في كل سنة تهفو قلوب المسلمين إلى الكعبة المشرفة ضارعة إلى الله عز وجل أن يغفر كل ذنب وأن تتحقق أمانيهم بالخير والبركة وبعزة الإسلام
في كل سنة تهفو قلوب المسلمين إلى الكعبة المشرفة ضارعة إلى الله عز وجل أن يغفر كل ذنب وأن تتحقق أمانيهم بالخير والبركة وبعزة الإسلام وسؤدده لتكون بلاد المسلمين بلاد أمان ورخاء وعيش كريم تسود المحبة بين الناس، ويعم التسامح قلوب البشر، وتعلو كلمة الحق فوق كل منبر، وتمجد الله أكبر.. الله أكبر.
لقد أولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله-، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله-، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، حجاج الإمارات رعاية كبيرة منذ بداية موسم الحج حتى ختامه.
تلك الرعاية مدعاة للفخر والاعتزاز عندما ترى القيادة الحكيمة مصالح مواطنيها وتتابع شؤونهم وتحرص على توصية القائمين على بعثة الحج الإماراتية بتقديم جميع الخدمات والتسهيلات الميسرة لأداء الفريضة والاطمئنان على سلاسة أداء مناسك الحجاج، ومتابعة أحوالهم في الأراضي المقدسة، حتى عودتهم إلى الدولة سالمين. إنها حقاً قيادة كريمة تستحق الشكر والتقدير.
كما ينظر المرء بفخر إلى أسر شهداء الوطن والمصابين الذين يؤدون أداء فريضة الحج لهذا العام، ضمن حملة الحج السنوية التي ينظمها مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي، والتي تأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم أفضل أشكال الخدمات لحجاج بيت الله الحرام من أسر الشهداء والمصابين، وتيسير أمورهم لأداء فريضة الحج، لتمكينهم من أداء شعائرهم بكل سهولة ويسر، ضمن أجواء تراعي السلامة والصحة للحجاج كافة، وهي لفتة كريمة أخرى من قيادة الإمارات نحو أسر شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الواجب، فكان التقدير والتكريم والإجلال من نصيبهم ونصيب ذويهم، وهل من تقدير أبلغ من الوقوف في بيت الله وزيارة الأماكن المقدسة وتأدية فريضة الحج.
هذه الانسيابية والمرونة في التنظيم وحسن التدبير ينظر إليها المرء نظرة إعجاب وتقدير، نظرة ملؤها الشكر للمملكة العربية السعودية التي وضعت أنظمة محكمة لاستقبال الحجاج، امتازت بسهولتها ومرونتها لتجنيب الحجاج أي مشقة أو إرهاق، وسهرت على راحة ضيوف الرحمن سهراً يدركه القاصي والداني
لقد حبا الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بشرف عظيم، شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام، وسخر لهم أناساً يقومون على خدمتهم ويسهرون على راحتهم، وما كان النجاح لموسم الحج أن يتحقق إلا بفضل من رب العالمين ومن ثم رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية حفظهما الله.
ومثل كل عام كان لتفاني رجال الأمن ومساندة منتسبي وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني الدور الكبير في تسهيل مناسك الحج وتيسير سُبل أداء الشعائر المقدسة وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن كي يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، وفي جو من الأمان والاطمئنان، ويلمس الحجاج ذلك منذ لحظة وصولهم إلى أرض المملكة وتنقلهم بين المشاعر المقدسة، حيث المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن ثم الوقوف في مشعر عرفات وفق خطة متقنة، ومن ثم النفرة إلى مزدلفة بكل انسيابية ليستكملوا بعدها مناسك حجهم حيث الانتقال إلى مشعر منى لرمي الجمرات، والتوافد إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة.
هذه الانسيابية والمرونة في التنظيم وحسن التدبير ينظر إليها المرء نظرة إعجاب وتقدير، نظرة ملؤها الشكر للمملكة العربية السعودية التي وضعت أنظمة محكمة لاستقبال الحجاج، امتازت بسهولتها ومرونتها لتجنيب الحجاج أي مشقة أو إرهاق، وسهرت على راحة ضيوف الرحمن سهراً يدركه القاصي والداني، وهو شرف عظيم لهذه البلاد المباركة قيادة وشعباً.
لقد تابعنا الإبهار الذي أحدثته المملكة الشقيقة عبر الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز الذي نظم واستضاف أكبر «هاكاثون» في منطقة الشرق الأوسط، حمل اسم «هاكاثون الحج»، بمشاركة آلاف المطورين من الجنسين. وجاء تنظيمه ليؤكد مواصلة المملكة العربية السعودية لجهودها في خدمة ضيوف الرحمن، واستقطاباً للعقول الرائدة في مجال البرمجة، لابتكار الحلول التقنية المساهمة في إثراء وتحسين تجربة الحجيج». كما تأتي هذه المبادرة الفريدة من نوعها في إطار التزام المملكة بتحفيز المناخ الابتكاري والتكنولوجي للوصول إلى الريادة الإقليمية والعالمية في مجالات التقنية الحديثة، ما يجعلها تقدم خدمة للعقول الشابة غير المستغلة، وفي الوقت نفسه تحقق ما استهدفته في رؤية 2030 من خلال دعمها هؤلاء الشبان.
ويشرفنا في موسم الحج لهذا العام 1439 هجرية، أن نرفع أجمل التهنئة وأصدق مشاعر التقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية -حفظهما الله-، لما يوليانه من رعاية وعناية للحجيج القادمين من كل البلاد، راجين من الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة بوافر الصحة والعافية لما شرفهما الله به من رفعة لشأن المسلمين وقاصدي الحرمين الشريفين.
كما نشيد خاصة بالجهود والأعمال الكبيرة التي تقدمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وبعثة الحج الإماراتية لخدمة حجاج دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التنسيق مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الشقيقة والجهود الكبيرة لتقديم التسهيلات اللازمة كافة لهم، وتوفير أوجه الرعاية والاهتمام كافة بهم وتقديم الخدمات المتكاملة.
لقد كانت راحة الحجاج والمعتمرين وتسهيل أداء المناسك تحتل مكانة مهمة لدى القيادة السعودية على مر الأزمان، حيث كان الاهتمام بها من استراتيجيات المملكة الشقيقة في المراحل كافة منذ تأسيس المملكة، إذ تشدد على مضاعفة الجهد والاستعداد لمواكبة أعداد القادمين من ضيوف الرحمن، وتحرص على أن تكون جميع الخطط والأهداف الخاصة بالجهات العاملة في الحج منسقة ومدعومة بكل ما يحقق نجاحها، من عاملين وآليات وإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وإن ما يحظى به الحاج من كريم الرعاية وحسن الاستقبال ووافر الخدمات، محل تقدير واعتزاز وفخر من جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يبارك الجهود والمساعي المبذولة لخدمة الحرمين الشريفين، وأن يعيد الحجاج إلى بلادهم سالمين غانمين بالأجر والثواب.
ونسأل الله تعالى أن يحفظ صاحب السمو خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله-، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله-، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وأن يديم عليهم نعمة الصحة والعافية، وأن يعيد هذه المناسبة المباركة على وطننا بالخير والأمن والرخاء.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة