المرأة الخليجية في 2019.. تفوق لافت وإنجازات في مختلف المجالات
المرأة الإماراتية تحقق خلال عام 2019 سبقا عالميا على المستويين الإقليمي والعالمي، بحصولها على نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي
شهد عام 2019 تفوقا لافتا للمرأة الخليجية في مختلف المجالات، وتولت الخليجيات مناصب قيادية كانت حكرا على الرجال في السابق، وحققت المرأة الإماراتية سبقا عالميا على المستويين الإقليمي والعالمي بحصولها على نصف مقاعد البرلمان بتعيين أول سفيرة في تاريخ السعودية، وتولت أول امرأة حقيبة وزارة المالية في الكويت، كما ترأست أول بحرينية جمعية الصحفيين.
وترصد "العين الإخبارية" في التقرير التالي أبرز إنجازات ومكاسب المرأة الخليجية خلال عام 2019:
المرأة الإماراتية.. إنجازات عالمية
شهدت الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول تنظيم الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وحققت المرأة الإماراتية خلالها سبقا عالميا على المستويين الإقليمي والعالمي، بحصولها على نصف مقاعد المجلس، بفضل قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، فيما تعد هذه أعلى نسبة عالميا لتمثيل المرأة في البرلمان.
ويعزز هذا الأمر دور المرأة في السلطة التشريعية، ويحقق مرحلة جديدة في برنامج التمكين السياسي الهادف إلى تعزيز المشاركة السياسية لشعب الإمارات في عملية صنع القرار.
على صعيد الإنجازات الفردية، وبدعم من القيادة الإماراتية، نجحت العديد من الإماراتيات في تحقيق العديد من الإنجازات، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، منحت هيئة الطيران المدني بالإمارات المهندسة ميثاء النعيمي رخصة طيران لطائرة دون طيار "درون" للتصوير ثلاثي الأبعاد بدبي؛ لتصبح أول إماراتية تحصل على مسمى "كابتن" لهذا النوع من الطائرات في دبي.
وفي أبريل/نيسان، أعلنت مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية المزود لخدمات الملاحة الجوية التي تدير المجال الجوي لإمارة دبي وجزءا من المجال الجوي للمناطق الشمالية عن تعيين مروة المطروشي كأول مواطنة إماراتية في منصب مدير مناوب لإدارة عمليات مراقبة حركة الملاحة الجوية في دبي.
ويعمل المدير المناوب من داخل برج المراقبة بمطار دبي الدولي، حيث يكون مسؤولا عن تنسيق المهام اليومية لعمليات مراقبة الحركة الجوية، بالإضافة إلى ضمان استمرارية عناصر السلامة وتقديم الخدمات، علاوة على ذلك، ستكون مروة مسؤولة عن فريق إدارة عمليات المراقبة بالكامل.
وفي مجال الطيران والفضاء، قامت الدكتورة نادية بستكي أول إماراتية متخصصة في طب الطيران والفضاء بالمشاركة في إجراء الفحوص الطبية لرواد الفضاء الإماراتيين والمساهمة في مسيرة برنامج الفضاء الإماراتي وتحقيق طموحات الإمارات بالوصول إلى الفضاء.
وشاركت بستكي، التي تعمل في شركة الاتحاد للطيران، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء في إجراء الفحوص الطبية للفريق الذي تم اختياره للعمل في برنامج الإمارات للفضاء، حيث فحصت أكثر من 100 مرشح للبرنامج حتى التصفيات النهائية واختيار المرشحين النهائيين.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني، حققت الإماراتية آمنة القبيسي إنجازا غير مسبوق للإمارات بفوزها بسباق الفورمولا 4، الذي أقيم على حلبة مرسى ياس، ضمن السباقات المصاحبة لجائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 أبوظبي 2019، لتصبح أول سائقة عربية تنجح في التتويج بلقب هذه الفئة في العالم.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أهدت عائشة المهيري، لاعبة منتخب الإمارات للترايثلون، بلادها أول ميدالية فضية على المستوى الدولي، بعد فوزها في مسافة السبرنت 750 متر سباحة، 20 كلم دراجة، 10 كلم جري في بطولة غرب آسيا للترايثلون التي أقيمت في مملكة البحرين، وتعد هذه أول ميدالية دولية تحرزها المهيري في الترايثلون دوليا، بعد تقديمها أداء فنيا وبدنيا مميزا.
السعودية.. مكاسب تاريخية
وفي السعودية، حصلت المرأة على حزمة مكاسب تاريخية، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل جرت في 2 أغسطس/آب الماضي، منحتها مزيدا من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جواز السفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
وبموجب التعديلات الجديدة، أصبح للمرأة الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل؛ حيث كفل النظام حصولها على جواز السفر بنفسها أسوة بالرجل، ويحق لها السفر بعد بلوغ 21 عاما دون شرط موافقة ولي الأمر.
كما منحتها التعديلات على الصعيد الأسري حقوقا لم تكن متاحة لها في السابق، من بينها حق الإبلاغ عن المولود بصفتها أمه، وحق طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية.
وأصبح يحق للمرأة السعودية الإبلاغ عن حالات الوفاة بعد أن كان الأمر يقتصر على الذكور البالغين 18 عاما فأكثر، كذلك ستكون المرأة رب الأسرة مناصفة مع الزوج في حالة الأبناء القصّر.
وتمت الموافقة علـى تعديل نظام العمل، لمنح مزيد من الحقوق للمرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل.
وترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، تولت المرأة عددا من الوظائف كانت حكرا سابقا على الرجال، في القطاعين الحكومي والخاص.
وفي هذا الصدد، تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/شباط 2019، لتكون أول امرأة سعودية تتقلد هذا المنصب، وبدأت ريما مهام عملها في 9 يوليو/تموز الماضي، كأول سفيرة للمملكة العربية السعودية لدى واشنطن، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1945.
تعيين الأميرة السعودية جاء بأمر ملكي أصدره الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ولأول مرة في تاريخ المملكة، تم إشراك المرأة في العمل النيابي، وقال سعود المعجب النائب العام في المملكة العربية السعودية، خلال لقائه السعوديات المعينات بوظيفة "ملازمات تحقيق" لأول مرة بالنيابة العامة في أغسطس/آب الماضي، إن المرأة السعودية أثبتت جدارتها وكفاءتها في الالتحاق بجميع الأعمال التي تقوم بها.
وأكد المعجب أن النيابة العامة اختارت صفوة من أبناء وبنات الوطن للعمل في صفوفها، مضيفا أن هذه هي الدفعة الأولى لعمل المرأة وستتبعها دفعات عديدة.
وفي المجال العلمي، حصلت الدكتورة فاطمة باعثمان، الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز، بوصفها أول سعودية متخصصة في الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط، في يوليو/تموز على جائزة عالمية في قمة محادثات الذكاء الاصطناعي "VB" التي عُقدت بالولايات المتحدة الأمريكية بسان فرانسيسكو، وهي أول جائزة تمنح لقياديات النساء في الذكاء الاصطناعي حول العالم.
وأعربت "باعثمان" عن الامتنان والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على تشجيعهما ودعمهما التعليم وتطويره، واهتمامهما بالمرأة السعودية، وهو ما جعلها تتبوأ مكانة بارزة في مختلف المحافل المحلية والعالم.
وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني، نالت الباحثتان السعوديتان، ممثلتا جامعة الطائف الدكتورة وفاء الطلحي، وزميلتها الدكتورة أسماء العمودي، جائزةَ برنامج زمالة "لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم بالشرق الأوسط" في دورته السادسة.
وتهدف الجائزة إلى تكريم ودعم النساء المتميزات اللواتي أسهمن في تحفيز مسيرة التقدم العلمي بمنطقة الشرق الأوسط.
وجاء تكريم ممثلة جامعة الطائف الدكتورة وفاء عودة الطلحي، في فئة جوائز ما بعد الدكتوراه، تقديرا لأبحاثها حول تحسين صحة المرضى من دون الاعتماد على واهبي الأعضاء.
كما كرّم البرنامج الباحثة السعودية الدكتورة أسماء العمودي، في فئة طلاب الدكتوراه، تقديرا لأبحاثها حول تطوير استخدام خلايا جذعية محددة لعلاج أمراض الدم مثل اللوكيميا.
وفي المجال الرياضي، كتبت السائقة السعودية ريما الجفالي تاريخا جديدا بصعودها إلى منصة التتويج، في بطولة "تي آر دي 86" التي أقيمت بحلبة مرسى ياس أبوظبي في 27 من أكتوبر/تشرين الأول، والمخصصة للسيارات من طراز واحد، خلال أول مشاركة لها في السباق.
وشاركت الجفالي في الفئة الفضية وحازت على المركز الثاني في الجولة الأولى، والمركز الثالث في الجولة الثانية، على الرغم من أن هدفها الوحيد أثناء مشاركتها كان "إنهاء السباق ببساطة".
وأصبحت ريما الجفالي أول سعودية تشارك في بطولة "فورمولا 4" بحلبة سباق "براندز هاتش" في إنجلترا، خلال أبريل/نيسان الماضي.
ويوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تأهلت سارة الجمعة، لاعبة المنتخب السعودي لألعاب القوى لأصحاب الهمم، إلى أولمبياد طوكيو 2020، لتكون أول سعودية تتأهل إلى دورة الألعاب البارالمبية.
