«حماس» تنكأ جرح الرهائن بمقطع جديد.. ونتنياهو في مرمى الرسائل

بمقاطع فيديو لرهائن إسرائيليين، اختارت السبت يومًا لنشرها، تغازل حركة حماس عائلات الرهائن، محاولة في الوقت نفسه الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار.
آخر تلك المقاطع، التي تتعمد «حماس» نشرها يوم السبت، وهو اليوم الذي يشهد أسبوعيا أوسع الاحتجاجات للمطالبة باتفاق يعيدهم من غزة، ذلك المقطع، الذي نشرته كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، الذي ظهر فيه ألكانا بوحبوط وكأنه يتواصل مع عائلته، ويشكو لهم، واحدا تلو الآخر، من تجاهل الحكومة الإسرائيلية لقضية الرهائن.
بوحبوط، الذي ظهر في حالة نفسية وجسدية متردية، قال: "أنت ترى كيف تتصرف الدولة تجاهي".
وأضاف: "يا زوجتي الرائعة.. أنصتي لي.. كيف حالك؟ أردت أن تعرف أنني أحلم فيك كل يوم وليلة وفي كل ساعة. وأنا مهووس لرؤيتك. أنا أراكي أنتِ وابني في أحلامي. أنا أراكم طيلة الوقت. أنتِ بطلة، واصلي عمل كل شيء من أجلي. لا تتوقفي وواصلي العمل من أجلي".
وتابع: "أنا أريد أن تعرفي أنني توجهت إلى الجميع. توجهت إلى الدولة وإلى الحكومة وإلى نقابة العمال العامة. وأنا أتوجه أيضا إلى الجيش. ولقد سمعتم أنهم أيضا يوقعون على عرائض لوقف الحرب ولإطلاق سراحنا. أنا أدرك أنهم يهتمون بمواطنيهم أكثر من الحكومة".
وأردف في إشارة إلى ابنه: "أعطيني رام أريد التحدث معه أريد أن يسمع صوتي. رام كيف حالك يا عزيزي. حافظ على والدتك أنت الآن رجل البيت. بالتأكيد أنت لقد لبست ملابس جميلة يوم العيد. جدك وجدتك بالطبع هم يفتخرون بك. أردت أن تعرف أنني أعلم أنك بعد شهر ونصف من الآن ستحتفل بعيد الميلاد الـ5 سنوات".
وأشار وهو يجهش بالبكاء إلى: "أردت أن تعلم أنني وددت تربيتك وجعلك مواطنا صالحا مثل والدك. وأن تساهم بأعمال دون مقابل. ولكن أنت ترى كيف الدولة تتصرف تجاهي".
وتضمنت الرسالة مناشدة طلب إيصالها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فعندما تحدث مع شقيقه أوريئيل قال "أخي أوريئيل أنديكوف، اعلم أنني أحبك وأفتقدك بشدة. أخي أريد أن تذهب إلى البيت الأبيض. واطلب التحدث إلى السيد الرئيس ترامب. أنت مواطن أمريكي سيستمع لك، اسأله عن وعده للرهائن، وتوسل إليه أن يخرجني من هنا، واصطحب زوجتي معك، ولا أريدك أن تتأخر".
رسالتان
والفيديوهات تحمل رسالتين؛ الأولى إيجابية والأخرى سلبية، فهي من ناحية دليل حياة للرهينة بما يطمئن عائلات الرهائن بأن أبناءهم ما زالوا على قيد الحياة، أما السلبية فهي غالبا ما تتعلق بحالتهم الصحية أو النفسية المتردية.
وتغضب الفيديوهات عائلات الرهائن وتفاقم من مخاوفها على مصيرهم فتتحرك من أجل ممارسة المزيد من الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.
هل تأبه حكومة نتنياهو؟
لكن، ومن خلال التطورات في الأسابيع الماضية، فإن الحكومة الإسرائيلية كثيرا ما لا تأبه لردود فعل العائلات فتصعد عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
ومع تصاعد العمليات العسكرية في غزة فإن المواطنين المدنيين يدفعون ثمن هجمات جوية كثيفة تؤدي إلى مقتل العشرات وأحيانا المئات منهم.
تقاطع المطالب
تأتي الرسالة في وقت تتقاطع فيه مطالب حركة "حماس" مع مطالبة العائلات للحكومة بإبرام اتفاق يعيد جميع الرهائن ولو على حساب وقف الحرب.
وقبل يومين عرض خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض في حركة "حماس" وزعيم الحرة في غزة: "استعداد الحركةِ للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، بحيث يتم إطلاقُ سراحِ جميعِ الأسرى لدى المقاومة، وعددٍ متفقٍ عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابلَ الوقفِ التامِ للحربِ على شعبِنا، والانسحابِ الكاملِ من القطاع، مع بدء الإعمارِ وإنهاءِ الحصار".
ويريد نتنياهو عودة جميع الرهائن، لكن ليس على حساب وقف الحرب والانسحاب من غزة الذي من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحزب "القوة اليهودية" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من الحكومة.
ومن شأن انسحابهما من الحكومة سقوطها والتوجه إلى انتخابات مبكرة وهو آخر ما يريده نتنياهو.
العائلات تقول كلمتها
وكانت العائلات دعت إلى احتجاجات واسعة مساء اليوم السبت، للمطالبة باتفاق يعيد جميع الرهائن ولو على حساب وقف الحرب.
وفي مؤتمر صحفي في تل أبيب تابعته "العين الإخبارية"، قالت عيناف تسينغاوكر في رسالة العائلات: "منذ أشهر ونحن ننادي بأن الطريقة الوحيدة لإعادة الجميع هي من خلال اتفاق ينهي الحرب. هذه هي إرادة الشعب والمصلحة الإسرائيلية. لكن نتنياهو يرفض إنهاء الحرب لأسباب شخصية ويدفن الرهائن في الأنفاق".
وأضافت: "من المنتظر أن يدلي رئيس الوزراء ببيان الليلة، ونحن نطالبه بالإجابة على الأسئلة التالية: لماذا لم تكن هناك حتى هذه اللحظة أي مبادرة إسرائيلية لإعادة الجميع دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب؟ ولماذا خدعتم الشعب بأكمله عندما أتيتم باتفاق شامل ثم فجرتموه قبل المرحلة الثانية عندما عدتم للقتال؟".
وتابعت: "أنا أدعوك من هنا مرة أخرى - أولاً المختطفين، إنهاء الحرب، وإعادة الجميع في ضربة واحدة! الأحياء والأموات - كلهم الآن".
رسالة إلى ترامب
أما يهودا كوهين فقال: "ننتقل من هنا إلى الرئيس ترامب: السيد الرئيس المحترم، لقد فشلت التجربة، لقد قادك نتنياهو وجميعنا إلى طريق لا يؤدي إلى أي مكان، إن انفجار الاتفاق قبل المرحلة الثانية واستئناف الحرب - لم يعد الرهائن، إن زيادة الضغوط العسكرية على حماس لم تجعلها أكثر مرونة، وتستمر حماس في الإصرار على نفس الشرط الذي طالما تمسكت به: إعادة الجميع مقابل إنهاء الحرب".
وأضاف في رسالته إلى ترامب: "نتنياهو باعك الأكاذيب، إن الطريقة الوحيدة لإعادة الجميع بسرعة، الأحياء لإعادة تأهيلهم والساقطين للدفن، هي من خلال اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإعادة الجميع بضربة واحدة".
وتابع: "السيد الرئيس المحترم، يؤدي الضغط العسكري المتزايد إلى تعريض الرهائن الأحياء لخطر الموت، والرهائن الموتى لخطر الاختفاء، وقد تم حتى الآن قتل 41 رهينة نتيجة الضغوط العسكرية، إن مصلحة نتنياهو تتعارض مع المصلحة الإسرائيلية وإرادة الشعب، تريد أغلبية الشعب في إسرائيل إنهاء الحرب وإعادة جميع المختطفين على الفور".
وأردف في رسالته إلى ترامب: "السيد الرئيس المحترم، أنت الوحيد القادر على إجبار نتنياهو على وقف الحرب وإعادة الجميع.
من فضلكم لا تتوقفوا واستخدموا قوتكم لإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب وإعادة الجميع".
إنهاء الحرب
من جهته، قال عومري ليفشيتز: "فقط الاتفاق سوف يعيدهم أحياءً! ولن يؤدي الاتفاق إلا إلى إعادة جثث الرجال والنساء الذين قد يختفون إلى الأبد تحت وطأة القصف العنيف وأدوات الهندسة".
وأضاف: "إذا كانت أهداف الصراع الحربي، وإذا كان الثمن الذي يتعين علينا دفعه هو عدم انهيار حماس الآن، فإن الخيار واضح! إن عودة الرهائن هي الهدف النهائي للحرب. هذه هي إرادة الشعب والمصلحة الإسرائيلية".