الحريري إلى لاهاي لحضور الحكم بقضية اغتيال والده
من المقرر أن يدلي الحريري بعد النطق بالحكم ببيان صحفي يتناول فيه الحكم الصادر وملف القضية
غادر سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق بيروت، اليوم الإثنين، إلى لاهاي للمشاركة في جلسة المحكمة الخاصة بلبنان المقرر أن تصدر حكمها، الثلاثاء، في جريمة اغتيال والده رفيق الحريري ورفاقه.
وكتب الحريري، عبر حسابه بموقع "تويتر"، "من المقرر أن يدلي (الحريري) بعد النطق بالحكم ببيان صحفي يتناول فيه الحكم الصادر".
وينتظر اللبنانيون، الثلاثاء، بفارغ الصبر حيث تسدل المحكمة الدولية الستار على قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بإصدار حكمها في هذا الملف الذي يستحوذ على اهتمام القاصي والداني.
ومع الأوضاع الأمنية المتردية التي يعيشها لبنان منذ 2005، أي لحظة اغتيال الحريري وما تلاها من اغتيالات وأحداث وهزات أمنية وصولا لانفجار بيروت قبل نحو أسبوعين والذي أطلق عليه "الثلاثاء الأسود"، يستبعد مراقبون انعكاس الحكم المنتظر على البلاد لعدة أسباب أهمها أن الاتهام ليس جديداً.
ليس هذا فحسب، بل إن رئيس الحكومة اللبنانية سابقاً سعد الحريري استبق قرار المحكمة الدولية المنتظر بنشر رسائل تؤكد عدم نيته بالتصعيد.
وكان موعد حكم المحكمة الدولية مقررا له 7 أغسطس/آب لكنه تأجل إلى 18 من الشهر نفسه بسبب فاجعة انفجار مرفأ بيروت، والتي أدت لسقوط حوالي 200 قتيل وأكثر من 6 آلاف جريح.
وبعد مطالبات لبنانية بتشكيل لجنة تحقيق دولية، تأسست المحكمة الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع الملزم بمحاكمة المتهمين بتنفيذ الهجوم، في عام 2007، بعد قرار من مجلس الأمن الدولي.
وتوجه التحقيق الدولي أولا نحو سوريا، لكن ما لبث أن توقف عن ذكر دمشق، ووجّه الاتهام إلى 5 عناصر في مليشيات حزب الله، بالتخطيط وتنفيذ الاغتيال لكن الأخير رفض تسليم المطلوبين.
وباستثناء مصطفى بدر الدين، القيادي العسكري السابق في حزب الله والذي قتل في سوريا عام 2016، تقتصر المعلومات عن المتهمين الأربعة الآخرين على ما قدمته المحكمة الدولية. ولا يُعرف شيئاً عن مكان وجودهم.
وأسندت للمتهمين الأربعة، سليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا، اتهامات عدة أبرزها "المشاركة في مؤامرة لارتكاب عمل إرهابي، والقتل عمداً، ومحاولة القتل عمداً". ويواجه المتهمون، في حال إدانتهم، السجن المؤبد.
وأثار تشكيل المحكمة الدولية منذ البداية جدلاً وانقساماً في لبنان بين مؤيدين لها من حلفاء الحريري وآخرين من أنصار حزب الله شككوا في مصداقيتها واعتبروها "مسيّسة".
مصادر مطلعة أكدت بدورها لـ"العين الإخبارية" أن الأجهزة الأمنية اللبنانية أعدت خطّة استباقية لاحتواء أي تداعيات لقرار المحكمة الدولية، وأطلعت الحريري عليها الذي أبدى بدوره تعاونا.