متاهة الأنفاق ووسائل اتصالات بدائية.. السنوار يتحصن بالظل
رغم الأحداث المتلاحقة في لبنان تتجه بوصلة الاهتمام صوب قطاع غزة خاصة مع إتمام الحرب عامها الأول.
وتترقب الدوائر وثيقة الصلة بالتصعيد العسكري الراهن بين حزب الله وإسرائيل، توابع هذا التصعيد على حركة حماس، وقال مسؤولون أمريكيون إن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار اتخذ مواقف "أكثر تشددا" في الأسابيع الأخيرة، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ووفق الصحيفة الأمريكية يعتقد السنوار منذ فترة طويلة أنه لن ينجو من الحرب، وهي النظرة التي أعاقت المفاوضات لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن حماس لم تبد أية رغبة في الدخول في مفاوضات، مشيرة إلى أن السنوار "أصبح معزولا وأكثر تواريا عن الأنظار، كما جعل اتصالاته "محدودة"، وتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية منذ فترة طويلة، ويظل على اتصال بمنظمته من خلال شبكة من الرسل البشريين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وبينما تشكك مصادر إسرائيلية في أن السنوار لا يزال على قيد الحياة، تقدر مصادر أمريكية بأنه حي ومستمر في اتخاذ قرارات حاسمة لحماس.
ووفق "نيويورك تايمز" فإن أفعال ودوافع السنوار منذ فترة طويلة محور اهتمام مجتمع الاستخبارات الأمريكي، غير أنه بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول كثفت وكالات التجسس عملها على زعيم حماس، وشكلت خلية استهداف لدراسته وملاحقته.
ووفق المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، فإن قوات الجيش الإسرائيلي "اقتربت من موقع السنوار في أغسطس/آب الماضي"، وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن "علامات على وجوده" في الأنفاق تحت رفح، جنوبي القطاع.
مفتاح بقاء قادة حماس
وتعد أنفاق حماس واحدة من أكثر المشاريع الهندسية تعقيدا، كما تعد "سر الحياة" بالنسبة للحركة وقائدها الحالي.
وإدراكا منها لقدرة إسرائيل على عزل غزة عن العالم أنفقت حماس سنوات في إتقان آلة حرب قادرة على صنع ذخائرها الخاصة، وتنفيذ العمليات دون موافقة خارجية أو حتى معرفة، ثم السماح لمقاتليها بالاختفاء داخل متاهة تحت الأرض معقدة، يعتقد أنها تتكون من مئات الأميال من الممرات المترابطة والمعززة والغرف والمخابئ.
دعم إيران اللوجيستي
الصحيفة الأمريكية في محاولة لإزاحة الستار عن تفاصيل آلة حرب حماس تحت الأرض، نقلت عن غازي حمد عضو المكتب السياسي للحركة "لقد نجحنا في إنشاء مصانع التصنيع تحت الأرض، لأننا كنا نعلم أنه في يوم من الأيام سيتم إغلاق جميع القنوات".
وتعزز تصريحات القيادي في الحركة ما ذهب إليه البعض فيما يتعلق بـ"الاستعدادات الاستباقية"، حيث رجح كثيرون اعتماد حماس بشكل كبير على إيران، وأنها تمكنت خلال فترة ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول من تهريب شحنات كبيرة من الصواريخ والقذائف إيرانية الصنع بينما كانت تصنع صواريخ جديدة في مصانع كبيرة تحت الأرض.
وتمضي الصحيفة الأمريكية بالقول إنه بعد مرور عام من الحرب لم يجد الجيش الإسرائيلي في غزة سوى ورش صغيرة، حيث كان عمال المعادن يستخدمون مخارط بسيطة لتحويل الأنابيب، والمواد الكيميائية الزراعية إلى مكونات لقذائف متفجرة يتم إطلاقها على المستوطنات الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة فقد تجاوز حجم ومدى وتعقيد "مترو" غزة -كما يُطلق عليه- التقديرات الإسرائيلية، ووصف مسؤولون في الجيش الإسرائيلي في المقابلات دهشتهم بعد أن شقوا طريقهم عبر مخابئ على عمق 30 قدماً تحت شوارع غزة، فقط ليجدوا أنفاقاً تؤدي إلى أنفاق أعمق مدفونة على عمق 120 قدماً تحت الأرض.
ومن جهته قال مسؤول أمريكي سابق في مكافحة الإرهاب زار الأنفاق التي بنتها حماس "مدى الإرهاق البالغ، إذ لم يكن لديهم أي فكرة عن المتاهة، هل يمكنك أن تتخيل 150 كيلومتراً من الأنفاق؟ كان الواقع أكبر بعدة مرات"، حسب "واشنطن بوست".
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز