أول رئيس عربي للكلية الملكية البريطانية: القيم المشتركة تجمعنا مع المختلفين معنا في الدين (خاص)

وسط أحداث ساخنة في منطقة الشرق الوسط، أثارت تباينات سياسية بين الغرب والشرق، جاء إعلان فوز الدكتور هاني عتيبة، الطبيب ذي الأصول المصرية بمنصب رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين، كأول شخص من أصول عربية يتقلد هذا المنصب.

وأثار هذا الأمر تساؤلات حول كيفية نجاح الرجل في تجاوز أي تحامل أو تحيز تجاه الأشخاص ذوي الأصول العربية والإسلامية بهذا التوقيت الحساس.

• هاني عتيبة.. طبيب مصري يبلغ «العالمية» في بريطانيا

يجيب الدكتور عتيبة عن تلك التساؤلات في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" قائلا: "لقد كنت محظوظا أنني لم أقابل في حياتي أي تحامل أو تحيز في مسيرتي العلمية، وذلك لاعتقادي دائما أننا جميعا بشر يجمعنا في الحياة من القيم أكثر بكثير مما يفرقنا".

وأضاف: "طوال مسيرتي المهنية منذ وطئت قدماي أرض بريطانيا في نهاية السبعينيات، كان تركيزي على القيم الإنسانية المشتركة، وقد ساعدني هذا المبدأ في المضي خلال حياتي المهنية، وجعلني أصل للفوز بمنصب رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين في بريطانيا بعد منافسة مع اثنين من كبار الأساتذة البريطانيين".

وبدأت الانتخابات على رئاسة الكلية الملكية للأطباء والجراحين منذ 5 أسابيع، وشارك في التصويت نحو 16 ألف ناخب من أعضاء الكلية المنتشرين في جميع قارات العالم، وأُعلنت النتيجة يوم الجمعة الماضي.

وعن تأثير الأحداث الأخيرة في قطاع غزة على علاقته بمرضاه وزملائه، قال: "ربما يعتقد البعض أنه بعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة سيمتنع بعض مرضى القلب ذوي الديانة اليهودية عن الحضور لعيادتي الطبية، ولكن على العكس لم يكن لهذه الأحداث أي تاثير على علاقتي بالمرضى".

وأضاف: " ديانتي شيء شخصي في القلب والضمير، وكل ما يحكم علاقتي بالمرضى والمحيطين بي، هو الصدق والنزاهة والأخلاق المهنية".

ويعد الدكتور عتيبة أحد أبرز استشاريي أمراض القلب التداخلية في مستشفى غلاسكو الملكي ، المصنف كإحدى أكبر كليات الطب على الصعيد العالمي.

وحصل "عتيبة" على بكالوريوس الطب عام 1979 في جامعة الأزهر في مصر، وتخصص في أمراض القلب التداخلية، وله حضور دائم في المؤتمرات العلمية حول أبحاث أمراض القلب التداخلية.

وفور إعلان فوزه بمنصب رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين، قال إن "الكلية ستتبنى استراتيجية لتبادل ‏‏الخبرات بين الأطباء في مختلف الدول عن طريق مؤتمرات ومحاضرات سواء عبر الإنترنت، أو لقاءات حية ‏فضلا ‏عن دعوة النابهين إلى القدوم لبريطانيا من أجل نقل تجاربهم المميزة في المجال الطبي لغيرهم".