مشروع "هاندكه" الذي عبر للقارئ العربي قبل نوبل
"العين الإخبارية" تتحدث لمتخصصين في الأدب الألماني ومترجمين لأدب بيتر هاندكه عن سمات تجربته الأدبية التي تم تتويجها بجائزة نوبل.
اقترب جمهور اللغة العربية من أدب النمساوي "بيتر هاندكه" الذي تم تتويجه بجائزة نوبل للأدب هذا العام، عبر مطالعة أعماله بلغتهم الأم قبل عدة سنوات، التي كان أولها مع "الشقاء العادي" التي ترجمها عن الفرنسية الشاعر اللبناني بسام حجار.
ولعل أبرز أعمال هاندكه التي تم نقلها إلى العربية هي "رسالة قصيرة للوداع الطويل"، و"محنة"، و"خوف حارس المرمى عند نقطة الجزاء"، و"كاسبار" وغيرها من الأعمال.
وقالت المترجمة المصرية، الدكتورة هبة شريف إن مشروع بيتر هاندكه الأدبي يتسم بتنوع أشكاله الفنية، إذ يتراوح بين الرواية والمسرح وحتى كتابة السيناريو.
علاوة على تمتع أعماله بنزعة تجريبية، وتأثر كتاباته بسيرته الذاتية، لا سيما علاقته بأمه، التي كانت قاسية وكذلك تمر بظروف صعبة جداً، انتهت بانتحارها، إلى جانب نظرته النقدية لعالم الغرب الاستهلاكي وموقفه من الحروب.
واقتربت الدكتورة هبة شريف من عالم بيتر هاندكه من خلال ترجمتها لروايته "محنة" عن اللغة الألمانية، وقالت لـ"العين الإخبارية": "هي قصة طويلة تدور وقت الحرب العالمية الثانية، وتعتبر سيرة ذاتية عن علاقة هاندكه بأمه، وتدور أحداثها حول تخطيهما للحرب والفقر والجوع، وسط اقتصاد منهار وظروف طاحنة خلال الحرب".
وأضافت: "يرصد هاندكه كيف أن الانتعاش الاقتصادي الذي طال أوروبا بعد الحرب لم يصل إلى ألمانيا الغربية ولم تتبدل المعاناة التي يعيشون بها، لذلك كانت روايته عن كيف تكون الحياة بلا أمنيات".
من جانبها، أكدت الدكتورة منار عمر، أستاذة الأدب الألماني في جامعة حلوان لـ"العين الإخبارية": "بيتر هاندكه بالتأكيد كاتب كبير ومبدع، ويمتاز بقوة لغته وقدرته على إحداث صدمة عند المتلقي من خلال طرح أفكار مضادة لما هو سائد".
وأوضحت: "هاندكه صادم أيضاً على صعيد آرائه السياسية، حيث أيد الصرب خلال الحرب الأهلية في يوجوسلافيا، كما ألقى كلمة في جنازة مجرم الحرب ميلوشوفيتش".
ومن المنتظر أن تصدر قريباً ترجمة رواية هاندكه "دون جوان" التي أنجزها المترجم المصري سمير جريس، التي ستصدر عن داري نشر "سرد" و"ممدوح عدوان".