"ماوزو 400".. أعنف عصابة تختطف أمريكيين في هايتي
أصبح عنف العصابات وعمليات الخطف من أجل الحصول على فدية بالنسبة إلى شعب هايتي، من الأغنياء أو الفقراء على السواء، أمرا معتادا.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، تمتلك هايتي، أفقر دولة في نصف الكرة الغربي من العالم، الرقم القياسي لأعلى معدل لعمليات الخطف في العالم.
وكانت عصابة تسمى بـ"ماوزو 400" مسؤولة عن 80 % من عمليات الاختطاف في الفترة من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول الماضي.
ما هي عصابة ماوزو 400؟
"ماوزو 400" هي عصابة معروفة بالعنف تسيطر على الطرق والمناطق المحيطة بالعاصمة الهايتية، بورت أو برنس.
وتسيطر على جزء كبير من منطقة جانثير في كروا دي بوكيه، وهي المنطقة الواقعة خارج العاصمة.
وتعد عصابة ماوزو 400 إحدى أكثر العصابات التي يخشاها الشعب في هايتي حيث تستخدم الجماعة الاغتصاب والاغتيالات للحفاظ على قبضتها على الشوارع والشركات والجهات الفاعلة في هايتي.
كما ارتبطت بتوجه جديد في هايتي من القيام بعمليات الخطف الجماعي لسيارات وحافلات.
واستهدفت تلك العصابة رجال الدين والكنائس، وهي تشكل خطا أحمر بالنسبة للكثيرين في الدولة الكاريبية ذات الأغلبية الكاثوليكية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ عمليات الخطف تصاعدت في هذا البلد عقب اغتيال رئيس البلاد الراحل جوفينيل موس في يوليو/ تموز الماضي، وقد أضحت العصابات تسيطر على رقعة متزايدة من تلك البلاد الفقيرة التي تعاني من اضطرابات سياسية واجتماعية مزمنة.
وأصدرت الشرطة الهايتية قرار اعتقال بحق زعيم العصابة المزعوم، ويلسون جوزيف، والذي يواجه سلسلة من التهم تشمل القتل والشروع في القتل وسرقة السيارات واختطاف البضائع والاختطاف.
ويستخدم جوزيف لقب "الكريول"- وهو ما يعني تقريبًا "الموت لا يعرف في أي يوم سيأتي"- متفاخرًا بالمذكرة الصادرة بحقه، حيث نشر مقاطع فيديو تصف بالتفصيل بعض الجرائم التي يُزعم أن العصابة ارتكبتها.
ويقال إن الرجل الثاني في قيادة المجموعة، جولي "يونيون" جيرمين، موجود في السجن، وتحاول السلطات الهايتية التفاوض معه.
ضحايا آخرون
في أبريل/ نيسان، خطفت هذه العصابة 5 قساوسة وراهبتين، بينهم مواطنون فرنسيون واحتجزوهم في ظروف قاسية لمدة ثلاثة أسابيع.
وأغلقت الجامعات والمدارس الكاثوليكية في هايتي أبوابها احتجاجًا على ذلك، حتى تم إطلاق سراح المجموعة في النهاية.
وشهد نفوذ العصابات ازديادا في هايتي، المستعمرة الفرنسية السابقة التي احتلتها الولايات المتحدة، منذ عقود نتيجة لضعف المؤسسات السياسية والفقر المستشري، واتُهم السياسيون ورجال الأعمال في هايتي بالتعاون مع رجال إلى العصابات لتنفيذ طلباتهم.
لماذا تشيع عمليات الاختطاف؟
واجهت هايتي بشكل منتظم موجات من عمليات الخطف، لكن محللين قالوا لصحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق من هذا الشهر، إن الزيادة الحالية هي الأسوأ منذ سنوات.
وخلال الأشهر الستة الأولى فقط من عام 2021، سجلت هايتي ما لا يقل عن 395 حالة اختطاف، مقارنة بـ88 حالة في نفس الفترة من العام الماضي.
وقامت العصابات، دون رادع من الحكومة والشرطة، وبوقاحة باختطاف رجال دين من الكنائس، بالإضافة إلى طالبي اللجوء الهايتيين الذين تم ترحيلهم مؤخرًا من الولايات المتحدة.
وتختلف الفدية باختلاف الشخص المختطف، وفي بعض الأحيان يمكن التفاوض عليها، وغالبًا ما يتم احتجاز المختطفين لمدة 48 إلى 72 ساعة قبل تحديد الفدية.
وكانت العصابة اختطفت، الأحد، ما بين 15 و17 مبشرا أمريكيا، بينهم أطفال.
وكشفت وزيرة العدل الهايتية، ليزت كيتل، مطالب العصابة التي اختطفت مجموعة من المبشرين الأمريكيين والكنديين.
وقالت الوزيرة، في تصريح نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" إنّ "عصابة ماوزو 400 طلبت مليون دولار مقابل الإفراج عن كل فرد؛ أي ما مجموعه 17 مليون دولار".
وقالت كيتل: "إنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والشرطة الهايتية على اتصال بالخاطفين، ويسعون للإفراج عن المبشرين الذين اختطفتهم العصابة".
ومن بين المختطفين 5 أطفال، أحدهم رضيع عمره 8 أشهر، وتبلغ أعمار الآخرين 3 أعوام و6 أعوام و14 عاماً و15 عاماً.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز