كارثة الهالوين.. حداد عام بسول وشهادات مروعة من قلب "التدافع المميت"
عشرات الجثث منتشرة على الرصيف وأخرى على نقالات، مشاهد "حزينة" من حادث التدافع "المأساوي" الذي وقع في سول، وأدى إلى مقتل وإصابة المئات.
وسرعان ما تحولت احتفالات الهالوين إلى مأساة ليلة السبت في عاصمة كوريا الجنوبية سول، بعد أن تجمعت الحشود في وسط زحام مميت، ما أدى إلى وفاة 151 شخصًا وإصابة 85 بينهم 19 ما زالوا في حالة حرجة، بحسب آخر حصيلة نشرتها وكالة الإطفاء الوطنية صباح اليوم الأحد.
وفيما كان معظم الضحايا في العشرينات من العمر، لقي تسعة عشر أجنبيا (لم تكشف جنسياتهم) مصرعهم، بينما تلقت حكومة سول تقارير عن 270 شخصًا في عداد المفقودين، وفقًا لوكالة "يونهاب".
وأكدت الوكالة، أن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أعلن اليوم الأحد حدادا عاما بعد حادث التدافع، قائلا إنه من المؤسف للغاية رؤية مثل هذه الكارثة تحدث في قلب سول.
واحتفالات هالوين هذا العام هي الأولى في كوريا الجنوبية منذ جائحة كورونا، والتي أجبرت فيها السلطات، الكوريين الجنوبيين على وضع كمامات خلال حضور فعالياتها في الهواء الطلق.
احتشاد الآلاف
واحتشد الآلاف في شوارع ضيقة للاحتفال بعيد هالوين، بحسب السلطات التي قالت إن حادث التدافع وقع قرب فندق هاميلتون في منطقة إتايوان النابضة بالحياة ويعتقد أن عددا كبيرا من الأشخاص دخلوا إلى زقاق ضيق بجوار الفندق، وفق يونهاب.
وقال المسؤول في الدفاع المدني تشوي سونغ بوم إن التدافع وقع قرابة الساعة العاشرة ليلا (23,00 ت غ)، وقد لقي الكثير من الضحايا مصرعهم دهسا، مضيفا: "العدد الكبير من الضحايا هو نتيجة تعرض كثيرين للدهس خلال احتفالية هالوين".
وفي مقابلة مع محطة "واي تي ن" المحلية، وصف الطبيب لي بيوم ساك الذي قدم إسعافات أولية للضحايا مشاهد المأساة والفوضى، قائلا: "عندما حاولت إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمرة الأولى، كانت هناك ضحيتان ملقيتان على الرصيف".
وأضاف: العدد تزايد بعد فترة وجيزة ليفوق عدد المستجيبين الأوائل في مكان الحادث (..) جاء العديد من المارة لمساعدتنا في الإنعاش القلبي الرئوي، متابعًا: "يصعب وصف الأمر بالكلمات... كانت وجوه الكثير من الضحايا شاحبة. لم أتمكن من رصد نبضاتهم أو أنفاسهم. وعندما حاولت الإنعاش القلبي الرئوي، خرج دم أيضا من أفواههم".
شهادات "مروعة"
ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن شاهد لم تحدد هويته قوله إنه رأى ضحايا يدهسون حتى الموت، مضيفًا: "تكوم الناس بعضهم فوق بعض. كان البعض يفقد وعيه تدريجا بينما بدا البعض ميتا في تلك المرحلة".
ودعا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول المستشفيات للاستعداد لاستقبال المصابين، فيما قرر رئيس بلدية سيول، أوه سي هون، قطع زيارته لأوروبا والعودة إلى البلاد، حسب ما نقلت الوكالة عن مسؤولين في البلدية.
البلجيكية المقيمة في سول والتي وقعت وسط الفوضى بابيت فاندرهاغن، قالت: "اعتقدنا أننا سنموت لأن هناك الكثير من الناس".
وقال شاهد في العشرينات من عمره لوكالة "يونهاب" للأنباء: "عندما سقط من كانوا في المقدمة تعرض من كانوا في الخلف للدهس".
وعثرت السلطات على معظم القتلى بالقرب من الركن الشمالي الغربي من فندق هاميلتون في شوارع ضيقة للمشاة في المطعم الرئيسي ومنطقة البار في إتايوان، في منطقة يونجسان بوسط سول.
وتم نقل المصابين إلى مستشفى جامعة سونشونهيانغ، والمركز الطبي الوطني، وجامعة إيوا النسائية، ومستشفى موك دونغ، ومستشفى كانجبوك سامسونج، فيما أرسل العشرات الذين تم الإعلان عن وفاتهم في مكان الحادث لأول مرة إلى صالة ألعاب رياضية قريبة حتى تتمكن المستشفيات من التركيز على المصابين.
وقال أحد الشهود: "كان الناس يقاتلون من أجل المغادرة والناس يقاتلون من أجل الدخول"، مضيفًا: الناس كانوا بالفعل في حالة من الذعر، والبعض الآخر يبكي.
وفي الخامسة من صباح يوم الأحد، كانت المنطقة مليئة بقطع من الملابس وبقايا أزياء الهالوين. وكان رجل كوري يبحث بشكل محموم عن أخته، فيما كان ممثلو إحدى السفارات يبحثون عن مواطن.
عزاء "حار"
وأرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن تعازيه إلى سيول السبت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة "إلى جانب" كوريا الجنوبية بعد التدافع المميت.
وقال بايدن في بيان: "نشعر بالحزن مع شعب جمهورية كوريا ونقدم أصدق تمنياتنا بالشفاء العاجل لجميع المصابين"، مضيفا ان الولايات المتحدة "تقف إلى جانب جمهورية كوريا في هذه المأساة".
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان عبر تويتر إن "التقارير الصادرة من سيول مفجعة"، مضيفًا: "نفكر في كل من فقدوا أحباءهم ونأمل في الشفاء العاجل للمصابين. الولايات المتحدة مستعدة لتزويد جمهورية كوريا أي دعم تحتاج إليه".
بدوره، عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده "الصادق"، مضيفا "فرنسا تقف إلى جانبكم".
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز