من وحي انفجار المرفأ.. معرض للفنان فادي العويّد يبث الأمل في بيروت (صور)
دفع إيمان الفنان السوري فادي العويّد بالحياة والسلام، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، إلى إقامة معرض الخط العربي "جاردن- Garden" في العاصمة اللبنانية، برعاية وزير السياحة اللبناني السابق ميشال فرعون.
أقيم حفل الافتتاح، الجمعة، في متحف "بيت بيروت- السوديكو"، وقال العويد لـ"العين الإخبارية": "يتحدث المعرض عن الحديقة بشكل عام، كل ما تحتويه من زهور وأشجار واحتساء القهوة والاستماع إلى فيروز وصياح الديك وزقزقة العصافير".
فكرة المعرض راودت العويّد منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، بعدما شاهد الحالة الكارثية للمدينة التي أصيبت بصميمها، وقال: "ما رأيته في الشارع فجعني ودفعني في ذات الوقت إلى رفض أن تكون هذه النهاية، لا سيما بعدما شاهدت السنابل ترتفع من بين حجارة أهراءات القمح المدمرة".
وأضاف: "الحياة التي نبتت بين الركام كانت الوحي الأساسي الذي عملت عليه، ومن دون أن أستثني الواقع المرير والدمار والخسائر في الأرواح ركزت على زاوية إيجابية ترجمتها في المعرض".
"كل زهرة في معرض العويد تروي قصة تناقضات يمكن أن يعيشها الفنان أو المواطن اللبناني الذي عاش هذه التجربة المريرة"، بحسب ما قاله شارحاً: "يضم المعرض حوالي 15 لوحة كبيرة و40 لوحة مصغرة".
وعن اللوحة التي يفضلها أجاب: "جميعها تعني لي الكثير ومع ذلك يمكن اختيار لوحتي زهرة الأوركيد وشهرزاد".
وشرح العويّد: "تتحدث لوحة الأوركيد كيف يمكن لجمال وردة واحدة في الحديقة أن يغطي على كل الحديقة وما تحتويه من زهور، وكما قال الشاعر محمود درويش تكفي زهرة الأوركيد لتحجب غابة".
وأضاف: "أما لوحة شهرزاد فتتحدث عن قصة الفرج المتمثل بصياح الديك، إذ إنه كان المنقذ لها من غطرسة شهريار حيث كانت تقص له قصة ليلاً حتى الصباح، كما أن صياح الديك يبعث على الأمل لكل إنسان بأن نهاراً جديداً سطع".
وعن الخط العربي الذي يشتهر به العويد، قال: "دائماً أحب التنوع والتجدد في حالات الحرف العربي، وأنا أعتبر أن لغتنا العربية هي صورة أصواتنا وتراثنا الذي ينضبط بأصول وقواعد، من هنا يجب الحفاظ على هذه الصورة".