بخط يده.. الصادق المهدي ينعى نفسه فماذا كتب؟
نعى السياسي السوداني الأبرز، وزعيم حزب الأمة القومي الراحل الصادق المهدي نفسه في آخر مخطوطة له، قبل أيام من وفاته متأثرا بكورونا.
وقال المهدي في مخطوطته "أفضل الناس في هذا الوجود شخص يترحم مشيعوه قائلين: وقد شيعنا حقاني إلى الحق.. إن إلى ربك الرجعى".
وبحسب مصادر في حزب الأمة أن هذه الوثيقة آخر ما كتبه الإمام الصادق المهدي، وهو في صراعه مع فيروس كورونا، وكأنه علم بأنه سيفارق الحياة.
وتوفي المهدي عن عمر يناهز 85 عاما، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء والإسهام في مجال الفكر والسياسة والعمل الوطني.
ووصل جثمان الإمام الصادق إلى الخرطوم قادما من الإمارات، حيث أقيمت مراسم جنازة رسمية في مطار الخرطوم الدولي تقدمها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وعدد من المسؤولين في البلاد، قبل أن يوارى في مثواه الأخير بضريح المهدي بمدينة أم درمان في جنازة مهيبة.
وخلف رحيل المهدي الذي جاء بعد عطاء سياسي ووطني وفكري حافل، حزن كبير في الشارع السوداني وتبارت مكونات شعبية ورسمية في نعيه، معددين مآثره وإسهاماته.
وولد الصادق المهدي في ديسمبر من عام 1935 في مدينة أم درمان، كبرى مدن العاصمة السودانية الخرطوم، وحصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد عام 1957.
وعقب وفاة والده الصديق المهدي عام 1961 تولى إمامة الأنصار وقيادة الجبهة القومية المتحدة، انتخب رئيسا لوزراء السودان بين عامي 1966 و1967 وعامي 1986 و1989.
وفي عام 2014 وجه انتقادات للسلطات السودانية، وتعرض للاعتقال وكان قد سجن عدة مرات سابقا في الأعوام 1969 و1973 و1983 و1989.
وترأس الصادق المهدي "قوى نداء السودان" وهو تحالف يضم أحزابا مدنية، وحركات مسلحة، ومنظمات مجتمع مدني.
وقضى الصادق المهدي أكثر من 7 أعوام من عمره في السجون، ومثلها في المنافي التي أرغمته عليها الأنظمة العسكرية المتعاقبة، وآخرها نظام عمر البشير، الذي انقلب على سلطة المهدي المنتخبة عام 1989.