قمة الحريري ترامب .. 3 ملفات على الطاولة
يجري رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارة رسمية إلى واشنطن في لحظة مفصلية ومهمة على الصعيدين اللبناني والإقليمي
يجري رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارة رسمية إلى واشنطن في لحظة مفصلية ومهمة على الصعيدين اللبناني والإقليمي، وسيتوج الحريري جولته بلقاء سيعقده مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء المقبل.
في جعبة الحريري أكثر من ملف، أهمها الوضع الأمني في جرود عرسال، واللاجئون السوريون والبحث في إمكانية إعادتهم إلى مناطق خفض التصعيد والتوتر داخل الأراضي السورية، وزيادة حجم المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني، وتمسك لبنان بسياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة، بالإضافة إلى محاولة تجنيب لبنان أي تداعيات للعقوبات التي ستفرضها الإدارة الأمريكية على حزب الله والأشخاص أو الشركات المرتبطين به.
وحول الاجتماع المرتقب بين الحريري وترامب، يؤكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث خاص لـبوابة "العين" الإخبارية، أن الحريري "سيركز على ثلاثة ملفات أساسية، بدءًا بأزمة اللجوء وارتباطها بأفق الحل في سوريا والرؤية الأميركية لمعالجتها، مرورًا بدعم الجيش اللبناني في معاركه ضد الإرهاب، وصولا إلى ملف العقوبات على حزب الله وانعكاسها على الاقتصاد اللبناني"، مشيرًا الى أنه لن يتطرق إلى الملف من منطلق الدفاع عن أنشطة حزب الله بل للتخفيف من وطأة العقوبات على لبنان.
ويشير علوش إلى إثارة الحريري للشح الكبير في المساعدات التي يتوجب على المجتمع الدولي تأمينها للاجئين، ويقول "منذ 2017 لم يتم دفع سوى 9% من الالتزامات الدولية تجاه النازحين، إضافة إلى نحو 41% من السنة الماضية لم تدفع كذلك".. ويتابع أن "الوضع خطير ويجب دق ناقوس الخطر، والكارثة ستطال اللاجئين واللبنانيين على السواء".
وعن موقع لبنان في الخطط الدولية حول إعادة إعمار سوريا، يرى علوش أن "لبنان سيكون دولة ممر لإعادة الإعمار، ولكن هذا الطرح لا يزال بعيد المنال، وترجمته على أرض الواقع مرتبطة بأمرين، إما تغيير النظام السوري وهو أمر بات مستبعدًا، أو تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ".
أما المحلل السياسي كمال ريشا، فيلفت إلى أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن تأتي بعد موقف أمريكي لافت حيال حزب الله وسلاحه وأنشطته، إذ أكدت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، "أن حزب الله يُعزز ترسانته من الأسلحة"، مطالبة المجتمع الدولي "بإيلاء أنشطة ميلشيا حزب الله الاهتمام اللازم والضغط عليه لنزع سلاحه والكف عن سلوكه المزعزع للاستقرار، خصوصاً تجاه إسرائيل"، وشددت على وجوب أن تبدي اليونيفيل التزاماً تاماً في التصدي للتهديد الذي يشكله حزب الله.
ويقول ريشا لــبوابة "العين" إن "الحريري سيجد نفسه في مكان غير قادر على استفزاز أي طرف في زيارته، ولذلك سيجد نفسه مضطراً للحديث عن وجوب تخفيف العقوبات، لأن لبنان ليس قادراً على تحمّل أعبائها... فقانون العقوبات تمّ إقراره قبل وصول الحريري إلى واشنطن، وهذا يعني أنه لن يكون قادراً على إحداث أي تعديل فيه، وهذا القانون يشمل كل قيادات حزب الله".
ويرى ريشا أن الهدف الأساسي للزيارة هو "من أجل استشراف الحريري للمرحلة المقبلة في المنطقة، ولاستيضاح الخطة الأمريكية للشرق الأوسط، لأجل البناء على الشيء مقتضاه، في التوجهات السياسية في لبنان، عدا عن ذلك فإن كل الملفات هي ملفات روتينية".