زعيم المعارضة الغينية: مستمرون في الاحتجاجات حتى مراجعة الانتخابات
الرئيس الغيني يدعو المعارضة للحوار وسط احتجاجات تنتظم العاصمة كوناكري.
طالب زعيم المعارضة الغينية، سيلو دالان ديالو، حكومة بلاده بمراجعة نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، مشيراً إلى أن الاحتجاجات التي تنتظم البلاد تكلف حزبه الكثير على مختلف الأصعدة.
ومنذ أكثر من شهر، تهتز غينيا كوناكري على وقع تحركات احتجاجية ذات طابع اجتماعي وسياسي، في إحداثيات منحت المشهد العام تعقيدات ترجمت حيثيات وتحديات بالجملة.
وانطلقت الاحتجاجات بإضراب عام دعت له المعارضة، الثلاثاء، في العاصمة، تلته مسيرة لنساء المعارضة الأربعاء، وآخرى سلمية متوقعة للغد..ما ينبئ بأسبوع آخر عاصف تنتظره شوارع كوناكري، في أجندة جرى الإعلان عنها السبت الماضي في الجلسة الأسبوعية العامة لحزب "اتحاد القوى الديمقراطية لغينيا"، أبرز أحزاب المعارضة بالبلاد.
وفي خضم الأحداث المتشابكة، دعا ديالو أنصاره إلى "الاستمرار في المسار الاحتجاجي"، تنديدا بنتائج انتخابات محلية اعتبرتها المعارضة "مزورة".
ومنذ الإعلان عن نتائج انتخابات محلية، في 4 فبراير/ شباط الماضي، يطالب "اتحاد القوى الديمقراطية لغينيا" وأكثر من 10 من أحزاب معارضة آخرى، مراجعة النتائج، واصفين إياها بـ"المزورة"، كما يطالبون أيضا بالعدالة للقتلى من المحتجين والمضربين.
و ديالو، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بلاده في 2010 و2015، سبق أن تولى العديد من المناصب الوزارية قبل أن يعين رئيسا للوزراء بين عامي 2004 و2006، في عهد الرئيس لانسانا كونتي.
وتحدث ديالو، في مقابلة نشرها إعلام فرنسي، عن إصراره على الاستثمار في الشارع، بمعنى استمرار الاحتجاجات للضغط على النظام من أجل مراجعة نتائج الانتخابات الأخيرة، وعن رؤيته للتنمية الاقتصادية ببلاده.
وفي معرض حديثه عن دعوته، خلال الجلسة العامة الأخيرة لحزبه، إلى "الاستمرار في الاحتجاجات"، قال ديالو إن استراتيجيته تعتمد على "مواصلة التحركات لوضع حد للتزوير الانتخابي الذي ألحق بنا أضرارا".
وتابع: "خلال الانتخابات، استثمرنا وأنفقنا أموالا وطاقة، ونجحنا أخيرا في إقناع الناخبين، ثم يأتي السيد كوندي ويصادر أصواتنا ويلغيها، ليعلن نفسه فائزا".
واعتبر الزعيم المعارض، أن ما حدث في الانتخابات المحلية يشبه تماما ما جرى خلال رئاسية 2010 وبرلمانية 2013، ورئاسية 2015" لكن هذه المرة، نظم حزبنا صفوفه ليضع حدا لعمليات التزوير في مكاتب التصويت، عبر نشر كوادر شابة ومدربة بشكل جيد، خصوصا في العاصمة، تكون مكلفة بإحضار نسخة من محاضر التصويت وحين اكتشف النظام خسارته"، يضيف، "قرر التدارك على مستوى اللجان الإدارية المركزية للتصويت، وفي هذا المستوى خلصنا إلى وجود إلغاء للأصوات المؤيدة لنا في بعض المناطق".
وهو الطرح الذي خلص من خلاله ديالو إلى أن النتائج الرسمية المعلن عنها لا تتوافق مع عدد الأصوات الفعلية بمراكز الاقتراع، حيث تمت إضافة أصوات لحزب "تجمع شعب غينيا" الحاكم، ما قلص بالتالي رصيد "اتحاد القوى الديمقراطية لغينيا" المعارض.
وردا عن سؤال بشأن التناقض أو الإشكال الذي تخلقه دعوة المعارضة الغينية إلى الاستمرار في الاحتجاجات في وقت أعرب فيه جزء كبير من الشعب عن "تعبه" من التظاهر، أشار ديالو إلى أن الاختيار "صعب بالفعل".
وتنبثق صعوبة الإختيار من المفارقة الناجمة عن حق التظاهر الذي يكفله الدستور الغيني، وبين قمع الاحتجاجات من قبل قوات الأمن، وفق ديالو، ما يعني أن قرار الاحتجاج في حد ذاته يستبطن خطر القتل.
غير أن التحديات المطروحة، يتابع زعيم المعارضة الغينية، "لا ينبغي أن تدفع بنا لقبول انتهاك حقوقنا، وتزوير نتائج الانتخابات، ولذلك، فإن النشطاء مصممون على مواصلة النضال من أجل أن تكون النتائج المعلنة مطابقة للنتائج الفعلية التي فكرزتها مكاتب الاقتراع".
وبخصوص تظاهرة "المدينة الميتة" التي غالبا ما تدرجها المعارضة ضمن تحركاتها الاحتجاجية، مع ما يعنيه ذلك من تباطؤ للمؤشرات الاقتصادية للبلاد، أشار ديالو إلى أن "العديد من الأطراف طلبت منا إلغاء التظاهرة تجنبا لتداعياتها الاقتتصادية".
وهو الإشكال الذي يرى أن حله لا يكمن في إلغاء التظاهرة، وإنما في أن "يتوقف كوندي عن مصادرة أصوات منافسيه"، معتبرا أن ذلك هو "الثمن الذي ينبغي دفعه من أجل الحفاظ على السلام".
وختم قائلا : "إحلال السلام لا يتحقق عبر الحث عليه أو استعراض مزاياه وفوائده، وإنما عبر العدالة واحترام حقوق الآخرين".
من جانبه، يسعى الرئيس الغيني إلى فتح باب الحوار مع المعارضة للخروج من الأزمة الراهنة، حيث التقى الثلاثاء بقصر الرئاسة بكوناكري، لويس ميشيل، رئيس الجمعية البرلمانية المشتركة للاتحاد الإفريقي والكاريبي والمحيط الهادى والإتحاد الأوروبي.
ويعتبر ميشيل من الأصدقاء المقربين لزعيم المعارضة الغينية ديالو، و ركز اللقاء على الأزمة السياسية في غينيا وسبل حلها، وفق إعلام محلي.
وبالنسبة للبرلماني الأوروبي، فإن كوندي أظهر "إرادة قوية للم شمل الغينيين، وفتح باب الحوار مع مختلف التيارات السياسية والاجتماعية في بلاده".
وأضاف ميشيل، في تصريحات إعلامية، أن كوندي "لم يتوقف عن طلب مساعدتي في الحث على حوار سياسي داخلي".