شلل الأطفال والحوثي.. الأمراض تنخر جسد اليمن
لا تتورع مليشيات الحوثي الإرهابية عن القيام بكل ما من شأنه الإضرار بحاضر اليمن ومستقبله، حتى ولو كان على حساب الأطفال.
ممارسات المليشيات في مناطق سيطرتها تسببت بعودة الأوبئة والأمراض الفتاكة؛ وعلى رأسها مرض "شلل الأطفال"، والذي كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت عام 2005 خلو اليمن منه.
رفض مليشيات الحوثي للقاحات ومنع تنفيذ حملات التحصين الموسمية في مناطقها؛ أعاد المرض من جديد إلى البلاد، مهددًا حياة ملايين الأطفال اليمنيين.
وحفاظاً على ما تبقى من أطفال في المناطق المحررة، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان بالحكومة اليمنية انطلاق حملة تحصين ضد شلل الأطفال، الأسبوع المقبل، وسط استمرار رفض الحوثيين بتنفيذها في مناطق سيطرتهم.
تفاصيل التحصين
مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة اليمنية، الدكتور عارف الحوشبي قال إن الوزارة حددت السبت المقبل موعداً لانطلاق حملة تحصين ضد شلل الأطفال دون سن العاشرة، وستستمر من 19 حتى 24 فبراير/شباط الجاري.
وأضاف الحوشبي لـ"العين الإخبارية" أن الحملة تستهدف قرابة 2.5 مليون طفل يمني، في 12 محافظة، هي: عدن، لحج، أبين، تعز، مأرب، سقطرى، المهرة- الضالع، شبوة، الحديدة، وحضرموت الساحل والوادي.
وأشار إلى أن التطعيم ضد شلل الأطفال عادةً ما يستهدف الأطفال دون سن الخامسة إلا هذه المرة فإن التطعيم يستهدف دون سن العاشرة من العمر، وهي المرة الأولى التي تُطعم فيها هذه الفئات العمرية من الأطفال.
الحوثيون يرفضون اللقاحات
وأكد الحوشبي أنه خلال السبع سنوات الماضية من زمن الحرب لم يتحصل أطفال اليمن على جرعات كافية تقيهم المرض؛ مما تسبب بظهور أول حالة بمحافظة صعدة (شمال اليمن)، معقل ميليشيا الحوثي، ومنها تفشى إلى محافظات عدة، وبلغت الحالات المصابة 11 حالة مؤكدة.
وهذا ما أكد عودة وباء شلل الأطفال إلى اليمن، انطلاقاً من مناطق سيطرة الحوثيين، الذين كان لديهم موقف رافض للتلقيح وحملات التحصين.
الحوشبي أرجع أسباب ظهور المرض إلى العديد من العوامل، لكن أبرزها كان حظر دخول اللقاحات إلى مناطق سيطرة الحوثيين، الذين يحظرون دخول اللقاحات بشكل عام.
ولفت الحوشبي إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لظهور المرض في تلك الفترة، رغم أن بلادنا كانت خالية من المرض، بعد مرور عدة سنوات لاختفائه، طبقًا للبرتوكولات الصحية المعمول بها في دول العالم.
ووجَّه الحوشبي دعوة إلى كل أولياء الأمور بالحرص على تطعيم أطفالهم وعدم تركهم فريسة سهلة لهذا المرض الفتاك الذي عاود بالظهور مرة أخرى.
للمنازل والمدارس
والأحد الماضي، قال وزير الصحة العامة والسكان اليمني، الدكتور قاسم محمد بحيبح: "إن الحملة ستنطلق عبر جولتين منفصلتين، تنفذها 6 آلاف و166 فرقة صحية، من منزل إلى منزل، ومن مدرسةٍ إلى أخرى".
وأشار وزير الصحة إلى أن الفرق الصحية ستزور مليوناً و56 ألف منزل، و4 آلاف و208 رياض أطفال ومدرسة ابتدائية في المحافظات المستهدفة.
وأكد أن الهدف من الحملة هو منع تفشي فيروس شلل الأطفال، وتحقيق أعلى نسبة تحصين بين صفوف الأطفال المستهدفين، والوصول إلى نسبة تغطية 100%.
وشدد على أن هدف الحملة الرئيسي هو العمل على وقاية الأطفال من فيروس شلل الأطفال الذي عاد للظهور مجدداً في بلادنا بعد أن كانت قد تخلصت منه.