في موسم لا يمرّ دون أن يُحفظ فيه للتاريخ أسماء الرجال الذين خدموا الحج والمشاعر.. يظل الأمير خالد الفيصل حاضرًا في التفاصيل، والقرارات، والنتائج.
ما نسيناك،
وأنت تُغرس في وجدان الحجيج مفهومًا ساميًا حين أطلقت الحملة الإعلامية الخالدة: "الحج عبادة وسلوك حضاري"، حملة لم تكن مجرد شعار، بل كانت وعيًا عامًا، وثقافة راسخة، غيّرت السلوك، ورفعت منسوب احترام الأنظمة والتعليمات في أذهان ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين على حدّ سواء.
ما نسيناك،
وأنت تعلن بالأرقام عن نجاح موسم الحج، وتحركات الحجاج من مكة إلى المشاعر، لتطمئن العالم الإسلامي على أمنهم وسلامتهم، ثم تختم تلك اللحظات الوطنية الخالدة بتهنئة صادقة للقيادة الرشيدة، مؤكدًا أن النجاح ليس حدثًا عابرًا بل منهجٌ دائم في خدمة ضيوف الرحمن.
ما نسيناك،
وأنت تقف بكل ثبات أمام أحد الإعلاميين، وتُجسد بفصاحتك موقف القيادة السعودية في زمن الحملات المأجورة، لتوصي بكلمات خالدة:
"خير ردّ على أعداء المملكة من الأبواق المأجورة هو الردّ بالعمل".
وها هو هذا المنهج اليوم نهج وطن، ومسلك مؤسسات، وروح موسم الحج بكل تفاصيله الدقيقة.
ما نسيناك،
ونحن نرى اليوم شوارع مكة والمشاعر، وقد تلاشت منها فوضى المركبات وتكدس الحافلات، بفضل قرارات حازمة وشجاعة، قادت إلى تنظيم مهيب للحركة المرورية، وإزالة عشوائيات كانت تُنهك ضيوف الرحمن.
ما نسيناك،
وأنت من أنقذ المشاعر المقدسة من الانبعاثات الكربونية الخانقة، حين أعدت هندسة دخول الحافلات، وحددت ضوابط العبور، ووجهت بتنظيم القيادة داخل مكة المكرمة والمشاعر، لتتحول الفوضى إلى انسيابية.
ما نسيناك،
وأنت من أصدر القرار التاريخي بمنع دخول المركبات الصغيرة التي تقل أقل من 25 راكبًا، لتُحفظ كرامة الطريق، ويُعاد للحج هيبته المرورية، ولتُفتح مكة أمام من يستحق الدخول إليها من ضيوف الرحمن.
ما نسيناك،
وأنت ترفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، بإخراج المكاتب والدوائر الحكومية، وإعطاء الأولوية لمن جاؤوا من كل فجٍّ عميق، طلبًا لرضا الله، وسعيًا لأداء الركن الخامس في طمأنينة وراحة.
ما نسيناك،
حين خصصت صحن المطاف للحجاج والمعتمرين، فصنعت مشهدًا روحانيًا لم يعرفه التاريخ من قبل، لوحة ناصعة البياض كبياض قلبك يا أبا بندر، فأصبح التنظيم درسًا بصريًا في الجمال والانضباط.
ختامًا…
أدعو من هذا المنبر الجامعات والمعاهد ومراكز البحث إلى توثيق وتدريس التجربة الإدارية الفريدة التي قادها مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، من خلال لجنة الحج المركزية سابقًا، والدائمة حاليًا، والتوصيات الرشيدة التي قدمها، فاعتمدتها القيادة، وكانت حجر الزاوية في تطوير منظومة الحج تنظيمًا وخدمةً وأداءً.
في هذا الموسم المبارك، وأنت تتابع وتوجّه ونحن نحتفي بنجاح الحج، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى التبريكات لمقام القيادة الرشيدة، ونقول بصوت واحد، وبقلبٍ ممتن:
"ما نسيناك يا خالد الفيصل"
لأنك كتبت اسمك في ذاكرة مكة، وفي وجدان الحج، بما يحمله من قداسة، وتنظيم، وروحانية، ومسؤولية لا يعرفها إلا الكبار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة