حاكم المطيري.. سيرة «مخزية» وسقوط في الهاوية
بعد عامين ونصف العام من صدور حكم ضده بالحبس في قضية أمن الدولة المعروفة إعلاميا باسم «تسريبات القذافي»، سقط حاكم المطيري في قبضة الأمن التركي.
سقوط في الهاوية، أعلن عنه حساب حاكم المطيري، الرسمي عبر منصة «إكس»، ليكتب فصلا جديدًا في محاسبة الإخواني الكويتي الهارب، على جرائمه ضد بلاده.
تلك الجرائم التي جاءت موثقة بالأدلة العينية غير القابلة للشك، دفعت محكمة الجنايات الكويتية، إلى إصدار حكم في إبريل/نيسان 2021، بالسجن المؤبد على حاكم المطيري، بتهم أمن دولة خطيرة أبرزها: «قلب نظام الحكم، والتخابر لصالح ليبيا ضد الكويت»، في قضية أمن الدولة المعروفة إعلاميا باسم «تسريبات القذافي».
فماذا نعرف عن «تسريبات القذافي»؟
في عام 2020، انتشرت تسريبات سرية من خيمة الزعيم الليبي الراحل، عرفت فيما بعد بـ«تسريبات الخيمة»، بينها مقطع مسجل للإخواني المطيري، يطلب فيه الدعم المالي معمر القذافي، من أجل بث القلاقل والاضطرابات في بلاده.
أحد هذه التسريبات كشف عن عرض قدمه المطيري إلى القذافي؛ بهدف زعزعة الوضع في دول الخليج، زاعما قدرته على استخدام القبائل في ذلك.
وبحسب المقطع الصوتي، فإن المطيري الذي طلب الدعم من القذافي لإسقاط أنظمة الحكم في السعودية والكويت، تحدث عن مزاعم -يراها هو- بشأن رغبة المجتمعات في تغيير الواقع، وتغيير الأسر الحاكمة في السعودية والكويت.
تسريب جاء بعد أيام من آخر كشف عن «تآمر» المطيري مع الزعيم الليبي الراحل، بهدف نشر «الفوضى الخلاقة»، في عدد من دول الخليج؛ بينها الكويت والسعودية والبحرين، و«استغلال الأوضاع في العراق والاستعانة بالمتطرفين وتأسيس جناح سري».
مخططات المطيري التي زعم قدرته على تنفيذها، تعهد القذافي بمساعدته في تنفيذها، بحسب التسجيل المسرب.
ورغم أنه لا يعرف على وجه الدقة توقيت تلك اللقاءات وسط ترجيحات أنها تمت عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إلا أن المطيري استمر في نفس دربه بالتآمر على دول الخليج، والتحريض ضد البرلمان العربي، الذي شن عليه هجومًا حادًا.
لكن من هو حاكم المطيري؟
ولد حاكم المطيري في الكويت في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1964. عمل أستاذًا للتفسير والحديث في كلية الشريعة بجامعة الكويت، إلا أنه استخدام من الدين مدخلا للشأن السياسي، فطوع الآراء الفقهية لخدمة مصالحه، ومصالح تنظيم الإخوان، الذي يعد أحد أبرز كوادره.
سبق له أن شغل منصب أمين عام الحركة السلفية في الكويت وحزب الأمة غير المعترف به، والذي شارك في تأسيسه، بهدف دعم أهدافه السياسية، التي وصلت إلى حد قلب نظام الحكم؛ أملا في أن يكون دور سياسي.
يتبنى المطيري أفكار تنظيم الإخوان، ويعد أحد داعمي الإرهاب؛ فورد اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 8 يونيو/حزيران عام 2017.
يعيش في تركيا ويدير شركة عقارية يمتلكها هناك، ويدير قناة عبر موقع يوتيوب يبث عبرها محاضراته في الإسلام السياسي، ويروج لأفكاره المتطرفة والشاذة.
يملك المطيري حسابا على منصة «إكس» (تويتر سابقًا) حوله إلى منصة للفتاوى الشاذة يكفر فيها من يشاء ويمنح صكوك الغفران لمن يشاء.
استخدم حسابه، في مهاجمة الدول العربية والخليجية، وعلى رأسها السعودية والكويت ومصر. ويُعرف المطيري نفسه بأنه الأمين العام لمؤتمر الأمة ومقره تركيا، ورئيس حزب الأمة غير المعترف به في الكويت منذ عام 2005.
استهدف السعودية بخطابه التكفيري؛ فإبان جائحة كورونا، اعتبر إجراءات المملكة لتعليق الصلاة في المساجد لأسباب صحية من الشرك بالله.
ألف المطيري كتاب «الحرية أو الطوفان» وكتاب «عبيد بلا أغلال» الذي يدعو من خلاله إلى ضرورة النفير والجهاد دون طاعة ولي الأمر.
على نهج جماعة الإخوان سار، فلم يترك فرصة إلا واستشهد فيها بكتابات عرابيه حسن البنا وسيد قطب، ماضيا في نهجهما التكفيري، الذي كان المورد الذي منه استقى تنظيما القاعدة وداعش آراءهما، لذا كانت آراؤه بمثابة صدى لأفكار التنظيمين الإرهابيين.
آراء توافقت مع توجهاته على أرض الواقع؛ فعمل كصراف آلي وأداة داعم، عبرها تُمول التنظيمات الإرهابية في سوريا وبلدان عربية أخرى.
ليس هذا فحسب، بل إن المطيري يعد معاونا مقربا من ممول «القاعدة» الإرهابي عبدالرحمن بن عمير النعيمي المدرج على لائحة عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 2004، كان حاكم المطيري أحد الأعضاء المؤسسين مع عبدالرحمن النعيمي لمؤسسة الكرامة وهي منظمة تأخذ من جنيف واجهة لها.
ومنذ عام 2006، خدم المطيري كعضو مجلس أمناء للحملة العالمية لمقاومة العدوان التي يرأسها النعيمي.
وفي عام 2011 وبعد قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، رثاه المطيري بنحو 30 بيتا من الشعر.
وعمل حاكم المطيري، منذ عام 2012، مع معاون «القاعدة» حجاج بن فهد العجمي، المدرج على لائحة عقوبات الأمم المتحدة ولائحة عقوبات الولايات المتحدة، ومع قائد «القاعدة» الأسبق محمد يوسف عبدالسلام في توجيه الدعم إلى تنظيم القاعدة في سوريا.
وفي الأعوام بين 2014 و2016، التقطت صور للمطيري في اجتماع مع النعيمي بعد إدراج الأخير على قائمة العقوبات كممول للقاعدة.