مجموعة السبع في سطور.. لماذا شكلت وكيف تعمل؟
"G7".. اختصار لمجموعة السبع التي تضم "أقوى" الدول الصناعية تحت تكتل غير رسمي، لتنسيق السياسات بينها "حماية لمصالحها"، حسب منتقديها.
فالدول التي باتت تطلق على نفسها اليوم اسم "الديمقراطيات القوية اقتصاديا في العالم"، بدأت الأحد اجتماعات في قلعة إلماو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا، لمناقشة أزمات العالم، بدءًا من الحرب في أوكرانيا مرورا بالمناخ وصولا إلى الأمن الغذائي.
إلا أن مجموعة السبع (G7) والتي تجتمع سنويًا لتنسيق السياسة الاقتصادية العالمية ومعالجة القضايا العابرة للحدود الوطنية، يشكك الخبراء في أهميتها، كونها لا تضم عددًا كبيرًا من الدول، وتستبعد القوى الناشئة المهمة، بالإضافة إلى أن القرارات الصادرة عنها غالبًا ما تفتقر إلى المتابعة.
فماذا نعرف عن مجموعة السبع؟
مجموعة السبع هي تكتل غير رسمي مكون من الديمقراطيات الصناعية الكبرى، والتي تضم: الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة.
تجتمع مجموعة السبع سنويًا لمناقشة قضايا مثل الحوكمة الاقتصادية العالمية والأمن الدولي وسياسة الطاقة، إلا أنها واجهت على مدار تاريخها عددًا من التحديات بسبب التوترات المستمرة مع روسيا، وبشكل متزايد مع الصين، فضلاً عن الخلافات الداخلية حول سياسات التجارة والمناخ.
لماذا شُكلت G7 وكيف تعمل؟
شكلت الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا الغربية مجموعة الستة في عام 1975 لتوفير مكان للقوى "غير الشيوعية"؛ لمعالجة المخاوف الاقتصادية الملحة، والتي شملت التضخم والركود، لتضيف على جدول أعمالها سياسات الحرب الباردة.
وانضمت كندا في العام التالي للتدشين، فيما بدأ الاتحاد الأوروبي في عام 1981 يشارك في المجموعة بشكل كامل كعضو غير مُحدد، يمثله رؤساء المجلس الأوروبي، الذي يضم قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، والهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
وبحسب مجلس العلاقات الخارجية (منظمة أمريكية مستقلة)، فإنه لا توجد معايير رسمية للعضوية، لكن جميع المشاركين هم من الديمقراطيات الثرية. ويشكل إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في مجموعة السبع حوالي 45% من الاقتصاد العالمي بالقيمة الاسمية، متراجعًا عن نسبة 70% والتي كان يشكلها قبل ثلاثة عقود.
وعلى عكس الأمم المتحدة أو منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، فإن مجموعة الدول السبع ليست مؤسسة رسمية لها ميثاق وأمانة، فيما تتناوب الدول الأعضاء رئاستها سنويًا، ووضع جدول أعمال القمة وترتيب الخدمات اللوجستية لها.
ويقوم الوزراء والمبعوثون، المعروفون باسم "شيربا"، بصياغة مبادرات السياسة في الاجتماعات التي تسبق تجمع القادة الوطنيين، بحسب مجلس العلاقات الخارجية، الذي يقول إن المجموعة قد تدعو في بعض الأحيان الدول غير الأعضاء للمشاركة في الاجتماعات.
ماذا حدث لروسيا؟
انضمت روسيا بشكل رسمي إلى المجموعة في عام 1998، لتصبح مجموعة الثماني، في خطوة اعتقد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أنها ستضفي على روسيا مكانة دولية، وستشجع زعيمها الأول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بوريس يلتسين، على التقرب من الغرب.
ورغم قرار كلينتون بضم روسيا إلا أن وزارات المالية في قمة السبع كانت حذرة في تنسيق السياسات الاقتصادية مع روسيا، التي لديها اقتصاد صغير نسبيًا ودين عام كبير، بحسب مجلس العلاقات الخارجية.
محاولات أمريكية لتشجيع روسيا، تبددت مع قرار موسكو ضم منطقة القرم في أوكرانيا في مارس/آذار 2014، مما أدى إلى تعليق عضويتها إلى أجل غير مسمى.
ولم تكن القرم السبب الوحيد، بل إن الخلافات بين روسيا ومجموعة الدول السبع زادت بشأن دور موسكو في سوريا، وما قيل بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والأوروبية.
إلا أن ما دفع بالخلافات إلى وتيرة غير مسبوقة، كان العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي أدت إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقوبات اقتصادية في محاولة لعزل موسكو بشكل أكبر.
ما أبرز التحديات؟
واجه مستقبل مجموعة السبع تحديات بسبب التوترات المستمرة مع روسيا، وبشكل متزايد مع الصين، فضلاً عن الخلافات الداخلية حول سياسات التجارة والمناخ.
إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد بإعادة الالتزام التاريخي للولايات المتحدة بالتعددية، في علامة على تعاون متجدد، بعد أن رفض سلفه دونالد ترامب في عام 2017 إلزام الولايات المتحدة باتفاق باريس بشأن المناخ وألمح إلى خطط للانسحاب من الصفقة، مما دفع الأعضاء الآخرين إلى انتقاد واشنطن.
