تصعيد إسرائيل بالضفة.. تصدير لأزمة داخلية أم اقتحام لـ"عرين الأسد"؟
يرى فلسطينيون في تصعيد إسرائيل بنابلس، الأربعاء، محاولة لتصدير أزمتها الداخلية الآخذة بالتفاقم على خلفية التعديلات القضائية، في حين يربط آخرون العملية بملاحقة جماعة "عرين الأسد" المسلحة.
وتجري مواجهات دامية حاليا بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين في نابلس بالضفة الغربية، أسفرت عن سقوط 10 قتلى و102 مصاب، بينهم 6 في حالة خطرة، ضمن حصيلة قابلة للزيادة.
وبينما أعلنت إسرائيل أنها تنفذ عملية في نابلس، دون توضيح التفاصيل، تتهم تل أبيب بأنها تصدر أزمة التعديلات القضائية إلى الجار الفلسطيني لامتصاص غضب المعارضة.
وتعقيبا على التطورات، يرى هاني المصري، المحلل السياسي الفلسطيني البارز، أن "التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية ليس بجديد، فلقد بدأ العام الماضي، ولكن الأزمة الداخلية في إسرائيل تمنح حكومتها سببا إضافيا للتصعيد في محاولة لتصدير أزمتها الداخلية".
ويقول المصري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الحكومة الإسرائيلية الحالية أكثر شراسة من سابقتها، وذلك لأنها تواجه معارضة قوية ضد القوانين التي تحاول اعتمادها للحد من سلطة القضاء الإسرائيلية".
ويضيف: "من خلال ما جرى في نابلس اليوم يمكننا أن نستنتج أن الحكومة الإسرائيلية تحاول توجيه أنظار الإسرائيليين وكذلك العالم عما يجري داخليا في إسرائيل في ضوء الانتقادات التي توجه ضد ما تسميه إسرائيل الإصلاح القضائي".
خارج السيطرة؟
ولكن المصري حذر من أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من تصعيد قد يخرج الأمور عن السيطرة، مضيفا أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية تصب الزيت على النار، فمن الممكن أن يؤدي التصعيد في الضفة الغربية إلى تدحرج الأمور باتجاه ردود من قطاع غزة".
وأشار المصري إلى أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية تولد الشعور بالرغبة بالانتقام لدى قطاعات واسعة من الفلسطينيين، وبالتالي فإن لا الفصائل ولا السلطة الفلسطينية يمكنها ضبط هذه المشاعر الغاضبة".
ورأى المصري في التصعيد الذي جرى اليوم أنه محاولة لتخريب الجهود الدولية والإقليمية الهادفة لإعادة الهدوء إلى الضفة الغربية.
وقال: "فقط بالأمس كان هناك حديث عن تفاهمات بوساطة أمريكية تقوم إسرائيل بموجبها بالتهدئة بالضفة الغربية ووقف الاستيطان ووقف التصعيد في المسجد الأقصى".
وأضاف: "لم تصمد هذه التفاهمات ولو حتى يوم واحد، وهو دليل على هشاشة هذه التفاهمات وعدم جديتها، فما جرى في نابلس هو تصعيد كبير أخذا بعين الاعتبار العدد الكبير من الشهداء والجرحى".
"عملية مستمرة"
بحسب المصري، فإن ما يجري في نابلس وغيرها من المواقع بالضفة الغربية هو استمرار للعملية العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية التي بدأت العام الماضي.
وأردف الخبير الفلسطيني أن "إسرائيل تقول إن لا إمكانية لحل سياسي مع الفلسطينيين، ولذلك فهي تريد إخضاع الفلسطينيين، وتقوم بذلك من خلال الاقتحامات اليومية والاعتقالات وغيرها من الانتهاكات".
وبحسب معطيات فلسطينية، قتل 60 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام في الضفة الغربية، بينهم 25 في شهر فبراير/شباط الجاري فقط.
وفي ردود الأفعال، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بـ"بالإرهاب المنظم الذي تسعى إسرائيل من خلاله إلى تصدير أزمتها الداخلية إلى الساحة الفلسطينية".
وطالب اشتية في بيان "الأمم المتحدة بالكف عن سياسة المعايير المزدوجة التي تشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها ضد شعبنا".
بدوره، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في بيان، إن "مجزرة أخرى يرتكبها الاحتلال بعدوانه على نابلس صباح اليوم ويستبيح دم الأطفال والشيوخ ويهدم البيوت".
وطالب المجتمع الدولي بـ"التدخل الفوري لوقف هذه المذابح وتوفير الحماية الدولية لشعبنا"، داعيا الإدارة الامريكية إلى "الضغط على حكومة الاحتلال وإجبارها على وقف عدوانها وإجراءاتها المدمرة".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب العام في العديد من المدن الفلسطينية حدادا على أرواح ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس.
ويلاحق الجيش الإسرائيلي منذ أشهر جماعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة التي تتخذ من البلدة القديمة نابلس مواقع لها.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز