الثقافة الجنسية.. أولى خطوات حماية الأطفال من التحرش
شغلت واقعة محاولة رجل اغتصاب طفلة استدرجها إلى مدخل إحدى البنايات الرأي العام المصري، وأثارت عاصفة استهجان على مواقع التواصل الاجتماعي.
البداية جاءت بتداول مقطع فيديو من داخل أحد عقارات منطقة المعادي بالعاصمة المصرية القاهرة، ترصد لحظة تحرش رجل بطفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.
المتهم بالتحرش، الذي رصدته كاميرات المراقبة الموجودة بالطابق الأرضي للعقار، يدعى "م. ج" وهو محاسب بإحدى شركات البناء، متزوج ولديه طفلان، وحددت قوات الأمن هويته بعد فحص المقطع المصور، الذي تحفظت عليه وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.
وأثار الفيديو حالة من الاستياء والغضب بين مستخدمي مواقع التواصل، الذين وصموا المتهم بلقب "متحرش بير السلم"، وأشادوا بموقف سيدتين بعد اكتشافهما الواقعة والتشاجر مع المعتدي الذي فر هاربا.
التلامس خط أحمر
الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية وتعديل سلوك الأطفال في مصر، علق على واقعة التحرش بطفلة، قائلا إن أغلب الأسر تغفل عن أهمية الثقافة الجنسية للأطفال، رغم كونها من أهم طرق حمايتهم من التحرش وأحد مفاتيح علاج المشكلة.
وأضاف "هاني" لـ"العين الإخبارية": "فعندما يصبح لدى الطفل فعل ورد فعل بداية من عمر العامين أو ثلاثة يجب أن يبدأ الوالدان تعليمه شيئا كل يوم عن حدوده الشخصية وحماية نفسه".
وتابع: "يجب أن نربي الأطفال منذ الصغر على قاعدة عدم ملامسة أي شخص أعضاءه الحساسة مهما كان درجة قربه منه أو من والديه، كونها ذات قدسية خاصة".
شدد الطبيب المختص على ضرورة تأكيد الوالدين على الأطفال ضرورة عدم السماح بالتجاوز في مثل هذه الأمور حتى لو على سبيل المزاح، سواء من أخ أو صديق أو عم أو خال أو ما على شاكلتهم، لأن التحرش أصبح يطال الأطفال في أي مكان، داخل الأسرة والمدرسة والأماكن العامة ومن أقرب المقربين.
وقال إن تعليم الأطفال أن الأماكن الحساسة خط أحمر يجعلهم ينتبهون عندما يحدث معهم أي نوع من التحرش ويأخذون موقفا أو يدافعون عن أنفسهم، كما يمنحهم الصلابة النفسية للتصرف في مثل هذه الحالات.
وأضاف: "أيضا يساعد إيجاد خط مفتوح للحوار بين الوالدين وأطفالهم على مصارحة الصغار لهم حال حدوث أي أنواع من التحرش، وبالتالي اتخاذ موقف يحمي الصغير".
وأشار إلى ضرورة أن يعلم الآباء أطفالهم التربية الجنسية بما يتناسب مع أعمارهم الزمنية، ومراعاة ألا يتركوهم لأحد ينفرد بهم في أماكن مغلقة تماما حتى لا يسمحوا بأن يتطور الأمر من تحرش لاغتصاب.
ونبه الطبيب المختص لخطورة تعرض الطفل للتحرش بشكل مستمر، إذ يخلق شاذا جديدا يمارس سلوكه المرضي وينشره وسط المجتمع.
وشرح: "عندما يتعرض الطفل للتحرش مرات عدة يبدأ في التلذذ بهذا الأمر ويمارسه مع نفسه، ثم ينتقل إلى مرحلة التحرش بالآخرين وتتوسع الدائرة لتضم آخرين يبدأوا في التحرش بغيرهم وهكذا".
أنواع التحرش
صحيح أن توعية الأطفال بموضوع التحرش الجنسي ليس كفيلا بحمايتهم من التعرض له، لكنه أحد الوسائل التي تضمن ألا يصبحوا ضحاياه يوما ما.
أهمية تعليم الأطفال الثقافة الجنسية تكمن في أن عدم الوعي الكافي للصغار بموضوع التحرش والاغتصاب وحماية أجسادهم قد يجعلهم يتقبلون مثل هذه الأفعال ولا يستنكرونها، بل ويخاف أغلبهم من مصارحة الوالدين بتعرضهم لمثل هذه الأمور، أو يشعرون بالخزي عند التعرض لمثل هذه السلوكيات الشاذة.
ويأخذ التحرش الجنسي بالأطفال أشكال عدة، منها:
- التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى أجزاء من الجسد.
- التعبيرات سواء بالوجه أو اليد أو التي تحمل نوايا غير جيدة مثل الغمز وعض الشفاه وما إلى ذلك.
- التعليقات البذيئة أو إبداء ملاحظات جنسية عن الجسد (الحجم، طريقة المشي، الملابس)، أو إلقاء النكات والحكايات الجنسية.
- الهمس والتصفير وأي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.
- اللمس والاحتكاك والإمساك وتصوير الأعضاء الجنسية للصغار.
- إظهار أجزاء حساسة أمام الطفل أو الاستمناء أمامه.
- الملاحقة أو تتبع الطفل سواء بالقرب منه أو الانتظار خارج مكان وجوده (المدرسة، المنزل، النادي وغيره).
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg جزيرة ام اند امز