إسرائيل بعد هنية وشكر.. عين على «الرد» وأخرى على صفقة غزة
تهلل إسرائيل لنجاح عمليتي اغتيال قائد حماس والرجل الثاني لحزب الله في بيروت، ولكنها ما زالت تتساءل عن الرد وعن فرص صفقة تبادل الأسرى.
وتنظر إسرائيل إلى نجاح اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية في طهران، والرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في بيروت على أنه "إنجاز استخباراتي".
وكانت إسرائيل بـ"حاجة لمثل هذا الإنجاز الاستخباري منذ الفشل الاستخباري والأمني والعسكري المدوي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما اجتاحت "حماس" بلدات قطاع غزة في هجوم غير مسبوق"، وفق تقارير إسرائيلية.
ولذلك، سارع المحللون الإسرائيليون، مع صمت إسرائيل الرسمية على عملية اغتيال هنية، لاعتبار ما جرى في طهران وبيروت، "رسالة الى كل أعداء إسرائيل وبخاصة إيران".
وقال المحلل في القناة الإخبارية الـ12 الإسرائيلية، أوهاد حمو، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "أصبحت عاصمتا أعضاء محور الشر مسرحا لاغتيالات مدوية".
وأضاف "في غضون 6 ساعات، أظهرت إسرائيل قدرات استخباراتية وعملياتية لا مثيل لها في العالم - القضاء على اثنين من كبار أعضاء المشروع الإيراني".
وأضاف: "الأهم من ذلك: إرسال رسالة إلى إيران ووكلائها مفادها أنه في الحرب، ليس للجغرافيا أي معنى تقريبا، ولا يوجد مكان واحد على هذا الكوكب محصن".
صفقة الرهائن
حمو يرى أن "اغتيال هنية هذا له أهمية خاصة، فداخل المكتب السياسي لحماس، يعتبر الرجل زعيم الجناح المتشدد الموالي لإيران".
وأوضح "هذا الرجل، الذي يعتبر ضيفا متكررا في بيروت، كما هو الحال في طهران، قاد التقارب المتجدد في السنوات الأخيرة مع إيران وحزب الله، وجعل خالد مشعل، الذي يعتبر زعيم المحور الأكثر اعتدالا والمؤيد لقطر، غير ذي صلة".
ومضى قائلا: "في غضون بضعة أشهر، تقضي إسرائيل على نشطاء حماس الذين قادوا التقارب مع محور الشر: في المرة السابقة كان صالح العاروري، نائب هنية، الذي اغتيل في بيروت".
إلا أن حمو استدرك متسائلا: "السؤال الذي يٌطرح الآن في كل بيت في إسرائيل هو كيف سيؤثر هذا الاغتيال على المفاوضات حول صفقة الرهائن؟".
قبل أن يقول "لطالما كانت شخصيات حماس من بين الأهداف الإسرائيلية، وتم القضاء على العديد منها، من مؤسسها أحمد ياسين إلى قيادة المنظمة في غزة".
وأضاف: "لسوء الحظ، تظهر التجربة السابقة أنه باستثناء حادثة واحدة في أوائل عام 2000، لم تظهر حماس عموما أي مرونة بعد اغتيال كبار مسؤوليها.".
رد متوقع
الكاتب الإسرائيلي قال أيضا، "من الممكن أن يكون لتشديد الأيدي الإسرائيلية على رقاب كبار أعضاء المنظمة تأثير على موقفها في المفاوضات؛ الأمر يستحق الانتظار والمشاهدة".
أما المحلل الإسرائيلي آفي ايسسخاروف، فقال لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "الاغتيالات تعزز الرد، لقد اغتيل هنية، وهو في رأيي أكثر أهمية.. والسؤال هو كيف سيرد الإيرانيون؟".
بدوره، قال اللواء (احتياط) كوبي ماروم لإذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية: "أقدر أنه لن يكون هناك رد فعل فحسب، بل سيكون كبير أيضا في مواجهة رد الفعل الإسرائيلي الاستثنائي".
وأضاف: "حزب الله منظمة مثيرة للدهشة للغاية، وعلى الجيش الإسرائيلي أن يستعد لها".
ومع ذلك، قال "أعتقد أن حزب الله ليس لديه مصلحة في الدخول في حرب شاملة رغم الإحراج والرد الإسرائيلي".
ويقول الخبراء الإسرائيليون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا ليس معنيا في الوقت الحالي بصفقة أسرى مع حماس، ولذلك، لا يهتم إذا ما أدت عمليات الاغتيال إلى تأجيلها.