محمد بن زايد والسيسي.. دلالات ورسائل مهمة في القمة السادسة خلال 2025

قمة إماراتية مصرية هي الثانية خلال شهر، والسادسة خلال 9 شهور، والـ59 خلال نحو 11 عاما.
تلك القمة جاءت خلال زيارة أخوية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر، الإثنين، والتي التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي .
وتعد هذه ثاني زيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر خلال شهر، والثالثة خلال 6 شهور، والرابعة خلال عام، بعد الزيارات التي أجراها إلى مدينة العلمين خلال الفترة من 25-27 أغسطس/آب الماضي، والقاهرة مارس/آذار الماضي، وأكتوبر/تشرين الأول 2024.
في السياق نفسه، أجرى الرئيس السيسي زيارتين إلى دولة الإمارات خلال النصف الأول من العام الجاري، في 4 يونيو/حزيران الماضي، و16 يناير/كانون الثاني الماضي.
رسائل ودلالات
زيارات متبادلة وقمم متتالية تؤكد قوة العلاقات الثنائية وأهمية استمرار التنسيق المشترك بين القاهرة وأبوظبي في الملفات ذات الأولوية، وفي مقدمتها القضايا العربية والأوضاع في غزة وجهود تحقيق الاستقرار الإقليمي.
كما تجسد حرص الزعيمين على تبادل وجهات النظر تجاه مختلف القضايا والتنسيق المشترك بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
59 قمة ولقاء
وبلقاء اليوم يرتفع عدد القمم واللقاءات التي جمعت الزعيمين خلال 11 سنة إلى 59 قمة ولقاء، حسب إحصاء لـ«العين الإخبارية»، بينها 24 لقاء وقمة جمعتهما منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار 2022، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين.
رقم قياسي من القمم واللقاءات خلال فترة قصيرة يبرز عمق العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين.
قمة القاهرة سبتمبر 2025
أحدث تلك القمم، جاءت عقب وصول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى القاهرة اليوم الإثنين في زيارة أخوية.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السيسي في لقاء جمعهما بقصر الاتحادية العلاقات الأخوية ومختلف مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تطويرهما خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز أولويات التنمية في البلدين.
كما بحث الجانبان عدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وأهمية البناء على زخم الاعترافات بالدولة الفلسطينية التي شهدتها الفترة الماضية من قبل العديد من دول العالم.
ودائما ما تتصدر القضية الفلسطينية أجندة مباحثات الزعيمين في إطار اهتمامهما المشترك، بالتوصل لحل شامل وعادل للصراع، ودعم فرص تحقيق سلام مستدام عبر حل الدولتين.
وتدعم دولة الإمارات ومصر الزخم الدولي المتزايد للاعتراف بدولة فلسطين، بما يدعم الوصول لحل شامل وعادل للصراع، ويعزز فرص تحقيق سلام مستدام.
وشهدت القمة توجيه عدد من الرسائل المهمة أبرزها:
- "حل الدولتين" المسار الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم وتعزيز أسباب الاستقرار والأمن الإقليميين بما يصب في مصلحة دول المنطقة وشعوبها كافة.
- دعم جميع الجهود والمبادرات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإيجاد تسوية دائمة للأزمة.
- تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف والتحديات الإقليمية غير المسبوقة لضمان الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وتحقيق الازدهار المستدام لشعوبها.
وقد غادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ختام زيارته الأخوية حيث كان الرئيس عبد الفتاح السيسي في مقدمة مودعيه في مطار القاهرة الدولي.
زيارة العلمين أغسطس 2025
وتعد هذه ثاني زيارة لرئيس دولة الإمارات إلى مصر بعد الزيارة التي أجراها إلى مدينة العلمين خلال الفترة من 25-27 أغسطس/ آب الماضي.
وخلال تلك الزيارة، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره وتقديره للرئيس السيسي لحفاوة الاستقبال التي حظي بها، فيما أكد الرئيس المصري على ما يحظى به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من مكانة خاصة لدى مصر وشعبها امتداداً للعلاقة التي رسخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدى الشعب المصري.
وبحث الزعيمان خلال الزيارة العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك بما يعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في مصر أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر ولقاءه مع الرئيس السيسي تجسد عمق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وتعكس متانة الروابط الأخوية التي تجمعهما.
وقال إن العلاقات بين مصر والإمارات تمثل نموذجاً متميزاً للتعاون العربي ودعم القضايا الإقليمية، مؤكداً حرص القاهرة على تطويرها وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
زيارة القاهرة مارس 2025
وقبيل تلك الزيارة، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة أخوية إلى القاهرة 22 مارس/آذار الماضي، بحث خلالها مع الرئيس السيسي العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تنميته خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية بما يخدم مصالحهما المشتركة ويلبي تطلعات شعبيهما إلى مزيد من التنمية والازدهار.
وأكد الجانبان خلال اللقاء حرصهما على مواصلة تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع البلدين ودفع تعاونهما المشترك إلى الأمام في مختلف المجالات.
وقبيل تلك الزيارة، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة إلى مصر في أكتوبر/تشرين الأول 2024 وشهد خلالها الزعيمان إعلان مخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار.
ودائما ما يقابل رئيس دولة الإمارات خلال زياراته لمصر بحفاوة استثنائية وترحيب خاص على الصعيدين الرسمي والشعبي.
زيارتان للإمارات في 2025
أيضا أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، زيارتان، إلى أبوظبي خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، الأولى في 16 يناير/كانون الثاني والثانية في 4 يونيو/حزيران .
بحث الزعيمان خلال القمتين العلاقات الأخوية ومختلف مسارات التعاون والعمل المشترك ومواصلة دفعهما إلى الأمام خاصة في المجالات التي تخدم الأهداف التنموية في البلدين بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويعود بالخير والنماء على شعبيهما.
كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا والملفات محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وسبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدا في هذا السياق أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والعمل على إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" ويضمن الاستقرار والأمن للجميع.
لقاء الرياض
وإضافة إلى القمم الخمس خلال الزيارات الخمسة المتبادلة خلال عام 2025، جمع لقاء الزعيمين خلال مشاركتهما في اللقاء الأخوي التشاوري الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض 21 فبراير/شباط الماضي، وشارك فيه إلى جانب الزعيمين، قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، والذي تم خلاله تبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
تعاون متنام
قمم متتالية تتوج تعاونا متناميا بين البلدين في ملفات عديدة وعلى أكثر من صعيد يبرز التناغم بينهما وتطابق وجهات نظريهما خلال معالجة مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وتتوافق الرؤيتان المصرية والإماراتية على أن السلام هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة.
وتلعب البلدان أدوارا مهمة في العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة، ونجحت بحكمة قيادتهما في تجنيب المنطقة العديد من المحطات التي كان من شأنها الذهاب بها إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ومن هنا تكتسب مباحثات قادة البلدين أهمية كبيرة.
ولا تكاد تمر فترة قصيرة إلا ويعقد الزعيمان لقاءات واجتماعات ومباحثات لتعزيز التعاون وبحث المستجدات وسبل مواجهة التحديات، وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم قضايا الأمة.
تعزيز العلاقات التاريخية
وتسهم القمم المتتالية والزيارات المتبادلة في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتكتسب العلاقات بين مصر ودولة الإمارات قوتها من جذورها التاريخية، التي تعود إلى ما قبل تأسيس الاتحاد عام 1971، التي أرسى دعائمها مؤسس دولة الإمارات -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وكانت رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تنطلق أبعد من حدود الاتحاد في استهداف مستقبل عربي مزدهر ومتضامن، وهو ما عبر عنه بمسارعته -وكان وقتها حاكم إمارة أبوظبي- لدعم مصر بعد حرب 1967.
وعقب قيام اتحاد دولة الإمارات كانت مصر من أوائل الدول التي دعمته بشكل مطلق، حيث سارعت للاعتراف به فور إعلانه، وقامت بتبادل العلاقات على مستوى السفارات، ودعمته إقليميا ودوليا، معتبرة أنه ركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة تصب في صالح قوة العرب.
وبالفعل، أثبتت التطورات سريعا أن الاتحاد قوة للعرب، برز ذلك جليا خلال الموقف الإماراتي التاريخي المساند لمصر في عام 1973 ودعم حقها في استعادة أراضيها المحتلة، فكان قرار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوقف تصدير البترول إلى الدول المساندة لإسرائيل، معلنا أمام العالم أجمع مقولته التاريخية "النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي".
وازدادت العلاقات قوة على مدار السنوات، حتى وصلت إلى مرحلة تقارب وتنسيق غير مسبوقة.
ولا ينسى المصريون الوقفة التاريخية لدولة الإمارات، في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران بمصر عام 2013، وما عانته مصر -آنذاك- من ظروف اقتصادية صعبة، وكانت دولة الإمارات بقيادتها ودبلوماسيتها في طليعة الدول الداعمة لها لتنهض مجددا وتستعيد دورها.
ومع تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حكم مصر عام 2014، وصلت خصوصية العلاقات بين الدولتين ذروتها، حيث شهدت تطورا كبيرا ونوعيا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها.
ومن الأحداث الفارقة لدى المصريين الكلمة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس السيسي عقب توليه رئاسة مصر في يونيو/حزيران 2014، التي قال فيها إن "الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها".
ومنذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار 2022، جمعته 24 لقاء وقمة مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
قمم ولقاءات نقلت مستوى العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة إلى مراحل متقدمة مما أسهم في تعزيز حضورهما، كأحد أهم اللاعبين الأساسيين في المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز