الإجازات المرضية الجماعية للموظفين.. كيف يواجهها المدير الناجح؟
عندما يتغيب عدد من الزملاء في العمل في وقت واحد بسبب نزلات البرد المستمرة أو الإصابة بفيروس منتشر، وفي بعض الأحيان بسبب الإرهاق فقط، غالبا ما يسبب ذلك ضغطا على أفراد فريق العمل الأصحاء،
لكن العمل يجب أن يستمر، وتقول أنى كاترين ماتيسك، الطبيبة النفسية في مدينة كولونيا: "الكثير من العاملين يفترضون أن على مديرهم أن يلاحظ أنهم يواجهون ضغطا في العمل، ولكن المدير غالبا ما يكون نفسه تحت ضغط".
لذلك يقوم العاملون بالتحمل وانتظار الراحة، وربما يشعرون ببعض البطولة أثناء تحملهم الضغط، ولكن ماتيسك ، التي تقدم النصائح للشركات بشأن إدارة العاملين بصورة صحية، تحذر من أن هذه استراتيجية غير صحية.
الإعياء والارهاق في العمل
ويمكن أن يتمثل الإعياء والارهاق بطرق مختلفة بدنيا وعقليا: ربما يشعر المرء بعدم التركيز وعدم الرضا وسرعة الغضب ويرتكب الأخطاء، كما أنه لا يكون لديه الوقت لتناول الطعام، ولا تعد لديه رغبة للقاء أصدقائه بعد العمل.
وربما يلجأ البعض لتدخين السجائر والإفراط في شرب الكحوليات وعدم النوم بصورة جيدة وحتى الإصابة بخفقان القلب، وتقول ماتيسك "كل هذه إشارات مقلقة"، مضيفة " بعد ذلك يجب أن تطلب على الفور أن تتحدث مع أحد".
ولكن ما هي أفضل طريقة للتصرف بالنسبة للجميع؟ حتى إذا كان الفريق بأكمله يعاني من هذا الوضع، لن يساعد في حسمه اقتحام مكتب المدير، مما يمكن أن يتسبب في شعور غير محبب من جابنهم.
بدلا من ذلك، توصي ماتيسك بإجراء أحاديث بصورة فردية مع تقديم مقترحات فعلية: كيف يمكن تصنيف أولوية المهام بصورة مختلفة؟ ما هي المهام التي يمكن إرجاؤها من أجل استكمال مهمة جديدة مهمة في الوقت المطلوب؟.
وتقول مايتسك: "من الأفضل التأكيد على الهدف المشترك". على سبيل المثال، من الممكن أن يكون هو "من مصلحتنا أن تكون جودة العمل على ما يرام".
ولكن المستوى المرتفع من الإجازات بسبب المرض يمثل تحديا أيضا لقائد الفريق أو رئيس الإدارة. ماذا إذا لم يكن هناك سبل لعلاج الوضع؟ على سبيل المثال، لأن الموازنة وخطة التوظيف لا تسمحان بتعيين المزيد من العاملين، أو لأنك يمكن أن تقع في مشكلة إذا كانت الحسابات خاطئة في نهاية الشهر.
التدريب على الإدارة
ويقول هنريك لودرتز، الذي يعمل مدربا في مجال الإدارة في دوسلدورف " من المهم بالنسبة لمناخ العمل بين العاملين ألا يتم التقليل من شأن المشاكل الناجمة عن نسب المرض المرتفعة، ولكن يجب أن يتم عرضها بشفافية ". وإلا سوف يشعر العاملون أنه لا يتم معاملتهم بصورة جدية".
وبدلا من ذلك ينصح لودرتز العاملين بالتحدث مع بعضهم البعض والبحث عن سبل لتخفيف الضغط: هل يمكن توكيل المهام لمصادر خارجية؟ هل يمكن جعل العروض أقل استهلاكا للوقت؟
ولكن لا يكون هذا كافيا دائما. ويقول لودريتز " ربما تصل لمرحلة يكون قد تم استنفاد جميع الموارد فيها، ومازال ضغط العمل مستمرا". وأضاف" حين ذاك يمكن أن تقول بصراحة: هذا كل ما أستطيع القيام به في الوقت الحالي".
لذلك ماذا يتعين على المديرين عدم القيام به؟ تقديم الوعود التي لا يمكنهم الإيفاء بها، حسبما قال لودريتز.
مراقبة المتغيبين
مع ذلك، يجب أن تراقب الذين يعملون، والذين أيضا يتغيبون بسبب المرض، وهو ما يمكن اعتباره عملا متوازنا. فهناك أشخاص يذهبون للعمل وهم يسعلون ويجب إرسالهم إلى المنزل، في حين هناك آخرون يبقون في السرير، ولكنهم يشعرون بالذنب لعدم قدرتهم على إتمام العمل.
وتوصي ماتيسك بإزالة الضغط عنهم من خلال المساعدة بجمل مثل:" نحن نحتاجك هنا، بالطبع، ولكن يتعين أن تكون سليما" أو " سوف نفتقدك، بالطبع، ولكن الصحة تأتي أولا ".
من ناحية أخرى، ربما يكون هناك شخص في الفريق ليس مريضا مثلما يقول. ويقول لودريتز" كلما كان المناخ بين أفراد الفريق أفضل، كلما قلت فرص حدوث ذلك"، مضيفا ذلك " التقدير والتفاهم والانسانية" من الأولويات حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الموظفين الأصحاء والمرضى على حد سواء.
وتقول ماتيسك " وإذا كانت هناك دلالات على أن شخصا ما أصبح منبوذا بسبب الغياب المتكرر، على سبيل المثال بسبب المرض المزمن، حين ذاك يتعين على المدير أن يتخذ موقفا واضحا ضد هذا الأمر".
وقد أصبح المزيد والمزيد من الشركات تقدم برامج صحية للعاملين لديها كإجراء ضد التوتر تتضمن ندوات لتقليل التوتر ودورات لليوجا. من حيث المبدأ، من الأفضل أن تهتم الشركة بصحة العاملين لديها.