بحكومة طوارئ.. هل ينجو نتنياهو من "طوفان" العزل؟
قد يطيل "كابينت الحرب" عمر حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه قد لا يمنحه طوق نجاة من "طوفان" العزل لاحقا.
هكذا يعتقد مراقبون للتطورات المتسارعة في إسرائيل على وقع "طوفان الأقصى"، العملية التي أطلقتها حركة حماس وانضمت إليها فصائل فلسطينية أخرى، وأدخلت إسرائيل في حالة حرب.
فحكومة الطوارئ التي اتفق نتنياهو مع عضو المعارضة بيني غانتس على تشكيلها خلال الحرب الراهنة مع غزة، لن تدوم طويلا، وستنتهي بنهاية النزاع، لتعود إسرائيل إلى روتينها السياسي السابق.
وستضم حكومة الحرب نتنياهو وغانتس ووزير الدفاع الحالي يوآف غالانت وسيكون كل من القائد السابق للجيش من حزب غانتس غدي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مراقبين.
ووافق نتنياهو على تجميد الإصلاح القضائي المثير للجدل والذي أحدث انقساما داخل الدولة واستدعى خروج احتجاجات وصفت بأنها واحدة من أكبر الاحتجاجات في الدولة العبرية.
كما "لن يتم خلال الحرب تقديم أي مشاريع قوانين أو اقتراحات ترعاها الحكومة لا علاقة لها بالحرب".
لكن ماذا بعد انتهاء الحرب؟ هل ينجو نتنياهو؟
مفاجآت
سيكون لحيثيات الحرب الراهنة ونتائجها تأثير كبير في حسم عمر حكومة نتنياهو، وهو أمر يظل بالغ الضبابية في ظل ما يعتبره خبراء إخفاقا أمنيا كبيرا أحرج تل أبيب ومنح حماس إمكانية الضرب بقوة في العمق الإسرائيلي.
وفي تقرير لها، اعتبرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن الصورة التي سعى نتنياهو لتصديرها عن نفسه باعتباره "رجل الأمن" تبدو فى حالة يرثى لها، معتبرة أن رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي عن السلطة سيحدث حتى لو لم تطالب المعارضة بذلك حتى الآن.
ورغم الأزمة التي كشفت فشلا أمنيا واستخباراتيا، قال زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد: "أنا لا أتعامل الآن مع من يقع عليه اللوم أو لماذا فوجئنا.. إنه ليس الوقت، وليس المكان."
لكن أميت سيغال، كبير المعلقين السياسيين في القناة 12 الإسرائيلية، اعتبر أن "نجاة حكومة نتنياهو من هذه الحرب ستكون هي المفاجأة" وقال لـ"سي إن إن" إن ذلك "سيشكل سابقة وطنية".
وأضاف سيغال "لقد علمنا التاريخ الإسرائيلي أن كل مفاجأة وأزمة أدت إلى انهيار الحكومة" مشيرا إلى أن ذلك هو ما حدث مع غولدا مائير بعد حرب أكتوبر 1973 ومع مناحم بيجين فى حرب لبنان الأولى 1982 ومع إيهود أولمرت فى حرب لبنان الثانية 2006.
وأوضحت "سي إن إن" أن المرة الأخيرة التى فشلت فيها الاستخبارات الإسرائيلية إلى هذه الدرجة ومع كل هذه الخسائر البشرية كانت فى حرب أكتوبر قبل خمسين عاما.
على الأشواك
من جانبه، قال يوهانان بليسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إن الوضع فى حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 كانا مختلفا.
وأضاف "لقد تفاوضنا على السلام مع الرئيس المصري أنور السادات بعد بضع سنوات، بدعم من الأغلبية في الكنيست.. لكن لن نتفاوض على أي سلام مع حماس. إنها لعبة مختلفة تمامًا."
ومع ذلك فإن إجراء أى نوع من المفاوضات ربما من خلال وسطاء مثل مصر يبدو وكأنه أمر لا مفر منه، فرغم الغارات الإسرائيلية على غزة والحصار الكامل المفروض على القطاع والاستعداد لغزو بري، يحتاج نتنياهو لإيجاد طريقة لتحرير الرهائن الإسرائيليين، وفق المصدر نفسه.
وبعد 10 أشهر من مواجهة الاحتجاجات ضد إصلاحه القضائي المثير للجدل، والانقسام، فضلا عن قضية الفساد التي تلاحقه، يبدو نتنياهو في أضعف أوقاته وربما لن يستفيد من إعادة توحيد إسرائيل بعد هجوم حماس.
وقال بليسنر، الذي يخدم أيضًا في احتياطيات القوات الخاصة الإسرائيلية، حيث يعمل برتبة رائد:" آخر ما يشغل الإسرائيليين الآن هو الحياة السياسية لنتنياهو".
وضع مختلف
وتابع: إذا كان نتنياهو قد واجه الاستبعاد أكثر من مرة ليعود بعدها ليهزم خصومه، فإن الوضع هذه المرة يبدو مختلفًا بعدما أُجبر على خوض حرب لم يخترها من البداية وهي الحرب التي باغتته وهو مشتت بقضايا أخرى.
وستكشف الأيام وربما الأسابيع المقبلة عما إذا كان نتنياهو قادرا على القضاء على حماس وعما إذا كان قادرا على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجنبه أي دعوات للتنحي.
وعلى المدى القصير قد يحدث "تهميش" للعناصر التي يصفها لابيد بأنها الأكثر "تطرفا" و"اختلالا" في ائتلاف نتنياهو.
ومع ذلك. فإن هذه الأفكار قد تستمر حيث تسببت حالة الصدمة والغضب من الهجوم المفاجئ في جعل الناخبين الإسرائيلين منفتحين على أفكار أكثر تطرفا.
وقال بليسنر "ستتوقع شريحة معينة من السكان رداً قاسياً للغاية، إما نحن وإما هم".
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز