صناعة الحرف اليدوية في الإمارات.. من السدو إلى التلي

تراث إماراتي غني يتصدر المشهد في «اصنع في الإمارات» عبر أول معرض للحرف اليدوية يسلط الضوء على أبرز الصناعات التقليدية المحلية.. فما أهم الحرف اليدوية الإماراتية؟
تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من الصناعات التي احتفظت بها منذ زمن بعيد، وتشتهر بالحرف اليدوية التي تميزها، وتعتبر حكومة الإمارات تلك الحرف بمثابة تراث ثقافي وحضاري، لذلك تدعمه بصورة خاصة، وتحرص على تثقيف الأجيال الجديدة بذلك التراث. ويتجلى ذلك في الإشارة لتلك الحرف في الأحداث البارزة؛ فعلى سبيل المثال، تستضيف النسخة الرابعة من "اصنع في الإمارات"، والمقرر انعقادها في مركز أدنيك أبوظبي من 19 إلى 22 مايو/ أيار 2025، معرضًا متخصصًا بالحرف اليدوية، يُبرز ثراء التراث الإماراتي في هذا المجال ودمجه في الصناعات الحديثة، وممارسات الاستدامة، والأسواق العالمية.
وستعمل هذه النسخة، التي تحظى باستضافة وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وتنظيم مجموعة أدنيك بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، وهم وزارة الثقافة ومكتب أبوظبي للاستثمار وأدنوك، على مد جسور التواصل بين الماضي والمستقبل. وذلك بترسيخ مكانة الحرف التقليدية كمساهم أساسي في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانتها في هذا الإطار.
- النسخة الأضخم من «اصنع في الإمارات» تنطلق في أبوظبي
- «ستراتا» وصناعة الطيران.. قصة نجاح تحت شعار «اصنع في الإمارات»
وسيجمع معرض الحرف اليدوية المُقام لأول مرة، والممتد على مساحة تتجاوز 1000 متر مربع، أكثر من 170 عارضًا يشملون حرفيين، ورواد أعمال، وخبراء صناعيين، ورواد تكنولوجيا. وسيوضح كيف يتم الارتقاء بالحرف التقليدية مثل نسيج السدو، وتطريز التلي، وحياكة خوص النخيل، والفخار، وصناعة الدلة، وتركيب العطور من المكونات الطبيعية، عن طريق الابتكار وإمكانية التوسع الصناعي.
سيحظى الزوار بتجربة ثَرِّية من العروض التفاعلية والحيّة التي تُبرز مسيرة تطور قطاع الصناعات اليدوية في دولة الإمارات. وسيوفر المعرض، الذي يضم منتجات حرفية مختارة ورؤى معمقة حول دور التقنيات الحديثة في تطوير الحرف التراثية، فرصًا فريدة لاستكشاف الآفاق المهنية والاستثمارية الجديدة التي يتيحها هذا القطاع.
كما سيعمل مركز التواصل المخصص كمنصة للتوفيق وتعزيز التعاون بين الحرفيين التقليديين والمُصنّعين والمستثمرين، وتمكين نمو اقتصاد الحرفيين في دولة الإمارات. وسيتضمن المعرض أيضًا ندوات حوارية يقدمها قادة الفكر وخبراء في الصناعة، تُركز على التلاقي بين الثقافة والصناعة والاستدامة.
يُجسد إدراج قطاع الحرف اليدوية في "اصنع في الإمارات" المساعي الشاملة للدولة نحو صون هويتها الثقافية بالتوازي مع تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وتدعم هذه الخطوة الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لدولة الإمارات، عبر دمج التراث في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، وهو ما ينسجم مع الأهداف الوطنية الرامية إلى التنويع الاقتصادي والحفاظ على الموروث الثقافي.
أهم الصناعات اليدوية
نقدم إليكم أهم الصناعات اليدوية في دولة الإمارات العربية المتحدة:
1- صناعة السيوف والخناجر
تتمتع السيوف والخناجر باهتمام كبير بين سكان الإمارات؛ فهي مرتبطة بتراثهم، ويتباهون بأشكالها ونقوشها المميزة التي تتم على أيدي أمهر الحرفين، وهي فن بديع بحد ذاته، ولتلك السيوف أسماء مميزة، منها: المرفس، سيف القدر، أبو المسبوعي، سيف أبو الظهر. وعلى الرغم من أنّ صناعة السيوف والخناجر كانت في الماضي من أجل الاحتياجات الشخصية، إلا أنها اليوم ما زالت قائمة لكن بغرض الزينة وإحياء التراث الإماراتي.
2- صناعة الخوص
تميزت النساء الإماراتيات قديمًا بتجديل الخوص ليُشبه الضفيرة، ومن ثمّ استخدامه في الاحتياجات المنزلية المختلفة، مثل: الحقائب والصرود والمكب والسلاسل والأواني والفرش وغيرهم. وحتى اليوم، ما زالت هناك بعض الأسر الإماراتية التي تمتهن حرفة الخواصة، وتبدع في ابتكار تصاميم جديدة وتطوير منتجاتها. ويجدر بالذكر أنّ تلك الحرفة قد انتشرت في القرى القريبة من الواحات؛ بسبب وجود مزارع النخيل التي تُتيح الخوص. وتنتشر حرفة الخواصة في إمارة الفجيرة تحديدًا.
3- عمل الوسم والتلى
من أهم الحرف التي اشتهرت بها نساء الإمارات أيضًا، وهي نوع من التطريز، تُستخدم فيها خيوط معدنية وأداة تُسمى "الكاجوجة". وتُصنع التلى المستخدم في تزيين الملابس. وتحتاج تلك الحرفة إلى مهارة وفن.
4- حرفة السدو
وهي أحد أشكال النسج التقليدي، تمارسه النساء البدويات في الإمارات، وغالبًا تعتمد على صوف الإبل والأغنام والماعز. يُستخدم هذا النسيج في صناعة السجاد والخيم وتزينها. واليوم، هناك العديد من المنتجات العصرية التي تُصنع باستخدام السدو.
5- قرض البراقع
وهي حرفة تقليدية قديمة، تمارسها النساء الإماراتيات منذ زمن، والبرقع، هو قطعة مميزة للزي التقليدي الإماراتي، ويأتي غالبًا بثلاثة ألوان: الأخضر، الأصفر، والأحمر.
6- صناعة القراقير
يُعد القرقور أحد أقدم الأدوات المستخدمة في صيد الأسماء، وقد استُخدم منذ القدم في الإمارات، حيث كانت تعتمد عائلات كثيرة على الصيد كمهنة في الماضي.
تحتل تلك الحرف اليدوية باهتمام كبير من دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، بهدف إدماجها في التقدم الصناعي وتطويرها، والحفاظ عليها كجزء من الهوية والتراث.
وفي إطار التطور المستمر لقطاع الحرف اليدوية، يتجه الحرفيون بشكل متزايد نحو تبني الأدوات الرقمية للارتقاء بمهاراتهم وتوسيع قاعدة متعامليهم، فعن طريق برامج التدريب والدعم المتاحة، يكتسبون القدرة على استخدام برامج التصميم بمساعدة الحاسوب (CAD) لإنشاء أنماط معقدة بدقة وفاعلية. كما تمكنهم الماسحات ثلاثية الأبعاد من تحويل النماذج الأولية المصنوعة يدويًا إلى نسخ رقمية، مما يحافظ على التصاميم التقليدية ويسهل عملية الإنتاج على نطاق واسع.
وعلاوة على ذلك، يتعلم الحرفيون كيفية الاستفادة من منصات التجارة الإلكترونية لعرض وبيع منتجاتهم لأسواق عالمية، وتحويل الحرف اليدوية الأصيلة إلى سلع تنافسية وجاهزة للتصدير تلبي متطلبات المستهلك العصري.
aXA6IDE4LjExOC4yNTMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز