سياسيون لـ"بوابة العين": الحريري وضع "تصرفات" حزب الله في رقبة عون
قالوا إن تريثه في الاستقالة مرتبط بمهلة زمنية
مصطفى علوش توقع إقدام حزب الله الإرهابي على تقديم تنازلات تجنبا لمعاملته كتنظيم داعش
برر سياسيون لبنانيون، تريث رئيس الحكومة سعد الحريري في تقديم استقالته بطلب من الرئيس اللبناني ميشال عون، بأن رئيس الوزراء وضع عون أمام مهمة تقديم الضمانات للبنانيين وللمجتمع الدولي والأشقاء العرب، بوقف تدخل حزب الله في شؤون الحكم داخلياً وخارجياً.
- الحريري بجانب عون وبري في احتفالات عيد الاستقلال ببيروت
- الحريري: تريثت في تقديم الاستقالة بناء على طلب عون
كان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أعلن في وقت سابق، الأربعاء، تريثه في تقديم استقالته، بطلب من رئيس بلاده ميشال عون.
وقال، في كلمة عقب لقائه عون بقصر الرئاسة في بعبدا شرق العاصمة بيروت،: "عرضت استقالتي على الرئيس الذي تمنى علىَّ التريث في تقديمها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها، فأبديت تجاوباً مع هذا التمني".
وكشفت مصادر مقربة من الحريري لـ"بوابة العين" أن الاتصالات الدولية والمبادرات التي قادتها كل من فرنسا ومصر، أسهمت في نزع فتيل التصعيد والتوتر، والوصول إلى حل وسط يتمثل في تريث الحريري، وإعطاء مهلة للحصول على ضمانات من الرئيس اللبناني تجاه تصرفات حزب الله الإرهابي.
وقال السياسيون لـ"بوابة العين" الإخبارية إن تريث الحريري في الإصرار على الاستقالة جاء مقابل إفساح المجال أمام المشاورات، لأجل تعزيز مبدأ النأي بالنفس وتحييد لبنان، كما جاء للحصول على ضمانات بعدم استمرار حزب الله في انخراطه في الصراع الدائر في المنطقة وعودته إلى لبنان وبخاصة عقب قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بتصنيفه رسمياً كمنظمة إرهابية.
وأكد فارس سعيد، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، أن الحريري لم يتراجع بل أعلن التريث، وهذا سيفتح المجال أمام المشاورات لتحسين الشروط ومدى التزام رئيس الجمهورية ميشال عون بالمقررات الدولية وبمقررات الجامعة العربية.
وأضاف أن "هذا يعني أن عون سيكون أمام مهمة تقديم الضمانات للحريري وللبنانيين وللمجتمع الدولي والأشقاء العرب، وبأن لبنان نأى بنفسه فعلياً لا كلامياً عن أزمات المنطقة وعدم التدخل في شؤون أي دولة عربية".
وقال فارس سعيد إن استقالة الحريري جاءت مبنية على أسباب موجبة تم تبنيها في مجلس وزراء الخارجية العرب، والتي تقضي بوضع ملف سلاح حزب الله على طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن ميشال عون طلب من الحريري التريث لإيجاد حل، ولا يمكن لرئيس الحكومة رفض ذلك.
وتابع أن "هذا التريث يرتبط بمهلة زمنية، وبناءً على ما يتمتع به رئيس الجمهورية من صلات وعلاقات قد يوجد حلاً لهذة الأزمة.. أما في حال بقي الوضع على ما هو عليه، فالاستقالة ستظل مطروحة وستكون مرفقة بلجوء الجامعة العربية أو المملكة العربية السعودية إلى تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إرهاب حزب الله الذي يعتدي على أراضي هذه الدول".
وأشار في هذا الصدد إلى أن" ذلك يعني أن التصعيد سيعود مجدداً، وقد يتم اتخاذ إجراءات عقابية بحق لبنان".
فارس سعيد شدد أيضاً على الفصل بين قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وبيّن تريث سعد الحريري في استقالته.
وقال إن "المسار العربي والدولي مستمر في التصعيد ضد حزب الله والضغط عليه، وهذا ما بدأ منذ إقرار العقوبات المالية الأمريكية ضد الحزب والمؤسسات التابعة له.. وبالتالي فإن هذا المسار التصعيدي ضد الحزب، ليس ابن اللحظة وسيستمر للوصول إلى تقليم أظافره، وإعادته حزباً سياسياً لبنانياً منزوع السلاح".
من جانبه قال النائب السابق مصطفى علوش لـ"بوابة العين"، إن حزب الله يخشى في هذه المرحلة التصعيد من جانب جامعة الدول العربية حال لجوئها إلى مجلس الأمن لفرض إجراءات عقابية على إرهاب الحزب، كما أنه يتخوف من التعامل معه مثلما تم التعامل مع تنظيم داعش الإرهابي.
وتوقع علوش أن "يلجأ حزب الله إلى تقديم تنازلات جدية، بعد لقاء وزراء دفاع التحالف العربي لمحاربة الإرهاب والمنعقد بالرياض"، لافتاً إلى أن "بعض المعلومات تشير إلى أنه بعد القضاء على تنظيم داعش، فالمرحلة المقبلة ستكون للقضاء على الإرهاب الذي ترعاه إيران، وذراعها حزب الله، ما قد يجبر الحزب وقبله إيران على تقديم تنازلات لتجنب توجيه ضربة عسكرية إلى مليشيا الحزب الإرهابي".
كان الحريري الذي عاد إلى بيروت، ليل الثلاثاء، عرض استقالته على رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن الأخير طالبه بالتريث؛ للوصول إلى حلول لتدخل حزب الله الإرهابي في الشؤون الداخلية للبنان وفي شؤون الدول العربية.
ووصل الحريري، الليلة الماضية، بيروت قادماً من قبرص الرومية، قبل أن يزور ضريح والده رفيق الحريري وسط العاصمة اللبنانية ثم يذهب إلى منزله.
وقبل توجهه لقبرص الرومية، أجرى الحريري زيارة للقاهرة استغرقت 3 ساعات، التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وبداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن الحريري استقالته في كلمة متلفزة من المملكة العربية السعودية، في قرار أرجعه إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، إثر تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه".
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA=
جزيرة ام اند امز