عاشقة تصوير الحياة البرية المغربية لـ «العين الإخبارية»: رحلة شغف تقود للأسرار
حليمة بوصديق، مغامرة تعشق فن التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية ومن خلاله تقوم بتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة.
شغف التصوير والتوثيق وحب الطبيعة جعلا حليمة بوصديق تقتحم عالم التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية (الحيوانات والنباتات).
عشق الطبيعة
بوصديق، هي أول امرأة مغربية تخوض غمار توثيق الحياة البرية في الأوساط الطبيعية، وتعتبر أيضا من رائدات تصوير الحياة البرية في الوطن العربي وهن قلائل.
عرفت بكونها مغامرة من الطراز الأول، فهي أول امرأة تجازف بحياتها من أجل توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي.
تقول إن عشقها للطبيعة والطيور بمختلف أنواعها مكنها من تحدي الصعاب والتسلح بروح المبادرة والمثابرة من أجل تحقيق أحلام الطفولة.
- لعشاق المغامرة.. هذه هي أفضل دول العالم للتعرف على الحياة البرية
- 5 وجهات سياحية لعشاق "ناشيونال جيوجرافيك".. سحر الحياة البرية
حلم الطفولة يتحقق
تقول حليمة في حديث مع "العين الإخبارية": "لطالما أحببت مشاهدة البرامج الوثائقية التي توثق حياة الحيوانات والأوساط الطبيعية، وكنت أقضي أوقات الفراغ في الغابات وكل المناطق البرية لعشقي الكبير لهذا الميدان".
ولم تخف حليمة عشقها الطفولي للطبيعة، فهي منذ نعومة أظفارها كانت تحب الذهاب إلى القرية للاستمتاع بجمال النباتات وتراقب الحيوانات عن بعد.
كبرت حليمة، وكبر معها حلم التوغل في الأدغال وركوب الصعاب من أجل تحقيق كل ما كانت تصبو إليه منذ الطفولة، فقادها شغفها إلى متابعة دراستها لتصبح أستاذة تدرس مادة علوم الحياة والأرض، وتنخرط في تأسيس أندية بيئية تعليمية بمدينة مراكش (جنوب المملكة)، وأسست الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية.
وفي هذا الصدد، تحكي حليمة لـ "العين الإخبارية" أنها تجد متعة في التقاط الصور عن قرب، لا تخاف ولا تهاب من أنياب الحيوانات والطيور المتوحشة، بل ألفت هذا العالم.
وتضيف المغامرة ذاتها، أنها أخذت على عاتقها توظيف فن الصورة لنشر الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها من خلال إطلاق الجمعية لبرامج داخل الأنذية البيئية بالمؤسسات التعليمية.
وأفادت بأنها تنشط في مجال حماية البيئة منذ الثمانينيات، بعدها اختارت مجال التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية.
رحلة الشغف
كما لم يتوقف طموحها في التقاط الصور فقط، بل انخرطت في مجموعة البحث لأجل حماية الطيور وأصبحت عضوا بمجلسها الوطني، وشرعت في عرض الصور التي تلتقطها في معارض وفي مقاهي أدبية، حيث تعرض مجموعةً من الصور توثق تجربتها بالمقهى الأدبي بمراكش تحت عنوان "رحلة الشغف للكشف عن أسرار البراري هنا وهناك" يتضمن حوالي مئة صورة مختارة من ضمن آلاف الصور التي التقطتها في متنزهات ومحميات طبيعية من بلدان مختلفة.
وأشارت بوصديق إلى أن "الهدف من المعرض تثمين التراث الطبيعي في المغرب، ونشر قيم الجمال والوعي بضرورة احترام البيئة، والانخراط في المحافظة عليها".
وتقول: يواجه مصور الحياة البرية مخاطر متجددة، فهو غالبا ما يمارس هذه الهواية في مناطق وعرة، كما قد يصادف في بداياته الأولى طرائف متعددة.
وتضيف أن ممارستها تصوير الحياة البرية جعلتها تعيش في انسجام تام مع عناصر المنظومات البيئية التي تُحقّق لها راحة نفسية وسكينة داخلية، وتزودها بالطاقة الإيجابية الكافية لمواجهة ضغوطات الحياة اليومية.
أفادت الفوتوغرافية، أن رحلاتها في السنوات الماضية أي في الثمانينيات والتسعينيات كانت أكثر متعة، لكن اليوم تشعر بحزن كبير على ما لحق بالطبيعة والموارد، حيث تقول إن أغلب المناطق الرطبة في مختلف مناطق المملكة جفت بسبب الاستعمال غير المنظم للموارد المائية وجشع الإنسان، ما ساهم في اختفاء العديد من المناطق الرطبة والطيور المهاجرة.
الوصول إلى العالمية
شغف وحب التوثيق الفوتغرافي في الأوساط البرية، لم يقتصر داخل الوطن (المغرب) بل تعداه ليصل إلى العالمية، فقررت بوصديق اقتحام هذا العالم تصوير الحياة البرية بتوثيقها للحيوانات والنباتات بمختلف ربوع الوطن ثم بمختلف الدول المعروفة بغناها من حيث التنوع الإحيائي كالسنغال المتنزه الوطني (دجودج) والهند (المتنزه الوطني كيولايو غانا) وموريتانيا (المتنزه الوطني دياولين) وفرنسا (محمية كامراغ) وكينيا (المتنزه الوطني ماساي مارا).
وخلصت بوصديق إلى أن الجمع بين الشغف وروح المغامرة، هو السبيل إلى طريق النجاح.. قائلة "الكاميرا هي وسليتي للتحسيس بأهمية الحياة البرية وقضايا البيئة وستظل سلاحا للدفاع عن البيئة".