"الجارديان": نظام الأسد لا يخشى العقاب
صحيفة الجارديان البريطانية رأت أن النظام السوري لا يتورع عن ارتكاب الجرائم بحق المدنيين لأنه يعرف أنه يفلت دائما من العقاب
اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن النظام السوري لا يتورع عن ارتكاب الجرائم بحق المدنيين، لأنه "يعرف أنه يفلت دائما من العقاب"، وطالبت المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته في معاقبة المتورطين في الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية على محافظة إدلب.
وفي مقال افتتاحي بعنوان "الأسد يعرف أنه يتصرف بدون عقاب"، قالت الصحيفة البريطانية، إن الصور المفجعة للأطفال القتلى والمرضى اليائسين، في سوريا، أصبحت للأسف، مألوفة للغاية، بيد أن الهجوم الذي وقع، الثلاثاء، في محافظة أدلب، التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة أثار ردة فعل: فهو واحد من أسوأ الهجمات الكيماوية المشتبه بها في الحرب التي تدور رحاها منذ 6 سنوات.
وأضافت أن "الهجوم أودى بحياة 67 شخصًا على الأقل، وتشير الأعراض إلى استخدام غاز الأعصاب، السارين على الأرجح في الهجوم، الذي استهدف منطقة يلوذ بها الآلاف من القتال القريب، وأعقبتها هجمات على مرافق طبية تعالج الضحايا".
وقال المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماثيو ريكروفت إنه (الهجوم) "يحمل جميع بصمات هجمات النظام (السوري)"، واتهم البيت الأبيض الحكومة السورية في الهجوم "الشائن".
وتنفي دمشق استخدام الأسلحة الكيميائية، والتحقق من أن الغاز استخدم بواسطة من، صعب دائما، لا سيما بالنظر إلى المشكلات، التي سيواجهها الخبراء في الوصول إلى الموقع. ومع ذلك، تشير الأدلة حتى الآن إلى اتجاه واحد، لأن غاز السارين ليس من السهل إنتاجه.
في عام 2013، تحت التهديد بشن غارات أمريكية بعد أن قتل غاز السارين حوالي 1300 شخص في الغوطة، وهي منطقة محاصرة في دمشق، وافق بشار الأسد على التخلص من مخزونه من الأسلحة الكيميائية، لكن تقرير أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حذر العام الماضي من أن النظام استمر في تنفيذ هجمات الكلور على المدنيين (كما استخدم داعش غاز الخردل)، وقد وثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" 24 هجمة بالكلور في سوريا منذ عام 2014، بما في ذلك الاستخدام المنهجي في حلب.
والشكوك بأن هجوم، الثلاثاء، مثل هجوم أخر مشتبه بغاز السارين، أسفر عن مقتل 93 شخصا شرقي حماة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، هو انتقام من قبل نظام متزايد الثقة ضد الضغط العسكري الذي واجهه في المنطقة: بعد دفعه للتراجع، أراد الثأر على حساب المدنيين.
والبعض ربط بالفعل بين ما يبدو أنه استخدام سلاح كيمائي فتاك، والتغير في سياسة الولايات المتحدة إزاء سوريا، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون في الأسبوع الماضي إن مستقبل الأسد بيد الشعب السوري، بينما قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي: لم تعد أولويتنا إزاحة الأسد (على الرغم من أنها خففت في وقت لاحق من هذا التصريح).
هذه التعليقات قد عززت بشكل خطير، بدلا من أن تتسبب في ثقة النظام بأنه يمكن أن يقوم بجرائم حرب دون عقاب، وعندما كان مرشحا، قال دونالد ترامب إن مستقبل الأسد ذو أهمية "ثانوية" لهزيمة داعش، وفي فبراير/شباط الماضي، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على استخدام الأسلحة الكيميائية؛ ومن غير المرجح أن يغير اجتماع، الأربعاء، حول هذه القضية الكثير.
وتشعر أوروبا بقلق عميق، لاسيما بالنظر إلى الآثار المترتبة على أمنها، وأكدت مجددا أن المستقبل لا يمكن أن يتضمن الأسد، ولكن قيوده تؤكدها حقيقة أن الهجوم وقع قبل ساعات من بدء مؤتمر لمدة يومين حول مستقبل سوريا، تستضيفه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بروكسل، وقد استمرت محادثات السلام لسنوات، والتوقعات أقل من أي وقت مضى.
aXA6IDMuMjM2LjExMi4xMDEg جزيرة ام اند امز