جريفيث في ميناء الحديدة.. الحوثيون يخفون جرائمهم بمنعه من زيارة المدينة
مصدر حقوقي يقول لـ"العين الإخبارية" إن مليشيا الحوثي اشترطت على المبعوث الأممي عدم القيام بأي جولة أخرى في الحديدة.
حقق المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث اختراقا مهما في طريق انتزاع ميناء الحديدة الاستراتيجي من مليشيا الحوثي الانقلابية بشكل كامل، لكن زيارته لم تتوّج بمعرفة الانتهاكات البشعة التي صنعتها المليشيا الانقلابية في المدينة المعروفة بـ"عروس البحر الأحمر".
واقتصرت زيارة المبعوث الأممي، الجمعة، على ميناء الحديدة، رفقة عدد من المسؤولين الأمميين، وعلى رأسهم ليز جراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، وممثل برنامج الغذاء العالمي ستيفن أندرسون.
وذكر مصدر حقوقي، لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي التي عرقلت الزيارة من الخميس إلى الجمعة، اشترطت على المبعوث الأممي عدم القيام بأي جولة أخرى في مدينة الحديدة بحجة الاضطرابات الأمنية.
وقال المصدر إن المبعوث الأممي اكتفى باللقاء مع قيادات حوثية تتخذ من ميناء الحديدة مقرا لها، فيما لم يتمكن من لقاء أي من ممثلي المنظمات الحقوقية وأهالي المعتقلين والمخفيين قسريا في سجون المليشيا الانقلابية.
كما رفضت المليشيا الحوثية تأمين زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة الحديدة والمرافق الصحية للاطلاع على الوضع الصحي والإنساني.
ولجأت مليشيا الحوثي إلى إخفاء بعض من انتهاكاتها المروعة في الحديدة، وذلك بإزالة جميع الحواجز الترابية والحاويات المخففة في محيط ميناء الحديدة، والتي كانت قد شيدتها خشية من تقدم القوات المشتركة لتحرير الميناء.
وحسب مصادر "العين الإخبارية"، فقد غادر المبعوث الأممي من البوابة الشرقية الرئيسية لميناء الحديدة، سالكا المنفذ الشمالي للمدينة المتاخم للميناء.
وتألف موكب المبعوث الأممي والوفد المرافق له من أكثر من 20 سيارة مدرعة، ولم تدم زيارته للمدينة أكثر من 3 ساعات، قبل العودة برا إلى العاصمة صنعاء التي قدموا منها.
وأعلن المبعوث الأممي في ختام الزيارة أنه تم الاتفاق مع مليشيا الحوثي على ما وصفه بـ"دور رئيسي" للأمم المتحدة في ميناء الحديدة، وأيضا "على نطاق واسع".
وأشارت مصادر سياسية يمنية إلى أن الدور الرئيسي للأمم المتحدة يتمثل في إدارة الميناء بشكل كامل، وأن النطاق الواسع يعني عدم اقتصار خروج مليشيا الحوثي من الميناء الاستراتيجي فحسب، بل من مدينة الحديدة بشكل كامل.
وكانت مليشيا الحوثي ترفض مرارا، المبادرات الأممية والتي وافقت عليها "الشرعية" والتحالف العربي لتسليم ميناء الحديدة وتجنيب المدينة القتال، لكن التوغل الأخير لألوية العمالقة والقوات المشتركة في عمق مدينة الحديدة، جعلها ترضخ وترفع راية الاستسلام.
وكشف متحدث المقاومة اليمنية العميد صادق دويد، الأسبوعين الماضيين، عن أن مليشيا الحوثي أبلغت المجتمع الدولي برغبتها في الانسحاب من ميناء الحديدة مقابل وقف العمليات العسكرية، إلا أن القوات المشتركة اشترطت انسحاب الحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة بالكامل مقابل وقف معارك التحرير.
ويعد ميناء الحديدة أهم مورد اقتصادي لمليشيا الحوثي الانقلابية، حيث تقدر عائداته السنوية بأكثر من 3 مليارات دولار، كما يعد من أهم المنافذ اليمنية على البحر الأحمر، والذي استخدمته المليشيا لتهديد الملاحة الدولية وتهريب الأسلحة الإيرانية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA=
جزيرة ام اند امز