ذكرى تحرير حضرموت.. قادة يمنيون يروون لـ«العين الإخبارية» تفاصيل هزيمة «القاعدة»

لنحو عام و22 يوما، ظل الإرهاب جاثما على صدر مدن ساحل حضرموت اليمنية، قبل أن يشرق فجر التحرير في 24 أبريل/نيسان 2016 ويتحقق النصر.
فجر رسمته قوات التحالف العربي وخطته على الأرض قوات النخبة الحضرمية التي باغت رجالها الأشاوس أوكار تنظيم القاعدة في المكلا والريان والشحر ودوعن وغيرها من مدن المحافظة.
وفي ذكرى التحرير التاسعة، التقت "العين الإخبارية" عددا من الضباط والشخصيات اليمنية التي شاركت في هذه المعركة بدعم ومشاركة من أشقاء المصير ممثلا بالقوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي.
مكتسبات التحرير
يقول قائد المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت، اللواء الركن طالب بارجاش، إن "الذكرى التاسعة لتحرير المكلا تعكس الجاهزية القتالية الدائمة لقوات النخبة للحفاظ على منجزات التحرير".
ويوضح بارجاش في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "حضرموت لازالت مستهدفة من القوى الإرهابية، وتحل الذكرى التاسعة لتشد عزمنا وعزيمتنا وترفع معنوياتنا لقهر أي عمل إرهابي في المستقبل".
وثمن القائد العسكري اليمني في هذه الذكرى دور التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، مقدما الشكر الخاص للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على دعمه الكبير لتحرير المكلا من حالة الرعب التي عاشتها أثناء احتلالها من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأشار إلى أن تحقيق النصر ما كان ليحدث لولا "دعم قيادة التحالف العربي، والتي جهزت القوة وشاركت وأشرفت فعليا على عملية التحرير".
وأضاف "واصل التحالف دعمه لتأسيس النخبة الحضرمية وتزويدها بالسلاح والعتاد والتدريب، حتى تحقق النصر والذي أثمر تحقيق الاستقرار والأمن بحضرموت، وبات يضرب به المثل في كل محافظات البلاد".
ولفت إلى أن "الأمن والاستقرار هو من أدار عجلة التنمية في المحافظة التي تستعد اليوم لتدشين فعاليات الذكرى التاسعة للتحرير (24 أبريل/نيسان)".
قوة من الصفر
من جانبه، قال رئيس شعبة الاتصالات بقيادة المنطقة العسكرية الثانية، العميد عبدالله المرشدي، إن "الاستقرار والتنمية التي ينعم بها ساحل حضرموت يعود لتشكيل قوات المنطقة الثانية من الصفر من بزة الجندي إلى السلاح بدعم سخي من دولة الإمارات".
وأوضح المرشدي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الذكرى التاسعة لتحرير وادي حضرموت، وتشكيل النخبة الحضرمية، يعد حدثا غاليا على قلوب سكان المحافظة لدور هذه القوة في هزيمة الإرهاب".
وأضاف: "تشكلت هذه القوة في الخالدية والمسيلة، في 2015, وتم تدريب القوات على يد قوات التحالف وكان أبناء النخبة من كافة مديريات حضرموت".
وأشار إلى أن قياداتها أسندت في البداية للواء الركن عبدالرحيم عتيق، ثم للواء الركن فرج البحسني نائب الرئيس اليمني، والذي أسس طلائع النخبة ممثلا بقوات حماية الشركات.
وبحسب المرشدي، فإن "التحالف هو الداعم الرئيسي لتشكيل هذه القوة ودعمنا بالآليات وبكافة المتطلبات العسكرية عندما كان تنظيم "القاعدة" يسيطر على كافة المواقع العسكرية والاقتصادية والأمنية".
واستذكر المسؤول العسكري مراحل انطلاق المعركة التي بدأت بتشكيل القوة ثم الهجوم من "3 محاور: المحور الأوسط بقيادة فرج البحسني، والغربي بقيادة طالب بارجاش، والشرقي بقيادة العميد سعيد البحسني".
وأكد المرشدي أن "الضباط الإماراتيين شاركوا ميدانيا إلى جانب النخبة الحضرمية وقدمنا تضحيات كبيرة ولعب الطيران الإماراتي دورا محوريا في دك المواقع المتقدمة لتنظيم القاعدة".
