قبضة الدولار.. سقوط حر لـ6 عملات عربية في 2022
أصبح 2022 عام الأزمات والتحديات على الاقتصادات العربية، فمع تشديد السياسة النقدية، هوت عملات 6 عملات أمام الدولار الأمريكي.
وقد بلغت خسائر عملات، لبنان، السودان مصر، سوريا، تونس، المغرب، مقابل العملة الأمريكية "الصعبة" نحو 23.8% منذ بداية العام الجاري؛ وذلك وفق بيانات البنوك المركزية للدول.
الليرة اللبنانية الأكثر انخفاضًا
النصيب الأكبر من الخسائر والتراجعات بين العملات الست ذهب إلى الليرة اللبنانية بما نسبته 23.8% حتى تاريخ 26 سبتمبر/أيلول الجاري؛ حيث سجلت 29.8 ألف للدولار الواحد، بحسب منصة صيرفة المعتدة من المصرف المركزي، لكن النسبة قد ترتفع إلى 28.5% في حال احتساب سعر الصرف في السوق الموازية، بحسب موقع Lira Rate، ولكنه وصل في بعض التداولات إلى 39.500 ألف ليرة.
ولا يزال المصرف يناقض السعر الحقيقي ويضع 1507.5 سعرًا للدولار مقابل الليرة على موقعه الرسمي، فيما وصل السعر في تداولات السوق الموازية إلى 39.5 ألف ليرة.
الجنيه السوداني يهوي 23.7%
فيما فقد الجنيه السوداني 23.7% ليصل الدولار إلى 575.8 جنيه سوداني في 26 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتسجل مستويات التضخم في السودان معدلات مرتفعة أيضًا، فقد أعلن الجهاز المركزي للإحصاء أن معدل التضخم السنوي فى شهر أغسطس/آب بلغ 117.42%.
تآكل الجنيه المصري
كما تراجعت قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي بنسبة 19.3% ليسجل سعر صرف الدولار الواحد 19.55 جنيه في 26 سبتمبر/أيلول، ملامسًا أقل قيمة للجنيه المصري على الإطلاق التي سجلها في 20 ديسمبر/كانون الأول من عام 2016 -عام التعويم- عند 19.56 جنيه لسعر بيع الدولار.
فيما يرجح بنك أوف أميركا أن السعر الحقيقي له سيصل إلى 23.5 جنيه مقابل الدولار.
هبط الجنيه المصري إلى مستوي تاريخي جديد أمام العملة الأمريكية، عند 19.60 جنيه للدولار خلال تعاملات اليوم الخميس 29 سبتمبر 2022.
بينما هبطت قيمة الليرة السورية 16.7%؛ ليصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 3015 ليرة في 26 سبتمبر/أيلول 2022، كما نزلت قيمة الدينار التونسي 12.6% على مدار الفترة من نهاية العام الماضي إلى 26 سبتمبر/أيلول الجاري ليصل سعر صرف الدولار إلى 3.3 دينار، فيما هبطت قيمة الدرهم المغربي مقابل الدولار 8.8% ليصل الدولار الواحد إلى 11.4 درهم في 26 سبتمبر/أيلول.
الدينار التونسي "رهن" الأزمة الاقتصادية
وهبطت قيمة الدينار التونسي 12.6% منذ نهاية 2021 ليسجل الدولار 3.3 دينار في 26 سبتمبر/أيلول الجاري، فيما تواجه تونس أزمة اقتصادية، دفعتها إلى خوض مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن اتفاق في إطار "تسهيل الصندوق الممدد" لدعم السياسات والإصلاحات الاقتصادية للسلطات.
وصعدت الديون الخارجية لتونس 6.6% إلى 66.1 مليار دينار (19.9 مليار دولار) في النصف الأول من هذا العام مقابل 62 مليار دينار (18.7 مليار دولار) في النصف الأول من عام 2021.
الدرهم المغربي يكافح التضخم
وانخفضت قيمة الدرهم المغربي منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، بنسبة 8.8% ليصل سعر صرف الدولار الأميركي الواحد إلى 11.4 درهم في 26 سبتمبر/أيلول الجاري.
تشير بيانات البنك المركزي المغربي إلى تسارع التضخم خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام لتصل إلى 8% في أغسطس/آب بعد تسجيله 7.7% في يوليو/تموز، ويتوقع البنك أن يصل متوسط التضخم إلى 6.3% هذا العام مقارنة بـ 1.4% في عام 2021.
الدولار يتوحش
وانطلاقًا من مقولة "مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدٌ" فإن العملة الأمريكية تزداد قوة منذ بداية 2022 بدعم من قيام البنوك المركزية في العالم وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي بزيادة معدلات الفائدة لمجابهة الصعود الكبير في التضخم، ولكن مع توجه المستثمرين إلى الإقبال على الدولار بدعم من العائد الأكبر وكونه ملاذًا آمنًا بشكل عام خلال الأزمة الحالية التي يمر بها الاقتصاد العالمي، فإن العملة الأميركية اكتسبت دعمًا إضافيًا.
ويرجع السبب في تراجع العملات العربية إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت الأسعار وأشعلت معدلات التضخم وضغطت على الموارد الدولارية للدول المذكورة، وهو ما دفع مصر ولبنان والسودان وتونس إلى تكثيف محادثاتها مع صندوق النقد الدولي لإتمام اتفاقات تمويلية في محاولة لتوفير موارد مالية من ناحية وإقرار إصلاحات لدعم الاقتصادات من ناحية أخرى.