بأيادي الصم والبكم.. ذوو الهمم باليمن ينشئون حدائق مدرسية (صور)
لم تعد فئات ذوي الهمم في مدينة عدن اليمنية مهمشةً أو عبئًا على الآخرين، بل باتت إحدى الفئات المنتجة والمساهمة في تنمية المجتمع.
وبفضل اهتمام عدد من المؤسسات التربوية والتعليمية في مدينة عدن، تحول مجموعة من الصم والبكم إلى فاعلين، من خلال إنشائهم حدائق وبساتين مصغرة في المدارس التي ينتمون إليها.
هؤلاء الصم والبكم تعلقوا بالبيئة وتحمسوا للعناية بها، عقب استفادتهم من محاضرات علمية في مجال رعاية الأشجار، نظمتها لهم إدارة مدرسة ومجمع خديجة التربوي الذي ينتمون إليه، في مديرية المنصورة بعدن.
وعقب المحاضرات النظرية، بادر الطلاب الصم والبكم بالتطبيق العملي لما تعلموه من معارف، وقاموا بتشجير وإنشاء حدائق صغيرة في زوايا ساحات مدرستهم، بإشراف النادي البيئي في المجمع التربوي.
محاضرة علمية
التجربة اللافتة بدأت بمحاضرة علمية، قدمها الخبير الزراعي المهندس صالح السنيدي باعباد، للطلاب المستهدفين من فئة الصم والبكم، في مدرسة ومجمع خديجة.
وبحسب مشرفة النادي البيئي في المجمع، عبير باقتادة، فقد هدفت المحاضرة إلى التعريف بالأسس الأولية وأغراض إنشاء الحديقة المدرسية، وكيفية زراعتها ورعايتها.
وتضمنت المحاضرة التي ترجمت إلى لغة الإشارة، طرقًا مبتكرة لري المزروعات؛ بهدف الاقتصاد بالمياه، ومنها استخدام طريقة الخاصية الفيزيائية الشعرية لامتصاص المياه باستخدام الحبال القطنية.
بالإضافة إلى استخدام الأوعية والقوارير البلاستيكية والأواني والأحواض لتوظيفها في زراعة وتربية النباتات في الحديقة المدرسية بطرق سهلة وممتعة أيضًا.
تطبيق عملي
وعقب المحاضرة، قام الطلاب بالتطبيق العملي والمشاركة باختيار موقع الحديقة والنشاط الزراعي الذي اختاره الطلاب الصم والبكم والمعلمات، بحسب مشرفة النادي البيئي.
وتضيف: "نفذ الطلبة عملية تنظيف الحديقة وقلب التربة وتهيئة الأرض وقلع الأعشاب والحشائش والنباتات الضارة، تحت إشراف المدرب والخبير الزراعي المهندس صالح السنيدي".
ولفتت المعلمة عبير باقتادة إلى أن هذا النشاط هدف إلى التمهيد لبدء عملية الزراعة والتشجير للحديقة المدرسية التي سينشئها الطلاب الصم والبكم، خدمةً للمدرسة وللبيئة في المجتمع.
غايات مدرسية ومجتمعية
مشرفة النادي البيئي أشارت إلى تفاعل الطلاب الصم والبكم، وكذا معلمات لغة الإشارة مع هذه المحاضرة "القيمة" والتدريب العملي الذي تلاها؛ ما حقق الكثير من الغايات المدرسية والمجتمعية.
وأكدت باقتادة أن هذا النشاط العلمي والعملي أثمر عن أفكار ومقترحات لوضع برنامج عمل أسبوعي لإنشاء الحديقة المدرسية وفقًا لأغراضها وأهدافها التعليمية والغذائية والبيئية وتطويرها، بأيدي الطلبة من ذوي الهمم.
واعتبرت أن هذه التجربة ستسهم بالاستغناء عن أشجار الدمس والأشجار الخشبية غير المرغوبة في ساحة المدرسة، واستبدالها بزراعة نباتات مفيدة في تحسين المظهر العام للمدرسة، ويمكن للطلاب رعايتها.
ولفتت المعلمة عبير باقتادة إلى أن الطلبة سيزرعون ويحصدون ثمار جهدهم خلال العام الدراسي وسيقومون بتطوير الحديقة المدرسية خلال السنوات المقبلة، وسيستفيد منها الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات والمجتمع المحلي.
وأشادت مشرفة النادي البيئي برعاية إدارة مجمع خديجة التربوي لهذه المبادرة، ممثلةً بمديرة المجمع الأستاذة إيمان موسى، ووكيلة قسم الصم والبكم الأستاذة صفاء عبد الحكيم، والمعلمات اللاتي ترجمن المعلومات بلغة الإشارة للطلاب.