كما أكد "ضبط عدد من الإرهابيين وقتل العديد، وواجهت قوات النخبة بعض العناصر المفخخة، كما حاول التنظيم تفخيخ الأعيان المدنية".
وتحدث عن "تدفق المعلومات لغرفة العمليات من المواطنين لكشف أماكن اختباء عناصر تنظيم القاعدة وكان المواطن هو الداعم الرئيسي هو الجندي الأول في المعركة".
شراكة في المصير
في السياق نفسه، قال قائد لواء الحرس الرئاسي في حضرموت، العميد سالم القرزي، إن "تحقيق انتصار 24 أبريل/نيسان 2016 أُنجز بفعل الشراكة بين شركاء المصير من ضباط النخبة وضباط التحالف" العربي.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أوضح القرزي أن "قوات النخبة الحضرمية تشكلت بتوجيه من القيادة السياسية وبدعم مباشر من قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة وأسندت مهمة التحرير للواء الركن فرج البحسني".
وأكد أن "المعركة انطلقت بعد استكمال بناء القوة بشكل متكامل وشارك في هذه المهمة عدد من ضباط التحالف العربي، كما شارك طيران التحالف العربي في دك مواقع ومعسكرات تنظيم القاعدة".
وأشار إلى الشراكة الميدانية بين ضباط التحالف وضباط النخبة في ما يخص الخطط العسكرية أثناء التدريب والتأهيل وفي خوض المعركة العسكرية.
ووفق القرزي، فإن تحرير مدينة المكلا تبعته عمليات أخرى لتحرير مديرية دوعن والضليعة من العناصر الإرهابية ومن القاعدة، وأسندت المهمة إلى عدد من ضباط النخبة، والذين أبلوا بلاءً حسنا".
ولفت إلى أن تنظيم القاعدة اعتمد على السيارات المفخخة واستخدم صواريخ غراد وقذائف الهاون في هجماته، لكن قوات التحالف نجحت في تحييدها.
وأكد المسؤول العسكري أن دعم التحالف "لازال مستمرا إلى هذه اللحظات من تسليح وتغذية وغيره، وهو دعم لوجيستي متكامل يقدمه الأخوة في قيادة التحالف ممثلا بالسعودية والإمارات".
هزيمة للقاعدة والحوثي والإخوان
من جهته، قال عضو مجلس المستشارين الجنوبي بمحافظة حضرموت، سالم المرشدي، إن معركة تحرير المكلا كانت خاطفة بفضل "حكمة الضباط الحضرميين وأشقائهم في دول التحالف واستطعنا تحرير حضرموت دون أن نهدم جدارا أو بيتا".
وأكد المرشدي أن "الهجوم تم تحت غطاء جوي استهدف أماكن وجود عناصر القاعدة والسيارات المفخخة، وانطلقت المعركة عبر أكثر من محور قتالي".
واستذكر "خروج أبناء المكلا للشوارع مهللين ومباركين النصر بعد إزاحة هذا الكابوس بتضحيات ودماء أبناء حضرموت وأشقائهم الإماراتيين وكان لابد من ضريبة وفاتورة للتحرير".
وأوضح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "أبناء حضرموت أثبتوا أنهم لن يبخلوا بدمائهم في سبيل الحرية، وبالمثل الأشقاء الإماراتيين الذين كانوا معنا على مختلف الجبهات".
وقدم المرشدي الشكر لـ"الأشقاء في الإمارات وعلى رأسهم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي أولى حضرموت أولوية قصوى وقدم كل الدعم اللوجيستي والعسكري والسياسي".
ولفت إلى أن" الأذرع الإنسانية الإماراتية مثل الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد الإنسانية واكبت عملية التحرير وقدمت المساعدات الإغاثية ودعم المرافق الصحية والتعليمية والمؤسسات الحكومية".
وأكد أن "المعركة تمت بشكل خاطف بفضل الدور المحوري الإماراتي، ونحن اليوم نحتفل بالذكرى التاسعة لهذه المعركة التي لم تهزم القاعدة وحدها وإنما هزمت أيضا حلفاءه من مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان".
وختم المرشدي بالقول إن "حضرموت لازالت تواجه تحديات بسبب الهجوم الإخواني الحوثي الذي يحاول شق الصفوف وإضعاف النخبة الحضرمية".
aXA6IDUyLjE0LjEyMy4yNTEg جزيرة ام اند امز