"خليجي 25".. العراق يستعيد "الفورمة" السياسية وإيران في "التسلل"
رغم بطء العودة العراقية إلى الحاضنة العربية التي غاب عنها لأكثر من عقدين فإن تنامي العلاقات وارتفاع مستويات التمثيل والتعاون يرسمان خطاً بيانياً متصاعداً خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وتأتي بطولة "خليجي" لكرة القدم بنسختها الـ25 التي تقام في مدينة البصرة العراقية، لتظهر انعكاسات ذلك التقارب العربي-العربي على المستويين الشعبي والسياسي الذي بدا واضحاً وجلياً ما قبل وبعد انطلاق البطولة الجمعة الماضي.
وعاش العراق ما بعد 2003 محاولات تغريب بإبعاده عن قواعده القومية وامتداد جذوره والدفع بحضارته نحو التهجين مع ثقافات وممارسات ترتبط بالمحور الإيراني، إلا أن ذلك الرهان قد بدا خاسراً وهو يتبدد على صخرة رابطة الدم الخليجي وعمق التآخي العربي.
وتعيش الجماهير العراقية منذ أيام حالة من النشوة والمتعة التي افتقدتها منذ زمن بعيد، وهي تهتف وتصدح تشجيعا واستقبالاً بالوافدين إليهم من أبناء الخليج العربي، سواء على مستوى المنتخبات المشاركة في البطولة أو ممن حضروا لمشاهدة المباريات.
ومجدداً تعتلي كلمة الخليج العربي في فضاء العراق ويتداولها جميع الأطياف من أبناء الشعب، فيما يترك ذلك "غصة" داخل الأوساط السياسية في إيران التي لم تحتمل هول المشهد حتى بدت تتحرك بتذمر وغضب إزاء ما تعده "سرقة لجغرافية" المكان بزعم قولها.
ومع أن الرياضة لغة الشعوب وحبال الوصل بين الثقافات الشعبية، إلا أنها لا تخل من انعكاسات ونتائج في جوانب أخرى من بينها السياسة والاقتصاد وغيرهما.
ويرى متابعون ومختصون أن احتضان العراق لبطولة "خليجي 25" يعد جرعة جديدة من الدعم الدولي والعربي على وجه الخصوص، بما يدفع بغداد إلى لعب دور إقليمي ودولي أكبر.
دعم خليجي
رئيس مركز "تفكير السياسي" العراقي إحسان الشمري، قال إن "خليجي البصرة يأتي بعنوانه العريض كرسالة دعم مقدمة من قبل دول الخليج العربي إلى بغداد، في ظل أن البلاد تعيش أوضاعاً ينتابها الخلل والتعثر على المستوى الأمني وعدم استقرار الأوضاع السياسية، ومع ذلك تجد الأشقاء من العرب مساندين ويبدون التأييد لاستضافتها من قبل العراق".
وأضاف السمري -متحدثا لـ"العين الإخبارية" عن بعد آخر للبطولة الخليجية- قائلا: "ما يسمى الدبلوماسية الشعبية التي تسهم في زيادة الأواصر والتآخي بين أبناء تلك الدول والتي حتماً سيكون لها تأثير كبير وانعكاسات أكبر على مستقبل البلاد وثبات الانتماء للحاضنة الإقليمية الدولية".
وأشار إلى أن "الرسالة التي يمكن حملها من خلال استضافة خليجي 25 في محافظة البصرة بأن العراق أصبح أكثر استقراراً في الأمن والسياسة، ما يهيئ له المكانة الوافية في لعب دور مهم في المنطقة على أقل تقدير".
ناقوس خطر لإيران
إضافة إلى ذلك -كما يرى الشمري- أن الرسالة تتعدى الجانب العربي والإقليمي إلى الدولي خصوصاً أن ما يجري دق ناقوس الخطر بالنسبة إلى إيران بعد أن باتت لا تحتمل تلك المشاعر، التي عبر عنها أبناء الخليج العربي خلال البطولة، وهو ما يفرض على طهران إعادة حساباتها.
وكانت إيران قد أبدت غضبها من استخدام "الخليج العربي" في اسم البطولة التي تستضيفها مدينة البصرة بمشاركة منتخبات الإمارات والعراق والسعودية وعمان واليمن والبحرين والكويت وقطر.
من جانبه، قال المحلل السياسي غالب الدعمي، إن "الموضوع بات أكبر من قضية الكسب السياسي للعراق من خليجي 25، وإنما يتعدى ذلك بكثير من خلال الترحيب وتبادل مشاعر الود بين الأشقاء جماهيرياً، ما يعد إعلاناً رسمياً لعودة ثابتة ومن أوسع الأبواب وأكرمها".
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أضاف الدعمي أن "العراق بات مهيأ أن يكون ذلك الجزء من الخليج العربي باعتراف جماهيري، وهو أكبر وأثمن مما تحدده الحكومات بوصف الأخيرة راحلة، وأن الشعوب هي من تحدد الانتماء والولاءات".
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز