كامالا هاريس.. يدُ بايدن الناعمة لترميم ندوب علاقات الجوار
تستهلّ نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس أول جولة خارجية لها منذ تولي المنصب بزيارة جواتيمالا والمكسيك، ضمن مهمة دبلوماسية صعبة.
ويستعين الرئيس جو بايدن بنائبته التي تزور لاحقا المكسيك لترميم العلاقات مع دول الجوار، التي ساءت إلى مستويات غير مسبوقة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ووصلت هاريس إلى جواتيمالا الأحد على أمل عقد محادثات "صريحة" مع قادة منطقة ينطلق منها معظم المهاجرين الساعين لدخول الولايات المتحدة.
وتسعى هاريس، من موقعها كنائبة للرئيس إلى التعامل مع الأسباب الرئيسة للهجرة من المنطقة، أحد أبرز الملفات الشائكة التي تواجه البيت الأبيض مع جواره الفقير.
وهبطت طائرة هاريس ليل الأحد في قاعدة تابعة لسلاح الجو بجواتيمالا، حيث كان في استقبالها وزير الخارجية بيدرو برولو والسفير الأمريكي وليام بوب.
نائبة الرئيس الأمريكي غردت بتويتر عقب وصولها إلى المدينة؛ حيث ستلتقي الرئيس أليخاندرو جياماتي وقادة المجتمع وقطاع الأعمال، قائلة: "وصلت إلى جواتيمالا في أول زيارة دولية أقوم بها كنائبة للرئيس".
وجاء الرد من جياماتي في تغريدة أعرب فيها عن ترحيبه "الحار" بنائبة الرئيس الأمريكي، مبديا أمله بنجاح الزيارة، ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية لمصلحة شعبي البلدين.
سياق الزيارة
ووضعت مستشارة هاريس للأمن القومي نانسي ماكلداوني الزيارة في سياق جهود الولايات المتحدة لـ"ترميم الدور القيادي الأمريكي حول العالم"، وأكدت على وجه الخصوص أن واشنطن ستسعى لوضع أجندة "تأخذ في عين الاعتبار الحاجة إلى تنمية اقتصاد جواتيمالا والتعامل مع أزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي الناجم عنها والعمل على مكافحة الفقر والعنف والفساد".
وأعربت هاريس عن أملها في إجراء محادثات "صريحة وصادقة للغاية" مع رئيسي جواتيمالا والمكسيك، بشأن الفساد والعنف والجريمة.
وبدا جياماتي متفقا مع هاريس في هذا الصدد؛ إذ قال لشبكة "سي بي إس" قبيل الزيارة إن نائبة بايدن "لا تتردد في إبداء رأيها وهو أمر جيّد. إنها صريحة".
وبلغت الاعتقالات بحق مهاجرين غير قانونيين بينهم قصّر غير مصحوبين بذويهم على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية معدلا قياسيا غير مسبوق منذ 15 عاما في نيسان/أبريل مع اعتراض نحو 180 ألف شخص قدم أكثر من 80 في المئة منهم من بلدان الجوار؛ أو ما يعرف بـ"المثلث الشمالي" والذي يضم جواتيمالا وهندوراس والسلفادور.
وقالت هاريس بعدما كلّفها بايدن بقيادة الجهود الدبلوماسية المرتبطة بالملف في مارس/آذار الماضي: "علينا أن نمنح الناس شعورا بالأمل بأن المساعدة قادمة وبأن الأمور ستتحسن إذا قرروا البقاء".
وتطرّقت هاريس بالفعل إلى المسألة في مكالمتين هاتفيتين مع جياماتي ولوبيز أوبرادور الخميس الماضي.
مهمة صعبة
وتعد زيارة نائبة الرئيس إلى أمريكا الوسطى، جزءا من تعهّد إدارة بايدن بسياسة هجرة أكثر تساهلا، بخلاف نهج سلفه ترامب المتشدد.
لكن هاريس تواجه تحديات أكثر تعقيدا من تلك التي تعامل بايدن معها عندما كان نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، حين كُلّف بتولي الملف ذاته.
وقال رئيس مركز "الحوار الأمريكي الداخلي" للأبحاث مايكل شيفتر "تدهورت الظروف بشكل كبير منذ عام 2014"، مشيرا إلى تراجع الوضع الاقتصادي وازدياد مستوى العنف، وهما أمران فاقمهما الوباء.
وأضاف أن مهمة هاريس بالتالي "أكثر صعوبة" نظرا إلى "وجود مزيد من المشاكل مع شركاء البلاد".
وهيمن التوتر على العلاقة بين واشنطن وسان سلفادور منذ أقالت الجمعية التشريعية السلفادورية التي يقودها الحزب الحاكم قضاة والنائب العام في الأول من أيار/مايو، وبعدما وصفت واشنطن أعضاء حكومة الرئيس نجيب بوكيلي بأنهم فاسدون.
في الأثناء، اتّهمت محكمة في نيويورك رئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز بتهريب الكوكايين في وقت سابق هذا العام.
وكتبت مجموعة من 18 سيناتورا ديمقراطيا أمريكيا رسالة إلى هاريس قبيل الجولة.
وقالت المجموعة التي يتصدرها رئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب مينينديز إن "ضمان استقرار أمريكا الوسطى يدعم بشكل مباشر مصالح الولايات المتحدة".
في المقابل، اتّهمت المعارضة الجمهورية بايدن بخلق "أزمة" على الحدود الجنوبية للبلاد عبر فشله في ضبط الهجرة.
ولا يزال يتعيّن على الكونجرس اتّخاذ قرار بشأن إقرار مبلغ قدره 861 مليون دولار طلبه الرئيس للعام المقبل كجزء من خطته البالغة قيمتها أربعة مليارات دولار للتعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز