"البيت الكبير".. 3 قمم خليجية متتالية على أرض السعودية
من جديد تعود القمة الخليجية إلى السعودية، حاملة على عاتقها ترسيخ العمل المشترك وتجسيد الواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي الواحد.
فمن مدينة العُلا، تنطلق القمة الخليجية رقم 41 برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسط تطلعات أن تؤدي إلى مرحلة تعزيز الحوار الخليجي في إطار العمل المشترك المستمر منذ 4 عقود.
ولطالما تمتعت دول مجلس التعاون الخليجي بعمق الروابط الدينية والثقافية، والتمازج الأسري بين مواطنيها، منذ تأسيس المجلس، وقد ساعد على ذلك الرقعة الجغرافية المنبسطة عبر البيئة الصحراوية الساحلية المحتضنة لسكان المنطقة.
نظام مجلس التعاون
في مادته السابعة، يحمل النظام الأساسي لمجلس دول التعاون الخليجي أن يكون هناك مجلس أعلى وهو السلطة العليا للمجلس يتكون من رؤساء الدول الأعضاء وتكون رئاسته دورية حسب الترتيب الهجائي لأسماء الدول.
وبالقمة الحالية الـ41 بعد القمم الخليجية السابقة، تكون السعودية استضافت النسخ الثلاث الأخيرة من القمة الخليجية، ضمن مساعي المملكة للحفاظ على المكتسبات وتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية.
وهذه ليست المرة الأول التي تسمح دولة الرئاسة (البحرين هذه المرة) بأن تُعقَد القمة في دولة المقر (السعودية)، وهو إجراء تم الاتفاق عليه خلال القمة الخليجية الـ37 التي عقدت بمملكة البحرين عام 2016.
ومن المرتقب أن تخرج القمة بقرارات بنّاءة تعزز من اللحمة الخليجية وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وترسخ مبدأ الحوار الخليجي.
وتم تطبيق هذا النظام للمرة الأولى خلال القمة الخليجية الـ39؛ حيث ترأستها سلطنة عمان رغم عقدها في الرياض.
وسبق للعاصمة السعودية أن استضافت الاجتماعات الخليجية 9 مرات بدءا من الدورة الثانية، التي حفلت الكثير من المبادرات والقرارات، لخدمة مواطني دول المجلس التعاون الخليجي ورفعة كيان دوله..
ففي الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1981 عقدت بالسعودية الدورة الثانية لاجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة من الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حيث استعرض القادة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في منطقة الخليج في ضوء التطورات الراهنة آنذاك.
وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- عقدت الدورة الثامنة للمجلس في العاصمة في الفترة من 26 إلى 29 ديسمبر/كانون الأول 1987.
وتجدد لقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض للمرة الثالثة في 25 ديسمبر/كانون الأول 1993 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيضا.
ثم شهد يوم السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1999 استضافة الرياض لاجتماعات الدورة العشرين بقصر الدرعية بالعاصمة الرياض.
وتكرر الأمر في 9 ديسمبر عام 2006، حيث أطلق عليها "قمة جابر" نظرا لانعقادها بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت -رحمه الله- عرفانا بما قدمه من جهود في خدمة التعاون الخليجي.
وبعدها تشاطرت عواصم الدول الأعضاء شرف انعقاد القمم الخليجية، إلى أن حل القادة مجددا ضيوفا على المملكة بالرياض يوم 19 ديسمبر/كانون الأول عام 2011 للمشاركة في اجتماعات الدورة الثانية والثلاثين.
كما شهدت الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول 2015 بلوغ مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عامها السادس والثلاثين.
أما في 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، وتلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عقد المجلس الأعلى دورته التاسعة والثلاثين في الرياض، وناقش خلالها تطورات العمل الخليجي المشترك.
وأخيرًا في 2019، احتضنت الرياض أيضًا القمة الخليجية وتحديداً في 10 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه؛ حيث سبقها بيوم الاجتماع التحضيري للمجلس الوزاري.