وواجه القادة الأوروبيون في مجموعة الدول السبع قائمة طويلة من التحديات الإقليمية، بما في ذلك التعامل مع انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والحفاظ على التماسك وسط القومية المتزايدة، إلى جانب التحدي الروسي.
ويقول مجلس العلاقات الخارجية إن هناك إحساسًا متزايدًا بأن الصين تشكل "تهديدًا ثلاثي الأبعاد" لدول مجموعة السبع ـ اقتصاديًا، وأيديولوجيًا، وجيوسياسيًا؛ فـ"قمع" الصين للأويغور في منطقة شينجيانغ وحملتها في هونغ كونغ أثارت إدانة أعضاء مجموعة السبع.
الصين.. التحدي الأكبر
كما أثارت مبادرة الحزام والطريق الضخمة (BRI) مخاوف بشأن تأثير بكين على البلدان النامية، فيما أعربت بروكسل وطوكيو وواشنطن عن مخاوفهم بشأن النموذج الاقتصادي الذي تقوده بكين والممارسات التجارية "غير العادلة".
كما تسببت العلاقات التجارية والدفاعية المتنامية بين الصين وروسيا في مخاوف، بحسب مجلس العلاقات الخارجية الذي أكد أن هناك انقسامات داخل المجموعة حول كيفية الرد على الصين؛ فبعض الدول الأوروبية واليابان تخشى تعريض العلاقات التجارية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم للخطر.
وفي محاولة لإيجاد بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، أطلقت مجموعة الدول السبع (G7) مبادرة Build Back Better World (B3W)، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستتمكن من مطابقة الموارد التي خصصتها الصين لمشروعها.
ومن الصين إلى جائحة كورونا، والتي خلفت عقبات إضافية، وأدت إلى تأجيل ثم إلغاء قمة المجموعة 2020، والتي كان المقرر عقدها في كامب ديفيد. وأجبر الانكماش الاقتصادي العالمي الحاد الناجم عن الوباء حكومات مجموعة السبع على الاستجابة بإجراءات تحفيز ضخمة.
ومع تعافي الاقتصادات الآن، يعاني العديد منها من ارتفاع معدلات التضخم. إلا أن دول مجموعة السبع تعهدت بتقديم مليارات الدولارات للقاحات وأدوات أخرى لمكافحة الوباء.
هل هناك بدائل لمجموعة السبع؟
يلاحظ العديد من المحللين أنه بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية، فإن الديناميكيات الخارجية لمجموعة السبع في التأثير العالمي تراجعت، فيما يجادل البعض بأن المجموعة تفتقر إلى الأهمية بدون الصين والقوى العالمية الناشئة الأخرى.
وبحسب مجلس العلاقات الخارجية، فإن العديد من المحللين يعتقدون أن قوة ومكانة مجموعة العشرين (G20) ، وهي منتدى لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من تسعة عشر دولة من أكبر دول العالم والاتحاد الأوروبي، قد تجاوزت قوة مجموعة الدول السبع الكبرى، كونها تمثل حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلاثة أخماس سكان العالم.
وأكد أن القوى الناشئة بما في ذلك البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب إفريقيا، والتي لوحظ غالبًا غيابها عن مجموعة السبع، تنتمي جميعها إلى مجموعة العشرين، فيما لا تزال روسيا عضوًا فيها.
ويجادل العديد من المراقبين بأن مجموعة العشرين كانت أكثر فاعلية خلال الأزمة المالية العالمية 2007-2008، بحسب مجلس العلاقات الخارجية الذي قال إن قمم مجموعة العشرين كانت مناسبة لتحديد أهداف طموحة.
جدول أعمال قمة السبع 2022
بالنسبة لقمة 2022، سيكون البند الرئيسي على جدول الأعمال هو الحرب في أوكرانيا والحاجة إلى تعزيز كتلة غربية موحدة في وقت يخاطر فيه التعب بالظهور.
ومن المرجح أن تركز المناقشات على تقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية وإيجاد طرق أخرى لزيادة الآلام الاقتصادية لموسكو، بالإضافة إلى ذلك، تواجه الكتلة أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق من الحرب، والتي أدت بالفعل إلى نقص في القمح والمحاصيل الأخرى.
المخاوف المناخية تبقى أيضا في المقدمة، بحسب المستشار الألماني أولاف شولتز والذي قال إنه يريد تطوير مجموعة السبع إلى "نادي مناخ".
وقبل قمة 2022، التزم وزراء مجموعة السبع باتفاقية مشتركة جديدة [PDF] بشأن حماية المناخ وأمن الطاقة، بالإضافة إلى موافقة البلدان على إلغاء دعم الوقود الأحفوري، وإزالة الكربون من إمدادات الكهرباء بحلول عام 2035، والسعي إلى مزيد من التخفيضات في انبعاثات الكربون في قطاع النقل، إلا أنه مع ذلك، فإن بند المناخ قد يأخذ المقعد الخلفي، وخاصة وأن الأعضاء يركزون على كبح أسعار الطاقة.