الغنية بالحديد على تكوين الكواكب الصخرية لخلق كواكب مشابهة للأرض وعطارد، الغنية بالحديد والمنخفضة نسبياً بالكربون؟".
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز