حتى هذه المقولة الشهيرة لجوزيف غوبلز وزير الدعاية والإعلام للنظام النازي في عهد هتلر لن تنجح مع رئيس الوزراء وزير خارجية الدوحة السابق
حتى هذه المقولة الشهيرة لجوزيف غوبلز، وزير الدعاية والإعلام للنظام النازي، في عهد هتلر لن تنجح مع رئيس الوزراء وزير خارجية الدوحة السابق حمد بن جاسم، الذي ظهر في مقابلة متأخرة للحديث عن الأزمة القطرية التي شارفت على إكمال شهرها الخامس.
يبدو أنه كان بحاجة إلى كل هذه المدة للاستعداد لهذا الكم الهائل من الخداع المليء بالتناقضات التي اعتدناها دائماً من النظام القطري، فما إن بدأ اللقاء المعد مسبقاً بما فيه من أسئلة ومواضيع ورسائل؛ حرص بن جاسم ومن معه على إيصالها والتركيز عليها حتى انهالت الأكاذيب المغلفة بأسلوب مزيف، ظاهره المظلومية والالتزام بالأخوة والمصير المشترك، وفي حقيقته إنكار متعمد لما أصبح معلوماً لدى المواطن القطري قبل غيره من أبناء مجلس التعاون، من تآمر موثق بالأدلة والبراهين التي اعترف بها حمد بن جاسم بنفسه، وإنْ مع نسخة محرّفة تتوافق مع التبريرات التي ساقها للتهرب من الاعتراف بكل هذا الحقد المبيت على دول الخليج وقادتها ومواطنيها.
الرياض، أبو ظبي، المنامة، القاهرة عواصم خليجية وعربية فاعلة، حرص المسؤول القطري السابق على كيل الاتهامات لها وتبرير موقفها من الدوحة "بالغيرة من نجاحها، والدور الإقليمي المتنامي لها"، وفي هذا استغباء لمن يعلم واقع التنمية في المدن القطرية التي لا تتوافق مع الصورة التي حرص نظام الحمدين على تلميعها بالرشاوى وشراء الذمم.
لفتني وصف ابن جاسم في إحدى إجاباته إيران بأنها دولة عظمى – حسب ما يراها هو - وأن "قطر لا تستطيع الوقوف في وجهها"، وهنا أقول له: إذا كانت الدوحة غير قادرة على المشاركة في التصدي للتوغل الإيراني في منطقتنا العربية فلتترك ذلك لمن يستطيع.. لتترك ذلك للبحرين مثلاً التي رغم مساحتها الجغرافية الأصغر بكثير من قطر إلا أنها بعزيمة أبنائها ووحدتهم، وقفت في وجه طهران التي يطالب الشيخ حمد بإقامة علاقة متميزة معها؛ بل وتشكيل تحالف يشملها على الرغم مما يعلمه يقيناً من نواياها السيئة التي لم ولن تتغير.
الرياض، أبو ظبي، المنامة، القاهرة عواصم خليجية وعربية فاعلة حرص المسؤول القطري السابق على كيل الاتهامات لها وتبرير موقفها من الدوحة "بالغيرة من نجاحها والدور الإقليمي المتنامي لها" وفي هذا استغباء لمن يعلم واقع التنمية في المدن القطرية التي لا تتوافق مع الصورة التي حرص نظام الحمدين على تلميعها بالرشاوى وشراء الذمم
كان واضحاً حرص (حمد رقم 2) على تلميع صورة الشيخ تميم، والإشادة بدوره في إدارة الأزمة – التي كان هو أحد أركانها - ومع اختلافنا معه في ذلك عطفاً على الوضع القطري الراهن بعد أشهر من المقاطعة، إلا أن هذا هو السبب الوحيد الذي منحه الضوء الأخضر للظهور في القناة الرسمية بدلاً من قناته الجزيرة التي تغرق هي الأخرى، بعد أن أثبتت بأنها مجرد أداة لإثارة الفتن ودعم جماعات التخريب في بلداننا تحت شعار الرأي والرأي الآخر.
بهذه المقابلة.. بدأت الدوحة في المرحلة الأخيرة من حرق ما تعتبره كروتاً رابحة تتمثل في تدوير أشخاص مستهلكين ومنتهي الصلاحية، والاستعانة بهم مجدداً بعد أن تم تغييبهم عن الساحة السياسية وكأنهم صفحات قد طويت بما فيها من مؤامرات ودسائس، يبدو أن النظام القطري لا يدرك بأن التاريخ لا يرحم، وأن الشعوب لا تغفر لمن سعى في خرابها وعمل على تقسيمها لكي تكون بحجم دولته الصغير لا في المساحة فقط، بل في المكانة التي لن تخولها أبداً الوقوف في وجه الكبار.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة