حماس تجدد عرضها حول سلاحها.. مناورة أم مهادنة؟
جددت حماس عرضها بشأن مستقبل سلاحها في سياق مباحثات وقف إطلاق النار بغزة، وفي إطار صيغة محتملة تقدمها الحركة لقضية شائكة باتفاق أفضى لوقف الحرب.
ويثير تمسك حماس بهذا العرض تساؤلات حول طبيعة النوايا: هل هي مهادنة حقيقية أم مناورة سياسية للحفاظ على رصيدها من العتاد وربح الوقت؟
وأكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، استعداد الحركة لبحث صيغة «تجميد السلاح» مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية تناول فيها ملامح المرحلة المقبلة في غزة، وعلاقة حماس بالوسطاء، والموقف من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القطاع، وهو ما سبق وكشف عنه باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، مشيرا إلى إمكانية تطبيق هذه المقاربة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، مع مدة هدنة مقترحة تتراوح بين 5 و10 سنوات.
وقال مشعل إن لدى حماس «مقاربتها الخاصة» المتعلقة بسلاح الحركة، مشيرًا إلى أنها تسعى لعرضها على واشنطن وإقناعها بها.
واعتبر أن المطلوب حاليًا هو «ضمانات تمنع عودة الحرب»، موضحًا أن الفكرة المطروحة هي عدم استخدام السلاح أو إظهاره خلال فترة الهدنة، مع بقائه مخزّنًا.
وأضاف أن الحركة طرحت كذلك فكرة هدنة طويلة المدى باعتبارها «ضمانة» لعدم تجدد المواجهات، واتهم إسرائيل بأنها «مصدر الخطر»، معتبرًا أن مطالب نزع السلاح تستهدف «قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم».
ورأى مشعل أن حماس قادرة على إقناع الإدارة الأمريكية بمقاربتها، بسبب ما وصفه بـ«النهج البراغماتي» لدى واشنطن، مشيرًا إلى أن الوسطاء -خصوصًا قطر ومصر وتركيا- يبحثون هذه الأفكار مع المسؤولين الأمريكيين.
وفيما يتعلق بغزة، قال مشعل إن القطاع «قدّم الكثير خلال العامين الماضيين»، وإن الأولوية الآن هي «إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية»، مؤكدًا أن الحركة أبلغت الوسطاء بحاجتها إلى دعم عملية التعافي.
«قوات دولية» وحكومة تكنوقراط
وحول فكرة نشر قوة استقرار دولية على الحدود بين غزة وإسرائيل، قال مشعل إن الحركة لا تمانع وجود قوة مشابهة لـ«اليونيفيل» في جنوب لبنان، شريطة أن يكون دورها «الفصل بين الطرفين» وليس فرض أي ترتيبات سياسية.
وفيما يتعلق بإدارة غزة، أوضح مشعل أن الفصائل كانت قد اتفقت على تسليم القطاع إلى حكومة تكنوقراط تجمع غزة والضفة، لكن الحرب والفيتو الإسرائيلي عطّلا هذه الخطوة.
وكشف عن اجتماع عقد قبل أسابيع بين الفصائل ومصر، جرى خلاله طرح نحو 40 اسمًا لاختيار قيادة انتقالية من بينهم، قبل أن تتعطل العملية مجددًا.
كما حذّر من البنود المتعلقة بـ«مجلس السلام» و«المجلس التنفيذي» في خطة الرئيس ترامب الخاصة بغزة، معتبرًا أنها «قد تشكل وصاية على الفلسطينيين»، ومؤكدًا أن «من يحكم غزة يجب أن يكون فلسطينيًا وبقرار فلسطيني».
وعن علاقة الحركة بإيران والدول العربية، قال مشعل إن الدعم الإيراني «كان ولا يزال مهمًا»، وحماس تسعى إلى «تعزيز حضورها في المنطقة».