عيادة الكلاب السعيدة.. علاج وتأهيل على أنغام الموسيقى
الطبيبة البيطرية سمر عبدالرحمن تطلق مبادرة "مصر خالية من السعار" لتطعيم الكلاب وقطط الشوارع، وحماية المواطنين من أخطار المرض
في أحدث محاولات علاج الحيوانات بطرق مبتكرة لجأت الطبيبة البيطرية المصرية سمر عبدالرحمن لتأسيس عيادة "الكلاب السعيدة" لعلاجها طبيا وتأهيلها سلوكيا ونفسيا بالموسيقى.
ولم تكتف الطبيبة المصرية بتأسيس تلك العيادة، وإنما أطلقت أيضا مبادرة "مصر خالية من السعار" لتطعيم الكلاب وقطط الشوارع من هذا المرض، وتوفير حياة صحية لها وحماية المواطنين من أخطار السعار من جانب آخر.
"العين الإخبارية" التقت سمر لتتعرف على مغامرتها مع عالم الكلاب بشكل خاص والحيوانات الأليفة بصورة عامة، وكيف تعالجها نفسيا بالموسيقى، وما الهدف من إطلاقها مبادرة مصر خالية من السعار؟.. وإلى نص الحوار:
متى بدأ مشوارك في عالم الطب البيطري؟
بعد تخرجي في الكلية، شعرت بأنني متشوقة للعمل في تخصصي لأسباب متعلقة بطفولتي وليس فقط بدراستي في كلية الطب البيطري، خاصة أنني أعشق تربية الكلاب والحيوانات الأليفة منذ الصغر وأتعامل معها كأنها أصدقاء لي وليس على أساس أنها حيوانات، فمشواري بدأ مع تربية الكلاب وعلاجها منذ زمن بعيد، وليس مقتصرا على عملي في هيئة حكومية أو افتتاح مشروع خاص بي.
لماذا اتجهتِ للعمل الخاص في مجالك؟
هناك أسباب شخصية تعرضت لها جعلتني بعيدة كل البعد عن العمل الخاص في مجالي مع الاحتفاظ بتربية الكلاب والحيوانات الأليفة في منزلي، ولكن في نهاية الأمر ومع مروري بظروف قهرية في حياتي لجأت لتأسيس عيادة "الكلاب السعيدة" على "فيسبوك" لعلاج الحيوانات وتأهيلها نفسيا وصحيا وسلوكيا، حتى شاءت الظروف والأقدار أن أفتتح عيادتي على أرض الواقع بعد عام من إطلاقها على موقع التواصل الاجتماعي.
كيف تجعلين الكلاب والحيوانات الأليفة سعيدة؟
أنا منذ صغري أتعامل معها كأنها أصدقاء لي ولا أعتبرها حيوانات لا تفهم أو لا تشعر، هي مخلوقات أليفة تشعر وتتألم وتحزن مثلما يحدث معنا، ولكن أنا أعتقد أن وضعها أصعب منا بكثير فنحن نشتكي ونتحدث عن أوجاعنا ونجد من يسمعنا على عكسها، لأن أغلبيتها تعاني بسبب معاملة الكثير لها على أنها حيوانات فقط، وهذا غير صحيح، فإدخال السعادة على قلوب الحيوانات يبدأ من التعامل، فمن المفترض أننا نتعامل معها بصورة سليمة ونقدرها، وأنا أستقبلها بابتسامات وأحضان، حتى تشعر بالدفء والحنان والأمان.
ما أبرز طرق علاج الحيوانات نفسيا؟
الحالات تختلف عن بعضها البعض، فتوجد كلاب وحيوانات مصابة بجروح، أو إعياء شديد بطرق مختلفة، وهذه يتم علاجها طبيا أولا وعند تواجدها في العيادة لأكثر من يوم يتم التعامل معها بشكل مختلف، سواء باللعب بالكرة أو تخصيص فقرات لتسريح فروة الشعر، الأمر الذي يشعرها بالراحة والهدوء، وبالإضافة إلى أنني أدخلت أمرا جديدا في العلاج والتأهيل النفسي وهو تشغيل الموسيقى لتحسين مزاجها، وتم دهان جدران العيادة بألوان فاتحة لإراحة بصر الحيوانات وحالتها النفسية.
هل يهدف مشروعك للربح فقط؟
لا، هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فأنا قمت بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لعدد من متابعي صفحتي على "فيسبوك" وأمددتهم بمعلومات طبية مجانا، ومن المفترض الحصول على أجر مقابل ذلك، ولكن لأن مشروعي وهدفي مع الحيوانات ليس الربح فقط أقدم العون لأصحاب الكلاب والحيوانات الأليفة دون مقابل مادي، وبعد افتتاحي العيادة بدأت الحصول على أجر مخفض وهذا أمر طبيعي.
وماذا عن مبادرتك "مصر خالية من السعار"؟
أنا أطلقت هذه المبادرة على صفحتي هذا العام لوقاية كلاب وقطط الشوارع من هذا المرض اللعين، فضلا عن أنني نظمت العديد من الندوات الخاصة بتعريف هذا المرض وكيفية الوقاية منه، وبدأت أنشر مبادرتي وحملتي الطبية من محافظة الإسكندرية وأطمح أن تمتد هذه المبادرة إلى جميع المحافظات المصرية.
هل وضعتِ أهدافا لهذه المبادرة الطبية؟
بالطبع، فأنا حاليا أقوم بزيارات عدة للمدارس بالإسكندرية لتوعية طلاب المدارس الصغار والكبار بعاملين هامين، الأول الرفق بالحيوان، والثاني بمرض السعار المنتشر بين كلاب وقطط الشوارع، وكيفية الوقاية منه، بالإضافة إلى أنني في الوقت الحالي أعمل جاهدة على توفير التطعيمات اللازمة لداء الكلب في عدد من المستشفيات الحكومية حتى تكون متوفرة خلال 24 ساعة وليس فقط الفترة الصباحية فقط.