عودة التوقيت الصيفي.. ماذا يعني تقديم ساعة المصريين 60 دقيقة؟ (خاص)
أعلنت الحكومة المصرية عودة التوقيت الصيفي الذي يقضي بتقديم ساعة المصريين 60 دقيقة، اعتبارًا من الجمعة الأخيرة من أبريل/نيسان المقبل.
وأرجعت الحكومة قراراها إلى "ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية، وسعيا منها لترشيد استغلال الطاقة"، ومن المقرر استمرار العمل به حتى الخميس الأخير من أكتوبر/تشرين الأول.
وينظر قطاع كبير من المصريين إلى التوقيت الصيفي باعتباره إرثا لحكومات عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وسط مخاوف من تأثيره على مواعيد الناس وقيام ووصول القطارات وغيرها من الخدمات.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، قال المتحدث باسم الحكومة المصرية نادر سعد إن 40% من دول العالم تطبق التوقيت الصيفي، وهي ليست دولا نامية، ومن بينها الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن مجلس الوزراء المصري يسعى إلى تحقيق أكبر قدر من ترشيد الطاقة بإعادة العمل بالتوقيت الصيفي، مشيرًا إلى أن الدراسات أثبتت أن تعديل التوقيت يوفر 10% من إجمالي استهلاك الطاقة.
وتسعى الحكومة المصرية إلى تخفيف الضغط على العملة الصعبة، خاصة الدولار، إذ تستورد ما يزيد على 100 مليون برميل وقود سنويا، وقال المتحدث إن توفير الوقود وتصدير الفائض منه سيوفر موردا دولاريا.
عملية نفسية
ويقول الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، إن التوقيت الصيفي هو في الحقيقة عملية نفسية، مؤكدا أنه يأتي لأهداف اقتصادية وترشيد استهلاك الطاقة.
وأضاف "شاكر" لـ"العين الإخبارية" أن نظام التوقيت الصيفي يمكن تحقيقه بطريقتين، إما إخبار الناس والموظفين بأن تبدأ العمل ساعة مبكرا، أو تقديم الوقت بمعدل 60 دقيقة، وهو ما لجأ إليه مجلس الوزراء.
وأردف: "التوقيت الصيفي يحقق الاستفادة من طول عدد ساعات النهار في فصل الصيف، لتقليل استهلاك الطاقة، ولذلك تحدده الحكومة أو متخذ القرار بفترة الصيف"، مشيرا إلى أن "حركة دوران الأرض تجعل عدد ساعات النهار أطول من الليل في الصيف، والعكس في الشتاء، ويحدث التساوي بين عدد ساعات الليل والنهار في الاعتدالين الربيعي والخريفي".
وأكد رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية أن "القرار نفسي، وهو متبع في أكثر من دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبعض الدول الأوروبية، وتكون له تأثيرات نفسية على المواطنين، خاصة في أول أيام تطبيقه، لكن سرعان ما يتعايش الناس مع المواعيد الجديدة".
الآثار النفسية للتوقيت الصيفي
بدوره، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن عودة التوقيت الصيفي قد تحدث "ربكة" في بداية تطبيقه، ومعظم المواطنين يكونون مرتبطين بمواعيد امتحانات وغيرها، وتقديم الساعة 60 دقيقة يحدث اختلالًا لدى البعض".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "الساعة البيولوجية للإنسان لا تتأثر بتقديم الساعة 60 دقيقة، ولو حدث تأثير فيكون محدودًا وغير مقلق، ولا يمكن للساعة البيولوجية أن تتأثر إلا بتغيير التوقيت في حدود 4 ساعات، وفي هذه الحالة قد يتأثر نوم الشخص ودرجة التركيز والوعي، لتراجع نسبة الدوبامين في المخ".
وأردف استشاري الطب النفسي: "الساعة الواحدة لا تحدث كل هذه التأثير، وفي حالة تقديم الوقت 60 دقيقة فالتأثير يقتصر على إرباك مواعيد الناس وزيادة القلق من التأخر على مواعيد العمل والامتحانات، وهذا يحدث في الأيام الأولى، وبعد ذلك تسير الأمور بطريقة طبيعية مع الاعتياد على المواعيد الجديد".
من جهتها، ترى الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع في مصر، أنه في حال تقديم الساعة لاستغلال طول النهار لن تستفيد الحكومة من شيء.
وقالت لـ"العين الإخبارية": "المواطن الذي يسهر الليل لا يرتبط بالساعة، وفي رأيي ترشيد استهلاك الطاقة ممكن يتم بتبكير مواعيد غلق المحلات التجارية، والطبيعي أن عدد ساعات النهار تزيد في فصل الصيف، سواء قدمنا الساعة أو لم نقدمها".
ولا تتوقع أستاذ علم الاجتماع أن يؤثر هذا القرار على الحياة اليومية للمصريين، لكنها تقول: "التوقيت الجديد قد يحدث إرباكا في بداية تطبيقه، وقد يربك حركة الطيران ومواعيد قيام ووصول القطارات وفروق التوقيت بيننا وبين الدول الأخرى".
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز