خليفة هنية.. هذه آلية «حماس» لاختيار رئيس مكتبها السياسي
كيف ستتعامل حركة حماس الفلسطينية مع الغياب المفاجئ لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية عن المشهد؟.
فهنية الذي تم اغتياله فجر اليوم بصاروخ استهدف مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران كان أحد أبرز قادة الحركة الفلسطينية، ومن الوجوه السياسية المعروفة التي تمثلها لدى معظم دول العالم.
وكان هنية يشغل قبل اغتياله منصب رئيس المكتب السياسي لحماس، فكيف سيتم اختيار خليفته؟، خاصة في ظل الدائرة في غزة، معقل حماس، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المكتب السياسي لحماس
يمثّل المكتب السياسي لحماس القيادة التنفيذية العليا للحركة، ويتم اختيار أعضاء المكتب عبر عملية انتخابات قاعدية تتم كل 4 أعوام بصورة سرية على مراحل في الأقاليم الثلاثة، وهي (قطاع غزة، والضفة الغربية، وخارج فلسطين).
ويتم خلال هذه الانتخابات اختيار أعضاء مجالس الشورى الفرعية، ثم مجلس الشورى العام، الذي يختار بدوره أعضاء المكتب السياسي لحماس، وعددهم 15 عضوا.
وخلال مراحل الانتخابات، سواء انتخابات المناطق التي يتم فيها اختيار أعضاء مجلس الشورى العام الذين لا يُعرف عددهم على وجه التحديد، أو في مرحلة اختيار أعضاء المكتب السياسي، لا يحق لأي عضو بالحركة ترشيح نفسه بموجب نظامها الأساسي الداخلي.
لكن تُدرج أسماء كل المؤهلين للعب الأدوار القيادية في قائمة، وتُعرض على كوادر الحركة لانتقاء من يرونه مناسبًا، ويكون المعيار حصوله على أعلى الأصوات.
ودأبت حماس على منح حق التصويت لمن يحملون أعلى درجة تنظيمية في الحركة، وهي درجة أو رتبة "الرقيب".
بيْد أن الحركة عمدت إلى تعديل هذه القاعدة خلال الانتخابات الأخيرة التي أُجريت في عام 2021، ومنحت كل من مضى على انضمامه للحركة 15 عاما حق التصويت.ِ
كيف يتم اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس؟
القاعدة المعمول بها أيضًا هي عدم ترشيح أي عضو بالمكتب نفسه للمنصب، وإنما يرشح أحد أعضاء المكتب من يرى أحقيته وأهليته ليتولى المنصب.
وإذا حاز المرشح على تزكية عضو آخر يتحول إلى مرشح رسمي لرئاسة المكتب.
ويختار أعضاء المكتب السياسي من بين المرشحين النهائيين واحدًا لشغل المنصب كما يختارون نوابا له.
وعادةً يتم اختيار نائبين أو ثلاثة لرئيس المكتب السياسي؛ لكن قد لا يتم الإعلان عنهم لاعتبارات أمنية وخوفًا من ملاحقتهم واستهدافهم من قبل إسرائيل.
هل سيمر الاختيار بسهولة؟
جولة الانتخابات الأخيرة التي أجريت لاختيار القيادة العليا لحماس شهدت سجالات وتباينات واضحة داخل الحركة، وظهرت فيها تيارات وتأثيرات مختلفة.
وتتصاعد بشكل ملحوظ نبرة النقد لنظام الانتخابات وآلية اختيار قيادات حركة حماس، حتى إن غازي حمد، عضو المكتب السياسي للحركة حاليا والمعروف بقربه من رئيس مكتبها في قطاع غزة يحيى السنوار، طالب علنًا، في مقال كتبه، بإعادة النظر في آلية الانتخابات الداخلية والاهتمام بالرؤى الاستراتيجية، وعدم إهدار الجهود في حالة الانهماك التشغيلي الذي تعيشه الحركة وتضييع وقت وجهد كوادرها وقادتها، وفق قوله.
كما أن طبيعة التباينات والتنافس بين تيارات الحركة سيكون عاملًا حاسمًا في تصعيد الرئيس الجديد للمكتب الذي يفترض أن يشغل منصبه لحين توافر الظروف الملائمة لإجراء انتخابات جديدة لاختيار قيادة حماس العليا، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه سيتم في المدى القريب بالنظر للأوضاع الحالية في قطاع غزة وطبيعة الوضع الذي فرضته الحرب التي لا تزال دائرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA= جزيرة ام اند امز