إحصاء الحجاج.. جهود جبارة وتطور تاريخي ملحوظ
الهيئة العامة للإحصاء، المرجع الإحصائي الرسمي الوحيد فـي المملكة.
تعد الهيئة العامة للإحصاء، المرجع الإحصائي الرسمي الوحيد فـي المملكة، وذلك انطلاقا من نظام الإحصاءات العامة والمعلومات للدولة.
وخلال 47 عاماً بذلت الهيئة جهوداً كبيرة لتطوير أسلوب العمل والمنهج المتبع في جمع البيانات؛ سعياً وراء الوصول إلى أعلى درجات الدقة والشمول، إلا أن التطور الأهم كان ملازماً لعملية حصر حجاج الداخل مصنفين حسب جنسياتهم، التي بدأت المصلحة فيها من العام 1415هـ، كما أن استخدام وسائل التقنية الحديثة في عملية إحصاءات الحج أسهم، وبشكل مباشر، في سرعة استخراج النتائج وتخفيف العبء الملازم لإعداد التقارير اليومية التي ترسل من مراكز إحصاءات الحج إلى المركز الرئيسي.
وتعمـل الهيئة العامة للإحصاء، وبشكل مستمر ودوري، على تطوير الأساليب والمنهجيات والبرمجيات المتعلقة بجمع ومعالجة وتحليل ونشر البيانات لتحقيـق الشـمولية والموثوقيـة والآنية في مجال نشر البيانات، وكذلك من خلال استخدام وسائل تقنية متخصصة تسـهم فـي تقليص البعدين الزماني والمكاني اللذين قد يعوقان سرعة معالجـة البيانـات ودقتهـا، وسـرعة استخراج ونشر المخرجات المتوخاة أثناء تنفيذ عملية الحج.
وفي هـذا الإطـار، فقـد طبقـت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في عام 1433هـ أسلوباً حديثاً لجمع البيانات الميدانيـة، وذلك باستخدام أحدث التقنيات والبرمجيات المتعلقة بجمع البيانات آليًّا من خـلال اسـتخدام الأجهزة الكفية في عملية حصر الحجاج التي تتيح السرعة في الحصول على النتائج اليومية والإجمالية لعدد الحجاج، مصنفين حسب جنسياتهم ومراكز قدومهم والتوقيت الزمني للقدوم.
ومن ضمن الوحدات التي تستخدمها الهيئة "وحدة العد"، ويعد المحرم هو وحدة العد المستخدمة لهذه العملية؛ أي أن عملية عد حجاج الداخل تقتصر على الأشخاص المحرمين الذين يتم حصرهم فعلا في مراكز إحصاءات الحج على مداخل مدينة مكة المكرمة.
وفيما يخص نطاق وشمول العد، تشمل عملية الإحصاء جميع الأفراد السعوديين وغير السعوديين، ذكورا وإناثا، القادمين من داخـل المملكة إلى مدينة مكة المكرمة بقصد الحج، ولا تشمل عملية الحصر الحجـاج القـادمين مـن خارج المملكة؛ حيث يتم حصر هؤلاء من قبل المديرية العامة للجوازات عنـد منــافذ الـدخول للمملكة العربية السعودية.
ووفق أسلوب العد، يستخدم في هذه العملية أسلوب العد الفعلي الشامل لجميع فئات الحجاج، سـواء مـنهم حجـاج الداخل أو الخارج؛ حيث تقوم الهيئة العامة للإحصاء، وعـن طريـق مراكزهـا المنتشرة على مداخل مدينة مكة المكرمة، بالعد الفعلي لحجاج الداخل مصنفين حسب جنسياتهم.
وتتبع الهيئة أساليب متنوعة لتخفيـف الضـغط علـى المراكز الرئيسة في عد الحجاج عند مداخل مكة المكرمة؛ كإيجاد مراكز مساندة في كل من المدينة المنورة وجدة والطائف.
ونظرًا لأهمية نتائج إحصاءات الحج في مجال التخطيط وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، فإن الهيئة العامة للإحصاء تقوم بتنفيذ عملية إحصاءات الحج بشكل دوري سنوي؛ حيث تصــدر عنها نشرة سنوية تتضمن جميع البيانات الخاصة بأعداد الحجاج وتصنيفهم حسب الجنس والجنسية، وحســب تاريـخ القدوم.
وفيما يخص تقدير حجاج مدينة مكة المكرمة، تقوم الهيئة بتقدير عدد حجاج مدينة مكة المكرمة عن طريق مسح اُسري عيني تقوم بتنفيذه بشكل دوري، وتشتمل البيانات التي يتم جمعها: الجنسية بالتفصيل، والجنس، ووقت وتاريخ الحصر، ونوع السيارة المقلة للأفراد.
يشار إلى أن الهدف من إحصاءات الحج هو توفير معلومات دقيقة عن عدد الحجاج من الداخل،؟ لتشكل مع أعداد الحجاج القادمين من الخارج إجمالي عدد الحجاج، واستكمال جميع برامج الخطط المستقبلية لغرض تأمين الخدمات اللازمة لضيوف بيت الله الحرام؛ سواءً خدمات اجتماعية أو صحية أو أمنية أو غذائية أو مواصلات وذلك باستخدام سلسلة زمنية لبيانات دقيقة عن أعداد الحجاج، وتقدير القوى العاملة اللازمة لخدمة الحجيج والمحافظة على أمنهم وراحتهم خلال موسم الحج من كل عام.
وكذلك يتم استخدام المعلومات وأعداد الحجاج من قبل الأجهزة المعنية بدراسة التجهيزات والمرافق الأساسية في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأخـذها فـي الاعتبـار عنـد إعـداد الخطط اللازمة لذلك، ووضع الخطط المرورية السنوية اللازمة بما في ذلك خطة التصعيد والنفرة، وتوفير المعلومات الدقيقة عن إحصاءات الحج للباحثين والدارسين والمستفيدين المهتمين في هذا المجال، واستخدام المعلومات أعداد الحجاج في تقييم النشاطات والفعاليات التي تقوم بها الجهـات المعنية بخدمة الحجيج، والتعرف على التغير الحادث لطريقة القدوم بالنسبة لحجـاج الخـارج واسـتخدام طريـق القدوم بالنسبة لحجاج الداخل.