قائد بالجيش الليبي: تركيا لا تزال ترسل المرتزقة رغم الهدنة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعترف بأن بلاده بدأت فعليا في إرسال المليشيات إلى ليبيا -لم يوضح جنسيتهم- لدعم حكومة فايز السراج
كشف اللواء المبروك الغزوي، قائد عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي، النقاب عن أن تركيا لا تزال ترسل المرتزقة لدعم المليشيات الإرهابية في طرابلس.
- ماكرون وجونسون يشاركان في "مؤتمر ليبيا" ببرلين
- ماكرون يطالب بوقف إطلاق نار "دائم وذي مصداقية" في ليبيا
وقال الغزوي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، الخميس، إن تحريات الجيش الليبي أعطت معلومات مؤكدة بأن الجسر الجوي الذي ينقل المرتزقة السوريين من تركيا لمطار معيتيقة لم يتوقف حتى بعد إعلان الهدنة".
وأضاف أن ليبيا ستكون مقبرة لكل المليشيات والمرتزقة، وسيعودون لبلدانهم في صناديق "الجثث".
وأشارت مصادر عسكرية ليبية إلى وجود اجتماعات يجريها ضباط أتراك مع أمراء المليشيات بأحد فنادق العاصمة طرابلس لبحث طرق مدهم بالإرهابيين.
وتابعت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات أغلقت صباح الخميس، طريق الشط من فندق المهاري حتى جزيرة سوق الثلاثاء، لتسهيل مرور مواكب المرتزقة وتوزيعهم على محاور القتال، مع وصول 3 طائرات تقل إرهابيين من تركيا لمطار معيتيقة الدولي.
جرائم مرتزقة أردوغان
وأوضح المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي بأن المليشيات السورية ارتكبت العديد من الجرائم بحق الليبيين منذ وصولها إلى طرابلس.
وكشف المركز في بيان له، عن أن المرتزقة السوريين أطلقوا النار على الليبيين العائدين لبيوتهم في منطقة المشروع، وطريق السدرة بطرابلس لمنعهم من العودة ما أسفر عن مقتل بعضهم.
وأرفق ببيانه عددا من صور الليبيين المقتولين على أيدي المرتزقة السوريين، معلقة على ذلك قائلة بأن "الدم الليبي أصبح رخيصا في ظل حكومة العمالة غير الشرعية، حكومة فايز السراج بطرابلس".
ونشرت صفحات عدة تابعة لكتائب الجيش الوطني الليبي، الأربعاء، مقاطع فيديو لمفخخات أعدها مرتزقة موالون لتركيا في محاور القتال شرقي العاصمة الليبية طرابلس.
وحذرت الصفحات من تنفيذ المليشيات المدعومة بمرتزقة أردوغان من تنفيذ نفس خطط الحرب في إدلب والغوطة الشرقية وحلب السورية في محاور شرق ووسط طرابلس.
وأظهرت المقاطع المصورة -التي أكدت مصادر عسكرية ليبية صحتها- عددا من المفخخات والمتفجرات بين المنازل وتحت الأشجار في المناطق التي كانت محل الاشتباك قبل تحريرها، في محاولة لعرقلة تقدمه أو تحقيق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الليبي.
وفي المقابل، نفذ شباب العاصمة الليبية طرابلس، الأربعاء، عملية نوعية على مقرات الإرهابيين السوريين ما أسفر عن مقتل اثنين منهم.
وأكد "شباب طرابلس"، بحسب ما نقل عنهم المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، أنهم سيستهدفون كل قادة المليشيات وأذنابهم، وسيتتبعون وجودهم في العاصمة حتى يرحلوا عنها أو يلقوا مصرعهم.
وأكد رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، وصول 14جثة لمرتزق سوري من الفصائل الموالية لتركيا قتلوا خلال اشتباكات ليبيا، مشيرا إلى مقتل 26 آخرين لم تصل جثثهم إلى سوريا بعد.
وأشار إلى أن عدد المرتزقة الموالين للحكومة التركية الذين يقاتلون في ليبيا ارتفع بشكل كبير جدا، حيث فاق 1600 إرهابي على الأقل من فصائل السلطان مراد، وسليمان شاه، وفيلق الشام، ولواء الشمال، والحمزات، ولواء المعتصم، وفصائل أخرى يجري تحضيرهم في معسكرات جنوب تركيا.
اعتراف أردوغان
واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، بأن بلاده بدأت فعليا في إرسال مليشيات إلى ليبيا -لم يوضح جنسيتهم- لدعم حكومة فايز السراج، قبل أيام من عقد مؤتمر في برلين، بحسب موقع "أحوال" التركي.
وقال أردوغان، الخميس، إن تركيا بدأت نشر قواتها في ليبيا، وستستخدم كل الوسائل الدبلوماسية، والعسكرية لضمان الاستقرار في جنوب أراضيها.
وأضاف: "من أجل أن تبقى الحكومة الشرعية في ليبيا صامدة، وتحقيق الاستقرار، نرسل جنودنا إلى هذا البلد".
مئات المرتزقة
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأربعاء، أن نحو 2000 مرتزق سوري سافروا من تركيا إلى ساحات القتال في ليبيا، مشيرة إلى أن ذلك تطور مفاجئ يزيد من تعقيد الحرب داخل ليبيا.
وقالت مصادر سورية لـ"الجارديان" إن المرتزقة السوريين وقعوا عقودًا لمدة 6 أشهر مباشرة مع حكومة فايز السراج غير الشرعية في ليبيا، بدلًا من الجيش التركي، مقابل 2000 دولار شهريا.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن "تلك المبالغ كبيرة مقارنة بالـ450-550 ليرة تركية شهريا التي يتقاضونها في سوريا".
وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي أردوغان وعد المرتزقة السوريين لدى استقدامهم إلى ليبيا بمنحهم الجنسية، فضلًا عن دفع تركيا جميع الفواتير الطبية للمصابين، ومسؤوليتها عن إعادة القتلى إلى سوريا.
وأشارت إلى أن تركيا أرسلت 300 مرتزق من الفرقة الثانية مما يسمى بـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم تركيًّا، حيث غادروا سوريا عبر معبر حوار كلس الحدودي العسكري في 24 ديسمبر/كانون الأول، ثم أرسلت نحو 350 إرهابيا آخر في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن المسلحين الموالين لأردوغان سافروا إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث تمركزوا بمناطق في شرق المدينة، ثم عبر نحو 1350 آخرين إلى تركيا في 5 يناير/كانون الثاني، وبعضهم أرسلوا إلى ليبيا مع آخرين ما زالوا يخضعون لتدريبات داخل معسكرات في جنوبي تركيا.
ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، يشن الجيش عملية عسكرية تحت اسم "طوفان الكرامة"، بهدف تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة الموالية لتركيا والتي تسيطر عليها منذ سنوات.