نعم للعروبة وللخليج على تلك المواقف المتميزة من حكام وشعوب تجاه ما يصدر من تعديات صريحة تجاه دوله الشامخة.
تصريحات الوزير المستجد جورج قرداحي عما يحدث في اليمن، والتي تمتلئ بالحقد الدفين تجاه دول كبرى ومؤثرة في الشرق الأوسط، كانت لها مردودات لدى كل إنسان يعتز بوطنه وقيادته وعروبته، التي يأسف أن يمسها كلام يخالطه زيف لا يقرأ الواقع ويجافي الحقيقة.
تصريحات إعلامي الترفيه، الذي للأسف ارتقى في مهنته لسنوات داخل منظومة الإعلام الخليجي، وتحديدا السعودي، أوقعته وبلاده في أزمة سياسية مع دول كانت دائما ملاذا للبنان وقت المحن السياسية والاقتصادية، فيما تضامن ليس فقط كل الخليجيين، بل كل العرب، مع السعودية، التي تحاول جاهدة منذ سنوات، عبر قيادتها قوات التحالف العربي، دعم الشرعية في اليمن ضد الحوثي الانقلابي وجرائم حربه، التي ترتُكب يوميا في حق الشعب اليمني.
الموقف الخليجي والعربي المستنكِر لما قاله الوزير اللبناني يدل على وحدة المواقف تجاه كل ما يمس أمن دول الخليج العربي قولا وفعلا، وأتساءل: لماذا جاء تصريح الوزير اللبناني في هذا الوقت، وما الهدف منه؟
أسئلة تُراودني كثيرا.. فدول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، أكثر المانحين والداعمين للبنان على طول خط أزماته التي طالت.. أيقابَل مثل هذا الدعم بهذا القدر من النكران وقلب الحقائق؟... لعل هذا يذكرنا بقول الشاعر أبي الطيب المتنبي:
إذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِنْ أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
نعم، لقد تحدث جورج قرداحي بكلام مؤسف، رغم أنه غير مؤثر في الصورة الذهنية لدول الخليج العربي، التي كانت دائمة بيئة داعمة لكل الأشقاء العرب، لكن منبع الأسف أن حديثه جاء بلا دعم منطقي، فهو كإعلامي، بل وكمواطن عادي، كان عليه أن يبذل جهدا ليعرف حقيقة ما يجري على الأرض اليمنية، وكيف يدور العالم من حوله، وكيف تعمل دول كبرى، كدول الخليج العربي، من أجل الإنسانية ودعم الشعوب، الغريبة والشقيقة، التي تعاني كثيرا من الأزمات، ولعل الشعب اليمني على رأس هؤلاء الذين يعانون.
لم يعِ الوزير أنه يمثل الحكومة اللبنانية، التي للأسف لا تملك من أمرها شيئا في لبنان، الذي ارتهن قراره لـ"حزب الله الإيراني"، فلماذا لم يستفد الوزير من برنامجه ليعرف الجواب الصحيح فيربح.
قد قيل إن هذه التصريحات الخبيثة كانت قبل تولّي "قرداحي" الوزارة اللبنانية، لكن هذا مؤسف أيضا، لأنه يعني أن ما كان بداخله معروف لمَن اختاره للمنصب الوزاري، ثم يخرج رئيس حكومته بعدها كأنه يبرر ما فعله وزير إعلامه، وكأنه تماما رأي الحكومة اللبنانية، وهنا تكون الطامة الكبرى التي لا تدركها حكومة "ميقاتي" وراء مثل هذه التصريحات، التي أريد لها أن تظهر في هذا التوقيت، الذي تبذل فيه قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، جهودا صادقة لدعم شعب اليمن، لكن يبدو أن الوزير اللبناني وحكومته لا يعنيهم الحقائق على الأرض، ولا حتى يعنيهم ما ستحمله الأزمة التي خلقوها لشعب لبنان، الذي يعاني أصلا انهيارا معيشيا غير مسبوق.
نؤكد هنا قدرة دول الخليج العربي وقادته الحكماء على التصدي لمثل هذه الأفعال والأقوال الخبيثة، فقد جاءت ردّة الفعل الخليجية لتفرز غضبا شعبيا موحدا تجاه كل ما يهدد أو يمس دول الخليج العربي، فهذا التحيز الأعمى الذي حمله تصريح الوزير اللبناني لمليشيا الحوثي الإرهابية، المهددة لأمن واستقرار اليمن وجواره، لا يمثل إلا دعما وموقفا متماهيا مع مليشيا إرهابية، وهنا جاء توحيد المواقف الخليجية في لحظة فارقة تنم عن وجود متلاحم ومتآلف بين الشعوب الخليجية وقادتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة