الهجوم المستمر على السعودية يكشف لنا أن الأمور لديهم تختلف باختلاف الدولة التي تبني العلاقات، فما هو دافعهم للهجوم على المملكة إذاً؟
أثارت زيارة وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف إلى قبرص حفيظة الكثير من الحاقدين على المملكة من قبل المستتركين وبعوض قطر على إثر تعيين المملكة سفيراً لها في قبرص، ونسوا العلاقات العميقة التي تتمتع بها قطر مع قبرص وتاريخها.
لقد هاجوا على المملكة التي تسعى لخدمة تطلعاتها وفق خطة 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهم يحاولون النيل من المملكة بمحاولاتهم المستمرة للتشويش على مسيرة التقدم والازدهار التي تسير فيها المملكة بخطى ثابتة من قمة إلى أخرى، بفضل تكاتف الشعب ومحبتهم لقيادتهم.
هم لا يكفون ألسنتهم عن الطعن فيها، ولكنها على الرغم من ذلك لقد حققت في السنوات الأخيرة نهضة سريعة في كافة المجالات بشكل مميز، نالت عليه ثناء الجميع لكن نقيق الضفادع لا ينتهي في كل زمان ومكان، وبعد كل خطوة تخطوها المملكة.
كأنه يحق لقطر أن تبني علاقات استراتيجية مع القبارصة، بل التنقيب عن النفط في المجال القبرصي، فهذا من قبيل المحبة والأخوة لتركيا، أما أن تقوم السعودية بتعيين سفير لها وأن تقوم بزيارة رسمية لقبرص فهي جريمة وخيانة للأمة
هذه الزيارة التي أفقدتهم صوابهم بدأت معها حركة واسعة لتوظيف هذا الخبر وفقاً لأفكارهم البالية، وبدأ بعوض قطر وحريم السلطان بالهجوم على السعودية وكأنها قامت بغزو تركيا واحتلالها، متناسين أن من حق أي دولة بناء علاقات مشتركة قوية اقتصادياً وسياسياً، وهذا مبدأ المملكة أن تبحث عن مصالحها السيادية والاقتصادية، "كما قال الأستاذ جميل الذيابي في مقالته في صحيفة عكاظ: إن المنظور الصحيح لأهداف زيارة وزير الخارجية السعودي لقبرص لا ينطوي على عداء لتركيا؛ إذ إن تركيا هي من ظلت تعادي المملكة وتهاجم قيادتها وسياستها وشعبها، غير أن قطار المصالح السعودية لن يتوقف في استراحة طويلة في انتظار أن تعود أنقرة لرشدها، بل سيمضي لتحقيق المصالح العليا للسعودية، وسيتجه القطار صوب كل محطة يرى فيها نفعاً من منافع متبادلة".
وهذه هي المملكة في كل وقت تبحث عن مصالحها الاقتصادية والسياحية في دول العالم، وقد رأت القيادة أن العلاقات مع قبرص هي لصالح المملكة وخدمة لشعبها فلم تتأخر في مساعيها لبحث وتنشيط علاقاتها مع قبرص ذات الموقع الاستراتيجي، في ظل غدر من يزعم صداقة ومحبة المملكة، حيث ظهروا أنهم ليسوا سوى تجاراً للدين ومتاجرين بكل قضية للأمة والمسلمين لمصالحهم الشخصية، وليمارسوا التغطية على فشلهم الداخلي تجاه شعبهم، فأوعزوا إلى بعوضهم بالهجوم على المملكة، وتناسوا أن مشغليهم في قطر لديها علاقات استراتيجية مع قبرص في جميع المجالات سواء النفطية أو السياحية، فهل كانت علاقات قطر مع قبرص تآمرية على الأشقاء أم أنها كانت فقط علاقات استراتيجية؟ إذا قرأنا لبعض المستتركين تظن لوهلة أنهم يسعون لحماية المسلمين وحقوقهم، لكن عندما نشاهد أفعالهم على أرض الواقع ترى أمامك أخس أنواع التجار الذين يتاجرون في الدين والمقدسات لمصالحهم ووفقاً لما تفتضيه الضغوط الشعبية،
إسماعيل ياشا كاتب العرب القطرية الذي يقول في مقاله: إن تدهور العلاقات يجب ألا تدفع إلى تجاهل حقوق مسلمي جزيرة قبرص، والوقوف إلى جانب القبارصة الروم النصارى في قضية عادلة تعتبر من أبرز قضايا المسلمين.
فهل هذا الكلام موجه لقطر التي استقبلت عبر وزير داخليتها ورئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني القس "الحق مايكل لويس" الأسقف الأنجليكاني عن أبرشية قبرص والخليج، بمناسبة زيارته للبلاد، جرى خلال المقابلة بحث الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل.
فهل كانا يبحثان في شؤون حل القضية القبرصية؟
إن الهجوم المستمر على السعودية يكشف لنا أن الأمور لديهم تختلف باختلاف الدولة التي تبني العلاقات، فما هو دافعهم للهجوم على المملكة إذاً؟
وكأنه يحق لقطر أن تبني علاقات استراتيجية مع القبارصة، بل التنقيب عن النفط في المجال القبرصي، فهذا من قبيل المحبة والأخوة لتركيا، أما أن تقوم السعودية بتعيين سفير لها وأن تقوم بزيارة رسمية لقبرص فهي جريمة وخيانة للأمة، ولكي لا ينسى البعوض المدافع عن قطر كلام خليفتهم عندما حذر الشركات النفطية العالمية من مغبة تخطي الحدود في البحر المتوسط، وهدد بضرب السفن التي تنقب عن النفط في قبرص دون التنسيق مع قبرص التركية، فهل سنقرأ قريباً أن سفناً تركية قصفت منصة شركة قطر للبترول والتي تنقب في قبرص؟
فهل سمع الخليفة الجالس في إسطنبول وأنقرة حين أعلنت قطر للبترول وشريكتها إكسون موبيل عن اكتشاف مهم للغاز الطبيعي في البئر الاستكشافية قلوكوس Glaucus-1.
20 اتفاقية تعاون بين قطر وقبرص خلال 8 سنوات
قال السفير القبرصي في قطر "ميخاليس أزاخار ريغولو" بمناسبة الذكرى الـ58 لاستقلال بلاده: إن البلدين وقعا نحو 20 اتفاقية خلال السنوات الثماني الماضية بمختلف المجالات، وهناك العديد من الاتفاقيات قيد الدراسة حالياً.
إن الزيارات المتبادلة ما بين قطر وقبرص هي على أعلى المستويات، فهل زعيم الأمة الإخوانية على علم بهذه الاجتماعات التآمرية على بلده؟
ما هي هذه الاتفاقيات الـ20؟ هل هي في سبيل توحيد الجزيرتين والتقارب والإصلاح بين شطري الجزيرة أم كانت لها مآرب أخرى؟
العلاقات القطرية القبرصية
توجت العلاقات القطرية القبرصية بافتتاح سفارة الجمهورية القبرصة في قطر في عام 2004، وتم افتتاح سفارة قطر في عام 2007، وتشهد من ذلك الوقت تطوراً سريعاً ومتيناً في كافة المجالات، خاصة في مجال الإعمار والغاز، كما تعمل دولة قطر والجمهورية القبرصية على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة على نحو يخدم الأهداف والمصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
فمن المصالح المشتركة بين البلدين أن تعقد قطر اجتماعات تآمرية في قبرص ضد تركيا آنذاك، للعمل منفردة على استكشاف النفط والغاز دون البحث عن حساسية الأصدقاء في التعاطي بالملف القبرصي، فهل كانت الاجتماعات المتكررة هي لرأب الصدع بين الشطرين أم كانت اجتماعات مصلحية ضد تركيا ومصالحها في البحر؟
ولصالح من عملت قطر هذه الاجتماعات وهذه التحالفات مع قبرص؟
إن الزيارات المتبادلة بين البلدين كانت على كافة المستويات من زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لجمهورية قبرص عام 2010، تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين.
إلى زيارة حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك لجمهورية قبرص عام 2008.
إلى زيارة الرئيس ديميتريس خريستوفياس رئيس جمهورية قبرص السابق عام 2009.
ومن ثم زيارة الرئيس نيكوس أناستاسياديس رئيس جمهورية قبرص لدولة قطر عام 2014.
فهل سمعنا عن العلاقات القطرية مع الشطر التركي من الجزيرة القبرصية؟
هل سمع خليفة المسلمين بالاجتماعات التآمرية على بلده، والتي كانت تدار من قبرص بالتنسيق مع قطر ورعايتها؟
يظهر لنا مما سبق أن العلاقات الوطيدة ما بين الدولتين قديمة، فهل يمكننا القول إن قطر تسعى لمصالحها الاستراتيجية مع قبرص ولو كان ذلك على حساب صديقتها تركيا؟
لأن من الواضح أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى أن تفتتح الخطوط القطرية يومياً رحلتين إلى مطار لارنكا، وهذا يدلل على عمق العلاقة، هذا يبين لنا أن قطر لا تهتم لأمر تركيا وخلافاتها مع قبرص، بل تسعى لتطوير اقتصادها ولو على حساب صداقتها مع تركيا!!
أم يمكننا القول إن هذه الأمور هي أمور سيادية لا يحق لتركيا أن تهاجم قطر على أساسها؛ لأنها تسعى لمصالح شعبها وتبحث عن مصلحة الدولة الخارجية والاقتصادية أينما كانت!!
إن هذا الأمر في حاجة إلى إجابة من قبل المطبلين والمزمرين لتركيا وقطر.
قطر التي تحتضن كما قال السفير القبرصي نحو 700 شخص من أفراد الجالية القبرصية يعملون في قطاعات مختلفة وتحظى جهودهم بتقدير كبير، فهل يحق لنا أن نسأل كم لدى قطر من القبارصة الأتراك وهل يحظون بالتقدير نفسه؟
هل سمعنا طوال هذه السنين من تكلم وخون قطر وجعلها عميلة وعدوة للإسلام والمسلمين لأنها قامت بهذه العلاقات؟
عندما تسعى المملكة لصالح شعبها تخوّن، أما الاجتماعات القطرية التآمرية في قبرص فهي في سبيل الله!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة