الإمارات تشارك في منتدى المرأة العربية الصينية بالرياض
المنتدى ناقش عدة محاور تطرقت لدور المرأة في التنمية والاقتصاد، وسلط الضوء على آفاق التعاون والشراكة بين المرأة العربية والصينية.
اختتم منتدى المرأة العربية الصينية دورته الـ3 التي عقدت في الرياض تحت عنوان "المرأة وصناعة مستقبل مبدع ومستدام"، يومي 19 و20 ديسمبر/كانون الأول، بمشاركة وفد من الاتحاد النسائي العام الإماراتي برئاسة نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام.
نظم المؤتمر مجلس شؤون الأسرة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالتعاون مع جامعة الدول العربية قطاع الشؤون الاجتماعية - إدارة المرأة والأسرة واتحاد نساء عموم الصين.
وضم الوفد الريم عبدالله الفلاسي الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والمهندسة غالية المناعي مديرة إدارة تقنية المعلومات بالاتحاد النسائي العام وإيمان الريسي من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.
وقدم الاتحاد النسائي العام ورقة عمل خلال المنتدى بعنوان "برامج التعليم التكنولوجي، بناء القدرات الموائمة للقرن الـ21" استعرضت تاريخ تأسيس الاتحاد النسائي العام منذ أن أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ببناء وتعزيز القدرات للمرأة الإماراتية.
وكان الاتحاد النسائي العام أول آلية وطنية معنية بالنهوض وتمكين وريادة المرأة بدولة الإمارات برئاسة الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" التي دعمت ووجهت وحققت للمرأة الإماراتية إنجازات مهمة.
وأكدت الورقة التي قدمتها المهندسة غالية المناعي مديرة إدارة تقنية المعلومات بالاتحاد النسائي العام أن دولة الإمارات بقيادتها ومؤسساتها تؤمن بضرورة تشجيع المرأة على المشاركة الكاملة في بناء المجتمع وحريصة على تمكين قدراتها وإعداد جيل من المواهب والقدرات الوطنية الشابة.
وقالت إن الإمارات من بين أولى الدول التي تسعى دائماً إلى الاستشراف المبكر للفرص وإيجاد الحلول الاستباقية للتحديات والتفكير في مستقبل القطاعات وجاهزية القطاعات.
وأضافت أنه تم استحداث مبادرة مشروع موسوعة المرأة الإماراتية التي تضم أكثر من 188 جهة وأكثر من 60 ألف إماراتية، وتهدف إلى تعزيز التنسيق والتكامل الفعال بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص المعنية بتمكين المرأة.
وفي عام 2017، تم إطلاق استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة التي تعد منعطفاً تاريخياً مهماً ومؤثراً لمستقبل الإمارات، ومن خلالها يتم توفير الأطر العملية ودعم جهود الدولة في توظيف تكنولوجيا العلوم المتقدمة لتحويل التحديات المستقبلية إلى فرص وإنجازات تخدم الصالح العام.
وأعطت الورقة مثالاً على موضوع الرقمنة والمشهد المتغير، حيث أثبتت المرأة الإماراتية وجودها بكل القطاعات وهي في الطريق إلى قطاع الفضاء؛ إذ تركز وكالة الإمارات للفضاء على تطوير مهارات المواطن ولاسيما العنصر النسائي ولما يمثله هذا القطاع من أهمية ودعم لمختلف القطاعات في جميع المجالات.
وتمثل النساء 40% من مجموع العاملين في وكالة الإمارات للفضاء، وفي مجال اكتشاف المريخ فالمرأة الإماراتية تقود اليوم الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، كما تشارك في دراسات علوم الفضاء مع أهم وكالات الفضاء العالمية.
وذكرت أنه في عام 2015 تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة المبنية على 4 أولويات هي الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتوفير الحياة الكريمة الآمنة والحفاظ على استدامة الإنجازات وتحقيق الريادة والمسؤولية في كل المجالات.
وبتوجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك تم استحداث خدمة إلكترونية لاستشراف مستقبل المرأة الإماراتية، والتي تسهم في البحث عن الاحتياجات الواقعية للمرأة، وتفتح الباب للمرأة للتعبير عن رأيها وتكون مسرعا حكوميا في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة الإماراتية.
وتحدثت الورقة عن بيئات أعمال محفزة تشجع الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص، وبطرق متعددة منها مجالس سيدات الأعمال بكل إمارة والتي تهدف إلى تفعيل دور ومشاركة سيدات ورائدات الأعمال والمبدعات في القطاع الخاص والمساهمة في المحافظة على استمرارية أعمالهن.
وناقش المنتدى عدة محاور تطرقت لدور المرأة في التنمية والاقتصاد، وفرص الاستثمار والتمكين، وسلط الضوء على آفاق التعاون والشراكة بين المرأة العربية والصينية ونقاط الالتقاء بينهما في شتى المجالات، كما اشتمل على محاضرات وحلقات نقاش ومعرض مصاحب.
وتضمن البيان الختامي الذي صدر عن المنتدى عدة توصيات ركزت بشكل أساسي على تنفيذ توصيات المؤتمر الوزاري الـ8 للمنتدى العربي الصيني الذي انعقد في بكين 10 يوليو/تموز 2018، والبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2018 و2020.
ومن أهم التوصيات البيان، تجديد المنتدى التزامه بانعقاد مثل هذه المنتديات التي تتيح أكبر قدر من تبادل المعرفة والخبرات وفرص التعاون والشراكة ما بين المرأة العربية والمرأة الصينية في مختلف المجالات، ما يسهم في تفعيل دور المرأة في المجتمع لتكون شريكا رئيسيا وفاعلا تبدع فيه بصناعة مستقبل مستدام.
وتفعيل دور القطاع غير الربحي في دعم المرأة في المجالات المهنية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياسية، والعمل على إطلاق مبادرات ذات حلول ابتكارية تزيد من تركيز الشراكات المحلية والدولية.
وكذلك تعزيز بيئة الاستثمار للمرأة العربية والصينية من خلال التأكيد على تطوير بيئة عمل استثمارية وتجارية جاذبة وعادلة تسهم في خلق نمو اقتصادي وشراكات دولية بين الطرفين، وتواكب الحراك الاقتصادي الشامل.
وتضمنت التوصيات بناء قنوات تواصل قويّة بين رائدات الأعمال العربيات والصينيات في مجال الاستثمار في التقنية لخلق شراكات استثمارية مبتكرة والعمل على تطوير آليات للتعرف على المحفزات والتحديات التي تواجه المرأة العربية والصينية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
إلى جانب إيجاد منصة عمل مشتركة تستهدف العمل على الارتقاء بمستوى التعاون والبحث عن إمكانية عقد شراكات مبتكرة في المجالات النوعية.
وتحقيق مزيد من الترابط الثقافي والحضاري والمعرفي والاقتصادي والتجاري بين المرأة العربية والمرأة الصينية، وتعزيز التبادل الثقافي والتقدم المشترك، وتبادل الخبرات حول أفضل البرامج التعليمية والتدريبية في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا الموجه للنساء.
وكذلك تفعيل سبل التعاون حول بناء برامج لتعزيز قدرات النساء في مجال التكنولوجيا والرقمنة، وتعميق العلاقات وإقامة الشراكات وإيجاد مزيد من نقاط الالتقاء في المجالات ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التكامل والتعاون بين الجانبين في المجالات ذات الصلة بتمكين المرأة.