الحاجة زبيدة ترد على احتفاء أنجلينا جولي: "ربنا يخليكي لعيالك ويعلي مراتبك" (خاص)
لا ينقطع الحديث عن المسنة المصرية الحاجة زبيدة، بعد نجاحها في محو أميتها وتعلم القراءة والكتابة عن عمر يناهز 87 عامًا.
وبعد قرابة شهرين من ظهور قصتها على وسائل الإعلام، احتفت النجمة الأمريكية أنجلينا جولي بقصة الحاجة زبيدة وسعيها لمواصلة التعلم.
وشاركت أنجلينا صورة للحاجة زبيدة عبدالعال التي اجتازت اختبار محو الأمية، ضمن المبادرة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي في مصر تحت شعار "لا أمية مع تكافل".
وفي الصورة، تظهر زبيدة، وهي أم لـ8 أبناء وجدة لـ13 حفيدًا، جالسة على مقعد داخل إحدى مدارس مصر، وتخضع لاختبار محو الأمية، وشاهدها متابعو أنجلينا جولي عبر "ستوري" إنستغرام.
وأبدت الحاجة زبيدة سعادتها باحتفاء الممثلة الأمريكية بقصتها وكفاحها من أجل التعلم، مشيرة إلى أنها لا تعلم عنها شيئًا، لكنها علمت من المحيطين بقريتها الواقعة في محافظة المنوفية أنها ممثلة عظيمة.
الحاجة زبيدة ترد احتفاء أنجلينا جولي
وفي حديثها لـ"العين الإخبارية"، وجهت المسنة المصرية رسالة إلى أنجلينا جولي، متمنية لها الصحة والعافية والتوفيق في حياتها: "ربنا يخليكي لعيالك وتنبسطي بحياتك، ويديها الصحة والعافية ويعلي مراتبها".
وعرجت الحاجة زبيدة إلى الحديث عن دجاجها ومعازها، قائلة: "كنت قاعدة مع الفراخ والمعزتين، وجاء الناس ليخبروني بالممثلة الأمريكية، وقلت للفراخ اطلعي يا بت إنتي وهيا، والمعزتين بقولهم يلا يا واد أنت وهو".
وأبدت المسنة المصرية ارتباطها الشديد بالحيوانات والطيور: "بيسمعوا الكلام، وبكلمهم زي البني آدمين، وهما اللي قاعدين معايا في البيت، وما دام أنا صادقة معاهم وبجيب لهم الأكل بيسمعوا كلامي، زي ما بقولهم روحوا بيروحوا"، مشيرة إلى أنها كانت تربي كبشًا ونعجبة في حظيرتها: "أطلقت على الخروف صابر والنعجبة صابحة، وكانوا عايشين معايا في البيت، ومحدش واخد منها حاجة".
وعن أمنيتها في الحياة، قالت إحدى جارات الحاجة زبيدة لـ"العين الإخبارية" إنها تعيش على سجيتها، ولا تطلب من الدنيا الكثير، ورغم ذيوع صيتها وتواصل وسائل الإعلام معها وانتشار قصتها حول العالم لم يعرض عليها أحد القيام برحلة عمرة أو حج بيت الله، وهذه هو أمنيتها الأخيرة.
الحاجة زبيدة.. رحلة محو الأمية
وفي حديث سابق، كشفت الحاجة زبيدة لـ"العين الإخبارية" رحلتها مع محو الأمية، وكيف عارض والدها رغبتها في التعليم والالتحاق بالمدرسة، ومن بعده زوجها الذي ألزمها بالبقاء في المنزل.
وبعد وفاة والدها، حرصت الحاجة زبيدة على تعليم أخواتها الثلاثة: "الحمد لله أخواتي التحقن بالمدارس وحصلن على شهادة الدبلوم، وإحداهن عملت ممرضة، والثانية مدرسة، وأزواجهن متعلمون".
وبعد زواجها، أبدت المسنة المصرية رغبتها في تلقي التعليم، لكن زوجها لم يحقق حلمها وأصر على بقائها بالمنزل والتفرغ لرعاية الأبناء: "قررت الاهتمام بتعليم أبنائي، وجميعهم حصلوا على دبلومات فنية".
"لا أمية مع تكافل"
وبعد بلوغها هذه السن، وجدت زبيدة الفرصة سانحة لتحقيق حلمها، والتحقت بمبادرة "لا أمية مع تكافل" التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي المصرية في قرى مبادرة رئيس الجمهورية لتطوير قرى الريف.
وفي قريتها "دكما" التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تلقى الحاجة زبيدة تأييدًا وتشجيعًا من الأهالي لتحفيزها على استكمال رحلتها، وتقول: "أهالي القرية طيبون، ولم يضايقني أحد، بالعكس كلهم سعداء بي".
والسيدة المصرية هي أم لـ8 أبناء: 4 أبناء و4 بنات، ولها من الأحفاد 13، ومع ذلك لم تخبر أحدًا من أبنائها بنيتها في محو الأمية والالتحاق بالمدرسة، قائلة: "لم أخبرهم بشيء، هم في القاهرة وأحرار، وأنا هنا حرة".
وفي نهاية حديثها، دعت الحاجة زبيدة الجميع إلى مواصلة العلم، مشددة على أنه "لا أحد كبير على العلم، وأحمد الله أنني وصلت إلى هذه المرحلة، وجلست على (التختة) واجتزت الاختبار لأتأهل إلى الابتدائية".