لقاء حفتر وبوتين.. تحرك لتأمين الجنوب الملتهب وإعمار درنة
تحركات خارجية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، تحاول إخراج ليبيا من أزمتها السياسية الممتدة لسنوات، ولملمة جروحها في درنة.
وفي هذا الإطار، التقى القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في اليوم الثالث لزيارة العاصمة الروسية موسكو، أمس الخميس.
وكان الجيش الليبي أعلن يوم الثلاثاء، وصول حفتر إلى روسيا لإجراء زيارة أكد أنها ستشهد مباحثات مع المسؤولين الروس حول تطورات الأوضاع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز دعمها وتطويرها والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
تأمين الجنوب
ويرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، الدكتور يوسف الفارسي، أن الزيارة تأتي بناء على دعوة رسمية، لافتا إلى أن توقيتها مهم جدا خاصة لمنطقة الساحل الأفريقي.
الفارسي أوضح في حديث لـ"العين الإخبارية" أن ما يحدث في النيجر وتوقيت الأحداث الخاصة بمنطقة الساحل وتقليص الدور الفرنسي واستبداله بالدور الروسي بالمنطقة، يشكل سياق الزيارة.
وأضاف أن الزيارة تهدف لزيادة التعاون الروسي الليبي لتأمين المنطقة خاصة أنه يأتي بالتوافق مع سياسة الجيش الليبي والقيادة العامة لتأمين الحدود الجنوبية المشتعلة سواء من مالي أو النيجر أو تشاد.
وتابع أن "أي تهديد بالبلدان السابقة التي ترتبط حدوديا مع ليبيا من جهة الجنوب، بالإضافة إلى السودان، تنتشر فيها تحديات أمنية، يحتاج الجيش الليبي لمواجهتها، بالإضافة إلى تنظيم الدور الروسي بهذه المنطقة لزيادة التدريب للقوات وبحث الأمور العسكرية واللوجستية وكذلك الأمور الفنية والهندسية.
الخبير الليبي أكد أن روسيا تعد الحليف الأقرب والأقوى للقيادة العامة للجيش الليبي تاريخيا، مما يبرر توقيت تلك الزيارة.
مسألة درنة
من جانبه رأى عضو البرلمان الليبي علي التكبالي، أن إعمار درنة كلمة السر في الزيارة الأخيرة للمشير خليفة حفتر إلى روسيا.
وضرب إعصار مدمر مدينة درنة ما خلف آلاف القتلى والمصابين بعد انهيار سدين في المدينة الساحلية.
التكبالي أشار في حديث لــ"العين الإخبارية" إلى أنه في ظل تنافس حكومتين في ليبيا في الشرق والغرب، يحاول الجيش البحث عن مساعدين لإعمار المدينة المنكوبة.
وأكد التكبالي أنه في حال استمرار الخلاف بين الحكومتين على من يعمر درنة فليس أمام الشرق الليبي إلا الاعتماد على كل من الروس والصينيين والمصريين لمساعدته في لملمة جراح المدينة المنكوبة.
ولفت إلى أن ذلك سوف يغضب كل من الغرب الليبي والولايات المتحدة الأمريكية التي ترفض الانفتاح على الروس والصينيين وسط الصراع الدولي على الدول الأفريقية.
كما شدد على أن الحل هو إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة قوية تنهي الانقسام، لافتا إلى أن المشير يحاول البحث عن تعمير درنة وبناء المدينة من جديد.
ويرافق حفتر خلال الزيارة مدير مكتبه عضو اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" الفريق خيري التميمي، ورئيس أركان الوحدات الأمنية العميد خالد خليفة حفتر، وآمر الكتيبة 166 مشاة العقيد أيوب بوسيف، والعقيد باسم البوعيشي.
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز