هل السعي بين الصفا والمروة من أعمال التطوع؟
يحرص الحجاج على اغتنام مدة إقامتهم بمكة المكرمة بالتطوع في العبادات، فيكثرون من الطواف والصلاة في المسجد الحرام.
وعادة ما يصاحب مواسم الحج تساؤلات، حول مجالات التطوع في أداء العبادات، وما إذا كان السعي بين الصفا والمروة يعد أيضاً من أعمال التطوع أم لا.
والتطوع يعني الزيادة في أداء العبادات، تقربا إلى الله، مثل النوافل.
عدد مرات السعي
والسعي بين الصفا والمروة ليس من أعمال التطوع، وإنما يؤدى حسب الفريضة مرة واحدة في الحج ومرة واحدة في العمرة.
وإذا كان الحاج متمتعًا فعليه سعيان: أحدهما في العمرة أول ما يقدم، وسعي الحج بعد طواف الإفاضة بعد نزوله من عرفات يوم العيد أو بعده.
والسعي بين الصفا والمروة من أركان الحج، لا يصح الحج إلا به، وهو أمر تعبدي يحمل الكثير من الحكم والدلالات.
وقد أَمرنا الله سبحانه وتعالى عند أداء نسك الحج أو العمرة بالسعي بين الصفا والمروة 7 أشواط بادئين بالصفا، في تجسيد لسعي السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، بين جبلي الصفا والمروة بحثا عن الماء وهي خائفة على ولدها الرضيع إسماعيل عليه السلام.
أما الطواف فهو سنة وعبادة يشرع التطوع بها في أيام الحج وغيره، فهي عبادة كالصلاة، ومن كان في مكة يشرع له الإكثار من الطواف، هكذا الحاج، وهكذا المعتمر يشرع له الإكثار من الطواف إلا إذا كان هناك زحام، فالأولى بكل منهما ألاّ يزاحم الناس وألاّ يشق على القادمين الوافدين بل يوسع لهم.
وما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد طواف نفل أبداً، وقال صلى الله عليه وسلم: لتأخذوا عني مناسككم. رواه مسلم في حديث جابر رضي الله عنه، وعلى هذا فلا يصح السعي إذا وقع بعد طواف نفل؛ بل يشترط أن يقع بعد طواف القدوم أو طواف الركن (العمرة أو الإفاضة).
الصلاة أم الطواف
كذلك تثار تساؤلات حول تفضيل صلاة النافلة على طواف النافلة في أعمال التطوع، فقد ذكر جمع من أهل العلم أن الغريب (غير المقيم بمكة) الأفضل له أن يكثر من الطواف؛ لأنه ليس بمقيم، ولا يحصل له الطواف إلا بمكة.
أما المقيم بمكة فهو نازل مقيم، وهذه الصلاة أفضل له؛ لأن جنس الصلاة أفضل من جنس الطواف، فإذا أكثر من الصلاة كان أفضل.
أما الغريب الذي ليس بمقيم فهذا يستحب له الإكثار من الطواف؛ لأنه ليس بمقيم، بل سوف ينزح ويخرج ويبتعد عن مكة، فاغتنامه الطواف أولى؛ لأن صلاة النافلة يمكنه الإتيان بها في أي مكان.