«سيغنال» عائلية تهز البنتاغون.. كواليس محادثة ضرب الحوثي

تسريب أمني جديد يهز أروقة وزارة الدفاع الأمريكية حيث تُتخد أخطر القرارات العسكرية وأكثرها سرية.
هذه المرة، محادثات خاصة على تطبيق "سيغنال"، وإدراج أشخاص من خارج "البنتاغون" في خطط عسكرية حساسة، من بينهم زوجة وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسث، في ظل توترات إقليمية متصاعدة وحرب مستعرة في الشرق الأوسط.
المشاركون في المحادثة
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد شارك هيغسث خططا مفصلة حول عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن عبر محادثة جماعية ثانية على تطبيق سيغنال، وهذه المرة على هاتفه الشخصي.
والملفت للنظر، أن هذه المجموعة ضمّت زوجته جينيفر، ومحاميه، وشقيقه فيل هيغسث، إلى جانب عدد من المقربين، خارج الأطر الرسمية المعتادة للتواصل الأمني. بحسب ما ذكره ثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثة لـ"سي إن إن".
وقال اثنان من الأشخاص المطلعين على الأمر إن المحادثة جرت خلال فترة الاستماع العاصفة لتثبيت هيغسث في منصبه، كأداة للتنسيق مع أقرب حلفائه، لكنها استمرت في العمل حتى بعد تثبيته، وضمت أكثر من 12 شخصا.
وليس من الواضح ما إذا كان جميع المشاركين في المحادثة يحملون تصريحا أمنيا.
شهر من "الفوضى"
يأتي هذا الكشف في الوقت الذي بدأ فيه بعض أقرب مستشاري هيغسيث في دق ناقوس الخطر بشأن حكم الوزير، بمن فيهم سكرتيره الصحفي السابق، جون أوليوت، وثلاثة مسؤولين كبار سابقين طردهم الأسبوع الماضي، وهم: مستشاره الرئيسي دان كالدويل، ونائب رئيس الأركان دارين سيلنيك، وكولين كارول، الذي شغل منصب رئيس أركان نائب وزير الدفاع.
وفي بيان حاد اللهجة، حصلت "سي إن إن" على نسخة منه، قال أوليوت :"لقد كان شهرا من الفوضى العارمة في البنتاغون. من تسريبات خطط عملياتية حساسة إلى عمليات تسريح جماعي، أصبح هذا الخلل الآن مصدر إلهاء كبير للرئيس الذي يستحق الأفضل من قيادته العليا".
بين سيغنال الأولى والثانية.. الهدف واحد
وعلى ذمة "سي إن إن"، فإن هذه المجموعة الخاصة على "سيغنال" ليست الأولى من نوعها. فقد استخدم هيغسث مجموعة مماثلة سابقا للتواصل مع أعضاء من الحكومة حول خطط عسكرية، وهي الآن تحت تحقيق المفتش العام بالإنابة لوزارة الدفاع.
وكما في المجموعة الأولى، شملت الرسائل في المجموعة الثانية معلومات حول ضربات مخططة ضد الحوثيين، وهو ما يثير تساؤلات حول قانونية هذه الأساليب، لا سيما أن بعض أعضاء المجموعة قد لا يحملون تصاريح أمنية.
من جهته، دافع المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، مؤكدا في تغريدة له مساء الأحد أنه "لم تكن هناك أي معلومات سرية في أي محادثة عبر سيغنال". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أورد خبر المحادثة الجديدة.
اضطرابات مستمرة في البنتاغون
تأتي أنباء المحادثة الثانية بعد أيام من الاضطرابات في وزارة الدفاع، بعد أن أقال هيغسث كالدويل وسيلنيك وكارول، وأعاد تعيين رئيس أركانه، جو كاسبر.
لكن مصادر قالت لشبكة "سي إن إن" إن عمليات الإقالة "ليست سوى أحد أعراض الخلل الذي خيم على مكتب هيغسث خلال الأسابيع الخمسة الماضية، والذي شمل صراعا داخليا مستمرا بين كاسبر وكالدويل وسيلنيك وكارول".
والأسبوع الماضي، صرّح متحدثون باسم البنتاغون بأن الفوضى ناجمة عن تحقيق في تسريب معلومات.
وأفادت مصادر للشبكة الأمريكية، أن التسريبات التي طالت خططا عسكرية في قناة بنما والشرق الأوسط، وكذلك لقاء سري مع إيلون ماسك حول الصين، تسببت في حالة ارتباك داخل أروقة البنتاغون، دفعت هيغسث للمطالبة حتى بتحقيق من مكتب التحقيقات الفيدرالي، رغم نصائح معاونيه بعدم فعل ذلك خشية تعقيد الوضع القانوني".
أما المسؤولون المقالون، فقد أصدروا بيانا مشتركا أعربوا فيه عن "خيبة أملهم العميقة من الطريقة التي انتهت بها خدمتهم"، مؤكدين أنهم "لم يقوموا بأي تسريبات".
وأثارت هذه الاضطرابات المزيد من المخاوف بشأن حكم هيغسث وأولوياته بين المسؤولين الحاليين والسابقين، وتأتي في الوقت الذي ينفذ فيه البنتاغون عملية عسكرية كبرى في الشرق الأوسط ضد الحوثيين، وينقل أصولا إلى المنطقة تحسبا لحرب أوسع نطاقا بين إسرائيل وإيران، ويزيد من عدد القوات والمعدات إلى الحدود الجنوبية.
وفي هذا الصدد، كتب أوليوت: "للأسف، بعد شهر عصيب، لم يعد تركيز البنتاغون منصبًا على القتال، بل على الدراما التي لا تنتهي".
وأضاف "حتى الداعمون الأقوياء للوزير مثلي يجب أن يعترفوا: لقد كان الشهر الماضي انهيارا كاملا في البنتاغون - وأصبح هذا مشكلة حقيقية للإدارة".