ونالت "سارة" بطاقة التأهل لأولمبياد طوكيو بحصولها على الرقم التأهيلي لمسابقة دفع الجلة بمسافة 6.84 متر، بعد أن حلت خامسة في نهائي بطولة العالم لألعاب القوى بدبي لأصحاب الهمم، وهي البطولة الرئيسية المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020.
هذه الإنجازات هي ثمار برنامج الإصلاحات الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ومن شأن تلك القرارات إزالة عراقيل عديدة كانت تقف في وجه المرأة، وتحقيق مزيد من التمكين لها.
الكويت.. إنجازات متواصلة
وفي الكويت، واصلت المرأة تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات، فعلى الصعيد الحكومي أضحت مريم العقيل أول امرأة تتولى وزارة المالية في الكويت، بعد تعيينها وزيرة للمالية بالوكالة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني خلفا لوزير المالية نايف الحجرف الذي شغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، صدر مرسوم أميري بتعيينها وزيرة للمالية ووزيرة دولة للشؤون الاقتصادية بالوكالة.
واختارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الدكتورة العنود الشارخ ضمن 100 امرأة ملهمة ومؤثرة في العالم خلال عام 2019، لعملها الدؤوب مع عدة مؤسسات دولية للدفع نحو المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنها كونها أول كويتية تحصل على وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي لدفاعها عن حقوق المرأة.
على الصعيد العلمي، حصلت المهندسة الكويتية جنان الشهاب في 29 مارس/آذار على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف من معرض أرخميد الدولي للاختراعات والأبحاث في موسكو لاختراعها "الخلايا الكهرومغناطيسية لبث الكهرباء اللاسلكية عن بعد"، وفي 13 أبريل/نيسان أضحت الدكتورة سندس الشريدة أول كويتية تحصل على شهادة زراعة الخلايا الجذعية من مركز التدريب المعتمد في منطقة "ليدز" بالمملكة المتحدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلنت شركة البترول الكويتية العالمية فوز مدير إدارة التصنيع التابعة للشركة في فيتنام مي العيسى بجائزة "بلاتس للطاقة العالمية"، مبينة أن العيسى تعد الكويتية الأولى التي تفوز بهذه الجائزة.
المرأة البحرينية.. من التمكين للتقدم
وعلى صعيد الاهتمام بالمرأة البحرينية، تعد البحرين من الدول السباقة في تحقيق تكافؤ الفرص للمرأة البحرينية، وتعزيز دور المرأة في عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بتبوئها مراكز قيادية، واليوم تحصد المرأة البحرينية ثمار هذا الدعم غير المتناهي.
وفي إنجاز جديد للمرأة البحرينية، أسفرت انتخابات جمعية الصحفيين البحرينية، التي أجريت يناير/كانون الثاني الماضي، عن فوز الصحفية عهدية أحمد برئاسة الجمعية، وهي أول بحرينية تتولى هذا المنصب في تاريخ الجمعية، المؤسسة منذ 1991.
وفي مجال الرياضة، هيمنت البحرين على الترتيب العام للميداليات في دورة رياضة المرأة الخليجية التي أقيمت في الكويت، خلال الفترة من 20 حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برصيد 77 ميدالية، بواقع 36 ذهبية و28 فضية و13 برونزية.
كما جاء صدور أمر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مارس/آذار بتغيير اسم جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة من "تمكين المرأة" إلى "تقدم المرأة"، كمؤشر مهم لتجاوز مملكة البحرين مرحلة تمكين المرأة والانتقال بتجربتها الناضجة لآفاق عمل جديدة تقوم على الشراكة المتزنة بين المرأة والرجل، التي تستدعي إتاحة الفرص المتكافئة أمام طرفي معادلة البناء الوطني، ورفع مستويات الشراكة الفاعلة مع سلطات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
المرأة العمانية.. إنجازات جديدة
وفي سلطنة عمان، أسفرت انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة التي جرت يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن فوز 86 عضوا منهم امرأتان، هما: الدكتورة طاهرة بنت عبدالخالق اللواتية عن ولاية مطرح، وفضيلة بنت عبدالله الرحيلية عن ولاية صحار، لترتفع مشاركة المرأة في المجلس مقارنة بالفترتين السابقتين من عضوة إلى عضوتين.
وفي المجال الثقافي، فازت الروائية العمانية جوخة الحارثي في 21 مايو/أيار بجائزة "مان بوكر الدولية" لأفضل عمل أدبي مترجم للغة الإنجليزية عن روايتها "سيدات القمر" التي تشكل شاهدا على تحول بلدها بعد مرحلة الاستعمار، وبذلك تكون الحارثي أول شخصية عربية تتوج بهذه الجائزة الأدبية الدولية المستحدثة في 2005 التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني.
aXA6IDMuMTQ1LjE2OS4xMjIg جزيرة ام اند امز