هرتسي هاليفي.. "فيلسوف" يقود الجيش الإسرائيلي
بعد أن ظل فترة طويلة المرشح الأوفر حظًا لقيادة الجيش الإسرائيلي، بات الجنرال هرتسي هاليفي القائد التالي لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
ورشح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس اليوم الأحد لقيادة قوات الدفاع الإسرائيلية، في منصب من المرتقب أن يتسلمه رسميًا في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن جانتس الذي تحدث إلى هاليفي لإيصال النبأ، قال عنه إنه "الضابط الأنسب من حيث الخبرة العملية الثرية التي يتمتع بها في مجموعة متنوعة من المجالات، وكذلك من حيث قدراته القيادية ونهجه في مختلف القضايا العسكرية، والتي أظهرها طوال سنوات خدمته".
فماذا نعرف عن هرتسي هاليفي؟
هاليفي (54 عاما) ترأس قيادة المنطقة الجنوبية خلال عدة جولات من القتال بين إسرائيل وعناصر في قطاع غزة بين 2018 و2019 ، وكذلك مديرية المخابرات العسكرية. وشغل مؤخرًا منصب نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وهو منصب محوري على الطريق إلى الصدارة.
وبحسب "تايمز أوف إسرائيل"، فإن تعيين هاليفي اعتبر غير تقليدي وخاصة وأنه يأتي قبل الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، مشيرة إلى أن الحكومات المؤقتة ابتعدت تقليديا عن تعيين مسؤولين في مناصب عليا.
وبموجب القانون، يجب فحص المرشحين لمنصب رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، فضلاً عن المناصب العليا الأخرى مثل مفوض الشرطة ومحافظ بنك إسرائيل، من قبل اللجنة الاستشارية للتعيينات العليا، بعدها يتم تثبيت المرشح في تصويت لمجلس الوزراء.
وسيصبح هاليفي رئيس الأركان رقم 23 للجيش الإسرائيلي، عندما يحل محل اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، الذي تنتهي ولايته في يناير/كانون الثاني 2023.
فيلسوف وقائد وحدة النخبة
وسُمي هاليفي المولود في القدس، على اسم عمه، وهو جندي مظلي أيضًا، قُتل في 7 يونيو /حزيران 1967. ويعيش هاليفي في بلدة كفار عورانيم الواقعة على حدود الضفة الغربية بالقرب من مدينة موديعين.
وهاليفي هو زوج وأب لأربعة أطفال، وحاصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية، ودرجة الماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة.
بدأ هاليفي خدمته العسكرية عام 1985 وانضم إلى لواء المظليين، وبعد الانتهاء من دورة تدريب الضباط وقيادة سرب، انتقل إلى وحدة استطلاع النخبة "سايرت ماتكال"، وأصبح قائدها في عام 2001.
وتدرج بالمناصب في وحدة قيادة الأركان بالجيش الإسرائيلي في الفترة ما بين 2001 و2004، وفي الفترة بين 2005 وحتى 2007 عين قائدا للواء بالجيش الإسرائيلي عمل بمنطقة جنين في شمالي الضفة الغربية، وحتى العام 2009 عين قائدا للواء المظليين بالجيش الإسرائيلي.
تدرج في المناصب
وشارك هاليفي في عملية "اللدغة السامة" التي تم فيها اختطاف القيادي في حزب الله مصطفى الديراني، وكان مساعدا لقائد كتيبة المدرعات في العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة "الرصاص المصبوب" في الفترة بين عامي 2008 و2009.
وفي 2009 -2011 شغل منصب رئيس قسم العمليات التشغيلية في وحدة إسرائيلية متخصصة بمتابعة ورصد جميع وسائل الإعلام العربية، في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان".
وفي عام 2011 تم تعيينه قائداً لقسم 91 "الجليل" المسؤول على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا، وفي العام 2012 عين قائداً لوحدة قيادة الأركان "سيريت ميتكال" إلى أن عين في العام 2014 قائداً لكلية القيادة والأركان في الجيش، وفي العام 2014 وافق وزير الدفاع آنذاك موشي يعلون على تعيينه رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية خلفاً لأفيف كوخافي.
حياة عسكرية
وقضى هاليفي معظم حياته المهنية في سلاح المدرعات وقاد اللواء المدرع السابع. وشغل عددًا من المناصب الرئيسية في قيادة القوات البرية قبل أن يعمل كمساعد عسكري لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وهو منصب رئيس عمل فيه كمستشار للشؤون العسكرية والاستخباراتية.
وفي مقابلة عام 2013 مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قال هاليفي إنه وجد دراساته الفلسفية أكثر فائدة بكثير من إدارة الأعمال في الجيش، مضيفًا: "اعتاد الناس أن يقولوا لي إن إدارة الأعمال هي من أجل الحياة العملية والفلسفة للروح، إلا أنني وجدت على مر السنين أن الأمر عكس ذلك تمامًا - لقد استخدمت الفلسفة بشكل عملي أكثر".
وقالت في المقابلة التي كانت قبل ما يقرب من عقد من الزمان إن هاليفي يُعتبر مرشحًا بارزًا لقيادة الجيش يومًا ما كرئيس للأركان.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز